لويس جريس عن ناصر والسادات والإخونجية.. ماذا قال؟
لويس جريس كشف قبل وفاته عن جانب كبير من خزانة أسراره خصوصا حول الرؤساء المصريين.. فماذا قال؟
توفي الكاتب الصحافي المصري لويس جريس، الاثنين، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 90 عاما.
وكان الكاتب عضواً في المجلس الأعلى للصحافة المصرية، وفي المجلس الأعلى للثقافة، وفي لجنة القراءة بالمسرح.. وألّف عدداً من القصص القصيرة، من بينها "حب ومال" و"هذا يحدث للناس"، كما ترجم مسرحية "الثمن" لآرثر ميللر.
كما تزوج من الفنانة الراحلة الكبيرة سناء جميل، بعد قصة حب، واستمر الزواج بينهما 40 عاما حتى توفيت في عام 2002.
خزانة لويس جريس تحتوي على الكثير من الذكريات الصحفية والسياسية التي تعد بمثابة شهادة على عصره كشف عنها النقاب قبل وفاته بشهرين فقط الكاتب الصحفي ممدوح دسوقي في كتاب يحمل عنوان (لويس جريس شاهد علي العصر)، نجح خلاله أن يستنطق صاحب الذكريات أو المذكرات بشهادة رائعة وصادقة عن مراحل وشخصيات مهمة ومؤثرة في التاريخ المصري مثل عصر عبدالناصر والسادات ومبارك والإخونجية وفاطمة اليوسف وإحسان عبد القدوس وأحمد بهاء الدين ومحمود السعدني وموسى صبري وكامل الشناوي وسناء جميل وآخرين.
لويس تحدث عن الرقابة وتغير شكلها منذ عهد عبدالناصر مرورا بالسادات وكان يضحك قائلا: "كنت لا أسير جنب الحيط بل كنت أسير داخل الحيط" وكيف أنه كان حريصا طول الوقت ألا يتعرض للسجن أو الاعتقال لأنه يخشى هذه التجربة، ولهذا كان ملتزما التزاما شديدا، بينما يعترف أنه ينتابه إحساس شخصي بأن تأميم الصحافة كان في صالح الصحفيين".
وعن عصر عبدالناصر، يقول لويس: أيده الصحفيون أمثال إحسان عبدالقدوس ومصطفي وعلي أمين وهيكل وأحمد أبو الفتح حتي تم القبض علي إحسان وهرب أبو الفتح وتم إغلاق عدد كبير من الصحف بعد أن ضاق الثوار بالنقد، كما تعرضت الصحافة لحملة تشهير، ولم يغفل صاحب الذكريات أن عبدالناصر استطاع أن يجعل الشعب المصري يشعر بالفخر وأنه يستطيع أن يصنع شيئا ويحقق أحلامه، لكن عندما وقعت النكسة جعلته يتأكد أنه لم يكن جاهزا لخوض تلك المعركة، كما أن الحريات لم تكن موجودة وكانت بذرة الفساد متفشية.
وعن عصر السادات، يقول جريس إنه سافر إلي أمريكا اعتقادا منه أن السادات يعرف الناصريين من خلال الانضمام إلي التنظيم الطليعي وبالتالي لابد أن يتخلص منهم، وشرح ذلك لزوجته الفنانة سناء جميل وهرب بالفعل، وكتب من هناك عن هنري كيسنجر ومكاريوس باعتباره مراسل مجلة صباح الخير وروزا اليوسف، ثم بدأت فكرة العودة إلي مصر تراوده عام 1972 بعد أن اطمأن علي الأمور خصوصا بعد قيام السادات بهدم السجن الحربي وعدم اتخاذه اي إجراءات انتقامية للتنكيل بالناصريين.
وجاء عصر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بانفراجة سياسية، كما يقول جريس، لأنه أفرج عن المعتقلين، لكن عانت الحياة السياسية من التجميد، حتى جاءت أحداث 25 يناير.
أما الإخونجية، فيقول عنهم جريس، إنهم ليسوا جماعة حقيقية بل هم أقرب إلى الجمعية من تصنيفهم كجماعة رغم الهالة "الزائفة" التي يحاول بعضهم إضفائها عليهم، لافتا إلى أنه عندما كانت تصدر لهم الأوامر بعملية الاغتيالات يجدون من ينفذها بعد ضغط قيادات الإخونجية على أحد شبابهم المخدوعين باسم الدين، وهم بعيدون عنه.
ويستشهد بموقف صديقه أحمد حسن الباقوري عندما دعاه ضباط ثوار يوليو إلى أن يصبح وزيرا للأوقاف، وكان الإخونجية يرفضون، فما كان من الباقوري إلا أن ترك جماعته ورفض تنفيذ أوامر قيادته وسد آذانه وتولى حقيبة الأوقاف.
وهنا يعلق لويس جريس بأن السمع والطاعة يتلاشيان أمام المصلحة الفردية إذا اصطدمت مع مصلحة الجماعة، لافتا إلى أن هذا ما أثبتته المواقف بعد محاولتهم الفاشلة لاختطاف السلطة في مصر، حيث كانت الدولة تدار من مكتب الإخونجية وتصل التعليمات والأوامر نهارا ثم تتغير فتلغى القرارات في المساء.
aXA6IDMuMTUuNy4yMTIg جزيرة ام اند امز