سؤال الساعة.. لماذا ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا لمستوى قياسي؟
مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي لمستويات قياسية في أوروبا، تزداد علامات الاستفهام بشأن سبب هذا الصعود المفاجئ.
خلال وقت سابق، الأربعاء، صعدت أسعار الغاز الأوروبي بنسبة 60% منذ مطلع تداولات الأسبوع الجاري، مقارنة مع إغلاق جلسة الجمعة الماضية، إلا أن خروج الرئيس الروسي بتصريح حول الأزمة، خفض من الزيادات الحادة في الأسعار.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إن البلاد مستعدة للمساعدة في تحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، دون أن ينسى انتقاد دول الاتحاد الأوروبي بشأن مستقبل إمدادات الطاقة لهم.
- الصناعة الأوروبية وأزمة الطاقة.. تعافي يصطدم بصخرة الأسعار
- عصر التحول إلى الطاقة النظيفة محاصر بأزمات "طارئة"
وبلغت أسعار الغاز الطبيعي 1400 دولار لكل ألف متر مكعب، "اليوم يتجه السعر بالفعل إلى 2000 دولار لكل 1000 متر مكعب"، أكثر من عشرة أضعاف أعلى متوسط سعر خلال العام الماضي، وهو مستوى غير مسبوق.
لكن، سؤال الساعة ما زال يطرح دون الحصول على إجابات وافية!.. لماذا صعدت أسعار الغاز الطبيعي في غضون شهر، بأكثر من ستة أضعاف سعره الطبيعي؟
1- عاد التعافي الاقتصادي لدول الاتحاد الأوروبي بعد 18 شهرا صعبة على مستوى العالم، نتيجة تفشي جائحة كورونا، الأمر الذي سرّع الطلب على الاستهلاك، وعملت المصانع بكامل طاقتها، وسط قفزة حادة في الطلب على الكهرباء.
تعتمد 90% من دول الاتحاد الأوروبي ودول القارة على الغاز الطبيعي بدلا من المشتقات النفطية، لتوليد الطاقة الكهربائية، والتي ارتفع الطلب عليها خلال الأسابيع الماضية.
2- مقابل زيادة الطلب الكبير على الطاقة، لم تقدم روسيا ولا النرويج (أكبر مزودين للغاز إلى أوروبا)، أية إمدادات إضافية فوق توقعات البلدان المستوردة، الأمر الذي دفعها إلى السحب من مخزوناتها.
وتزود روسيا دول أوروبا بثلث احتياجاتها، بينما تتولى النرويج تزويد دول القارة بـ خُمس حاجتها، والنسبة المتبقية تأتي من مصادر عدة، منها الولايات المتحدة والجزائر وقطر.
ووفق ما أوردته وكالة أنباء بلومبرج الدولية، الإثنين من الأسبوع الجاري، تراجع المخزون الأوروبي من الغاز إلى أقل مستوى منذ حوالي 10 سنوات، بالنسبة لهذا الوقت من العام، وسط مؤشرات على زيادة أكبر بالأسعار.
3- في مقابل زيادة الطلب، كانت دول أخرى حول العالم قد وقعت على طلبيات فوق حاجتها من الغاز الطبيعي مع الدول المصدرة مثل قطر وأستراليا والولايات المتحدة، وخاصة في آسيا، وسط توقعات بشتاء قارس هذا العام.
ويبدو أن بوادر حرب باردة نشبت بين عمالقة آسيا المستهلكين للغاز الطبيعي مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وسنغافورة، من جهة، وبين أوروبا من جهة أخرى، للفوز بالإمدادات الحالية للغاز.
4- وجدت روسيا في الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي، فرصة لعدم تلبية الطلب المتنامي على الغاز الطبيعي، في مسعى منها لقيام دول الاتحاد الضغط على الولايات المتحدة، لرفع العقوبات على خط الغاز "نورد ستريم 2".
مقابل ذلك، دعت عدة دول أوروبية الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي؛ حيث تعهد رئيس طاقة الكتلة، كادي سيمسون، بمراجعة لقواعد السوق بحلول نهاية العام، قائلا إن صدمات الأسعار "تؤذي مواطنينا وعلى وجه الخصوص الأسر الأكثر ضعفا.
بينما نفت روسيا الأربعاء، أية مسؤولية عن زيادة أسعار الغاز في أوروبا، قائلة إنه "لا يمكن أن يكون لها أي دور في ما يجري.. الأزمة تعود إلى ارتفاع الطلب وتخزين الغاز".
aXA6IDE4LjIyMi4xNjQuMTc2IA== جزيرة ام اند امز