أسعار الذهب في مصر حتى نهاية 2021.. توقعات عقلانية وأرقام جنونية
تمر أسعار الذهب في مصر هذه الآونة بمرحلة جيدة، مستفيدة من تحسن الطلب في السوق العالمي.
وكسر سعر أوقية الذهب في البورصة العالمية خلال الأيام الأخيرة مستوى 1900 دولار بزيادة 200 دولار في غضون شهرين فقط، وذلك قبل أن يتراجع قليلا خلال تعاملات الخميس إلى 1896 دولارا.
فيما سجلت أسعار الذهب في مصر خلال تعاملات الخميس 951.33 جنيه (60.93 دولار) للجرام عيار 24، وبلغ سعر الجرام عيار 21 الأكثر شعبية في البلاد 832.42 جنيه (53.31 دولار).
وسجل جرام الذهب عيار 18 سعر 713.5 جنيه (45.69 دولار) لتقترب بذلك أسعار الذهب في السوق المصري لأعلى مستوى منذ بداية العام الحالي 2021.
يقول نادي نجيب، عضو شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن بوصلة مؤشرات الأسعار تتجه نحو الارتفاع دائما منذ بداية العام الحالي، نتيجة تراجع عوائد أذون الخزانة والسندات الأميركية.
وتوقع نجيب أن تواصل أسعار المعدن النفيس الارتفاع إلى أن تنتهي أزمة جائحة كورونا وتعود الأسواق الاقتصادية إلى وضعها قبل الجائحة.
وبحسب عضو شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة، فإن استقرار الأسواق سيدفع وتيرة مشتريات المعدن الأصفر للتراجع ومن ذم انخفاض الأسعار.
وأوصى نجيب المستهلكين لمن لديهم نية الشراء باتخاذ القرار سريعا.
على الجانب الآخر، توقع وصفي واصف، رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، انخفاض أسعار الذهب مع نهاية العام الحالي، في ضوء استعادة الاقتصاد العالمي توازنه مع مواصلة الدول تطعيم مواطنيها بلقاحات كورونا المختلفة.
وأكد واصف أنه عند انخفاض أعداد المصابين، بالتوازي مع استعادة الاقتصاد العالمي عافيته، ستهدأ عملية اقتناء الذهب ويتراجع الطلب وبدورها ستتراجع الأسعار.
بينما استبعد رفيق عباسي رئيس غرفة صناعة الذهب باتحاد الصناعات المصرية، القدرة على التنبؤ بمستقبل أسعار المعدن الأصفر.
وفسر ذلك بأن الذهب ذو حساسية مفرطة ويرتبط بالأحداث السياسية والاقتصادية، فعلى سبيل المثال تكبح لتصريحات السياسية والاقتصادية المتفائلة عمليات الشراء المكثف للذهب، وعكس ذلك، يسرع وتيرة الشراء إلى حدّ جنون الأسعار.
وتستفيد أسعار الذهب عالميا هذه الآونة من تراجع الدولار وتنامي المخاوف بشأن التضخم بعد أن أبقى مسؤولو مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي على موقف مائل للتيسير بشأن أسعار الفائدة.
ويعلق ستيفن إينيز الشريك الإداري في "إس.بي.آي أست مانجمنت"، بأن "انخفاض الدولار يقدم دعما، كما أن تزايد مخاطر التضخم يطغى على كل شيء في الوقت الحالي. إنها مسألة تحوط ضد التضخم حاليا".
وأضاف: "حتى في حالة ارتفاع التضخم، فإنهم في مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأمريكي)، سيكونون مائلين للتيسير جدا جدا".
وتابع: "ما يهم حقا بالنسبة للذهب هو أسعار الفائدة الحقيقية النهائية.. سيستمر الاتحادي ( المركزي الأمريكي) في الحفاظ على أسعار الفائدة النهائية عند مستوى منخفض، الأمر الذي سيؤدي إلى إضعاف الدولار وسيؤدي الذهب أداء جيدا".