إدارة بايدن وحرب أوكرانيا.. "فريق النمر" يضع السيناريوهات
مع تصاعد المخاوف بشأن الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، شكل البيت الأبيض "فريق النمر" لوضع السيناريوهات المحتملة للحرب.
وتشير صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن فريق النمر، هو مجموعة عمل أنشأها البيت الأبيض في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عكفت خلال الأشهر الماضية على دراسة ووضع تصورات السيناريوهات التي يمكن أن تسلكها القيادة الروسية في غزوها المحتمل لأوكرانيا، والرد الأمريكي بدءا من اليوم الأول وحتى الأسبوعين الأولين من الحرب.
وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية، إن هذا الجهد لم يساعدهم فقط على توقع تلك السيناريوهات ، لكنه دفعهم أيضًا إلى اتخاذ إجراءات في وقت مبكر، مثل فضح حرب المعلومات الروسية قبل تنفيذها لتقويض قوتها الدعائية.
وأشار التقرير إلى أن ”فريق النمر“ – وهو مصطلح يشير إلى مجموعة متنوعة من الخبراء الذين يعالجون مشكلة معينة بطريقة تتميز باليقظة والاستعداد للتحرك السريع – جرى تشكيله بعد اكتشاف مسؤولي مجلس الأمن القومي الأمريكي في أكتوبر الماضي، مؤشرات مقلقة عن زيادة كبيرة في القوات الروسية على الحدود الأوكرانية.
وتم تأسيس فريق النمر رسميًا في نوفمبر/ تشرين الثاني، عندما طلب مستشار الأمن القومي جيك سوليفان من أليكس بيك، مدير مجلس الأمن القومي للتخطيط الاستراتيجي، قيادة جهود التخطيط عبر عدد من الوكالات.
وتم إشراك وزارات الدفاع والخارجية والطاقة والخزانة والأمن الداخلي إلى جانب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لدراسة الأزمة الإنسانية المحتملة لتلك الحرب.
وقال المسؤولون إن وكالات الاستخبارات تشارك أيضا في الفريق، الذي يدرس مختلف مسارات العمل التي قد يتبعها الروس ومخاطر ومزايا كل منها، والتي تتراوح بين هجوم محدود يستهدف السيطرة على جزء من أوكرانيا إلى غزو واسع النطاق يهدف إلى استبدال حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واحتلال جزء كبير من البلاد أو كلها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية أن الجهد الذي قام به فريق النمر لم يساعد فقط على توقع المضاعفات المحتملة لأزمة اوكرانيا، بل دفعهم أيضا إلى اتخاذ إجراءات في وقت مبكر، مثل ”فضح حرب المعلومات الروسية قبل تنفيذها لتقويض قوتها الدعائية.
ويعترف مسؤولو مجلس الأمن القومي أنهم قد لا يتمكنون من توقع تحركات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادته العسكريين. لكنهم قالوا إن التدريبات التي أجراها الفريق والتخطيط القوي لا يزالان يستحقان العناء.
وقال جوناثان فينر، نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن: "ما قد يفعله الروس ربما لا يكون بالضرورة مطابقا بنسبة 100 % لأي من السيناريوهات التي وضعها فريق النمر؛ لأن الهدف هو خفض الوقت اللازم للرد على أي مفاجأة روسية، ومتى يتعين علينا ذلك".
ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول في مجلس الأمن القومي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته قولة إنه في فريق النمر ليس عليك أن تعرف ما الذي سيفعله الروس. تختار سلسلة من السيناريوهات المعقولة وتخطط ضدها، على افتراض أن أيّا منها قد يحدث.
ويذهب دليل العمل الذي وضعه الفريق إلى ما هو أبعد من سيناريوهات ساحة المعركة، حيث يبحث في أسئلة مثل كيفية التعامل مع اللاجئين الأوكرانيين الذين قد يتدفقون إلى بولندا ورومانيا، وكيفية تأمين السفارة الأمريكية في كييف، وتحديد نوع العقوبات التي يجب فرضها على موسكو، وكيفية الرد عليها بما في ذلك ضد هجوم إلكتروني معقد.
وأشار التقرير إلى أن فريق النمر قام بتوزيع دليل العمل الذي وضع في نحو ثلاثين ورقة، إلى مختلف المسؤولين، بما في ذلك القادة العسكريين والمدنيين في البنتاغون.
ويتناول الدليل أيضا عقوبات الدرجة الثانية، مثل الانتقام الروسي من أي عقوبات. ولذلك اتخذ المسؤولون إجراءات، على سبيل المثال، لضمان حصول أوروبا الغربية على إمدادات من الغاز الطبيعي في حال سعت روسيا إلى وقف تدفق الطاقة، في الوقت ذاته نسقت وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع الشركاء بشأن الخطوات اللازمة لتخفيف الأثر الإنساني لغزو دولة كبرى.