عفرين في هدنة سوريا.. امتثال كردي ورفض تركي
أنقرة تراوغ باستثناء من سمتهم بـ"التنظيمات الإرهابية" من تلك الهدنة، في إشارة إلى استمرار عدوانها على عفرين السورية.
ما زال مستقبل منطقة عفرين فى الهدنة الإنسانية التي تبناها مجلس الأمن الدولي في سوريا "غامضا" بعد المحاولات التركية الالتفاف على القرار الذي تضمن مطالبة جميع الأطراف بوقف إطلاق النار دون تأخير في جميع مناطق سوريا لمدة 30 يوما على الأقل.
وفيما أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية بمنطقة عفرين امتثالها للقرار رغم احتفاظها بحق الرد حال أي اعتداء من قبل الجيش التركي، تحاول أنقرة المراوغة وتستثني من سمتهم بـ"التنظيمات الإرهابية" من تلك الهدنة، وذلك في إشارة إلى استمرارها فى عدوانها على منطقة عفرين ما ينذر بهدنة هشة فى الشمال السوري.
كان مجلس الأمن الدولي وافق، ليل السبت، على قرار كويتي-سويدي يطالب بوقف الأعمال القتالية في سوريا لمدة 30 يوما، للسماح الفوري بالإجلاء الطبي، وتيسير المرور الآمن للعاملين في المجال الطبي والإنساني، فضلا عن رفع الحصار عن جميع المناطق المأهولة بالسكان وبخاصة في الغوطة الشرقية.
وأتى ذلك بعد غارات مكثفة شنها النظام السوري وحلفاؤه على الغوطة الشرقية، وهو ما أوقع قرابة 500 قتيل أغلبهم من الأطفال، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
تركيا تراوغ
وعقب تمرير القرار الأممي رقم 2401 والخاص بالهدنة، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية التزامها بالقرار، والذي يقضي بهدنة في عموم سوريا، ووقف كل الأطراف أعمال القتال على أراضيها.
وذكرت الوحدات الكردية استثناء تنظيم داعش الإرهابي من الهدنة، بالإضافة إلى "الاحتفاظ بحق الرد في إطار الدفاع المشروع عن النفس حال أي اعتداء من قبل الجيش التركي والفصائل المتحالفة معه".
ودعت وحدات حماية الشعب الكردية كل الأطراف المتحاربة على الأراضي السورية إلى الالتزام بالهدنة ووقف إطلاق النار، متعهدة بتأمين دخول وفود الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى مناطق سيطرة الوحدات في عفرين.
من جانبها تجاهلت تركيا، التي تخوض معارك في منطقة عفرين شمالي سوريا، النداء الأممي بشأن الهدنة الإنسانية، والسماح بشكل فوري للأمم المتحدة وشركائها بإجراء عمليات الإجلاء الطبي بشكل آمن.
وإعلانا لرفضها الامتثال لقرار مجلس الأمن، قال نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداج، الأحد، إن القرار الأممي لن يؤثر على العملية التي تشنها بلاده ضد المقاتلين الأكراد في منطقة عفرين.
ومنذ أكثر من شهر، تطلق تركيا عملية عسكرية ضد أكراد سوريا في منطقة عفرين السورية، حيث تعتبرهم أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه إرهابيا، وتخوض حروبا ضده منذ عقود.
خروقات
وبعد ساعات من إقرار الهدنة، شن جيش النظام السوري غارات على غوطة دمشق، الأمر الذي ردّت عليه الفصائل السورية بقصف أحياء في دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات النظام الحربية قصفت إحدى مناطق سيطرة المعارضة بالغوطة الشرقية، بعد دقائق من إقرار الهدنة في سوريا بإجماع أعضاء مجلس الأمن الدولي.
ويرى مراقبون أن إعلان أنقرة التزامها بالهدنة مع استثنائها "التنظيمات الإرهابية"، هي مراوغة وتبرير من تركيا لاستهداف أكراد سوريا.
ونقلت وسائل إعلامية عن مصدر ميداني من القوات الشعبية في عفرين أن "الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا سيطرت على أجزاء من جنديرس بريف عفرين بغطاء مدفعي وصاروخي تركي عنيف".
وأضاف المصدر أن سيطرة تلك الفصائل على بلدات عفرين يأتي بعد تدميرها وتسويتها بالأرض.
ولا يعول محللون على تلك الهدنة التي ستصبح هشة بعد تجاهل تركيا لهذا النداء الأممي وبعد عدم الالتزام بالهدن السابقة في سوريا.
وكان من أبرز تلك الاتفاقات التي لم تلتزم بها أطراف النزاع السوري: اتفاق وقف إطلاق النار في ديسمبر/كانون الأول 2016 بدعوة روسية، واتفاق وقف إطلاق النار بجنوب سوريا برعاية مصرية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومع تعقّد مصالح أطراف الحرب السورية خاصة في منطقة عفرين، وبعد الإعلان عن التحاق قوات النظام السوري بالأكراد بمدينة منبج، التي أعلنها الأتراك محطتهم التالية فى عدوانهم على سوريا فلا أمل كبيرا يُعقد على مستقبل الهدنة في عفرين أو حتى سوريا، وفقا لمراقبين.
aXA6IDMuMTQyLjk4LjExMSA=
جزيرة ام اند امز