توقيف 10 إيرانيين.. "الانتفاضة البيضاء" تؤرق طهران
لا تزال حركة الانتفاضة البيضاء الذي ظهرت مؤخراً على الساحة الإيرانية عبر منصات التواصل الاجتماعي تؤرق النظام وكبار المسؤولين فيه بسبب الدعوة لاحتجاجات عارمة ضد النظام الذي يحكم البلاد بقبضة من حديد.
وأعلنت قوات الشرطة الإيرانية اعتقال 10 عناصر من قادة الحركة الذين يتولون إدارة الصفحات الخاصة بالحركة عبر منصات التواصل الاجتماعي ويحثون فيها الإيرانيين على الاحتجاج.
وقال نائب رئيس قوات الشرطة العامة في إيران، محمد أخلاقي، إنه "تم اعتقال عشرة من أعضاء ومديري نطاقات الإنترنت بعد دعوة لتعطيل النظام العام والأمن تحت مسمى الانتفاضة البيضاء".
وزعم أن "معظم المعتقلين لديهم تاريخ من الإدمان على المخدرات والمشاجرات والصراعات وبعضهم مختل عقلياً".
وأضاف المسؤول الأمني في مقابلة صحفية تابعتها مراسلة "العين الإخبارية" في طهران: "منذ بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني، شهدنا عدة مكالمات في الفضاء الإلكتروني من قبل مجموعة تسمى الانتفاضة البيضاء، وحثوا الإيرانيين على التجمع في الشوارع والميادين الرئيسية للمدن في الخامس من الشهر الجاري".
وتابع: "كان من أهم أهداف هذه المجموعة تعطيل النظام والأمن والراحة العامة للمجتمع، من خلال دعوة الناس في الفضاء الإلكتروني إلى التجمعات في الساحات والشوارع الرئيسية بالمدن الإيرانية، وكتابة شعارات على الأبنية والجدران ضد النظام".
وأشار إلى أن "حركة الانتفاضة البيضاء لا تحظى بشعبية داخل إيران، وتقوم السلطات بالتعرف على باقي العناصر والأعضاء المؤيدين للحركة سواء في الفضاء السيبراني وكذلك في الفضاء الحقيقي".
وكانت قوات الحرس الثوري بمحافظة البرز الواقعة غرب العاصمة طهران، أعلنت الجمعة الماضي، أنها طاردت قادة حركة الانتفاضة البيضاء التي دعت إلى تنظيم احتجاجات ضد النظام بالتزامن مع ذكرى حلول انتفاضة نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2019.
و"حركة الانتفاضة البيضاء" ظهرت مؤخراً في إيران ويقودها شخص يدعى "الدكتور سايان" الذي دعا الأسبوع الماضي، الإيرانيين إلى تنظيم احتجاجات يكون مركزها من ساحة الثورة وسط طهران.
وأبقت قوات الحرس الثوري هوية المعتقلين وعددهم من قادة الحركة "سرية" من دون الكشف عنهم، مشيراً إلى أنها "تقوم بتعقب وتلاحق جميع عناصر هذه الحركة".
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت وزارة المخابرات الإيرانية عن هوية واعتقال أحد قادة الحركة، فيما قالت وكالة أنباء "خبر أون لاين"، إن المعتقل يدعى "محمد حسين بور" أحد قادة حركة الانتفاضة البيضاء.
وكان عدد من المسؤولين في حكومة إبراهيم رئيسي قد حذروا من تكرار الاحتجاجات في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري على غرار ما حدث في الشهر ذاته لعام 2019 بعدما رفعت السلطات أسعار البنزين إلى ثلاثة أضعاف.
وكانت تلك الاحتجاجات هي الأعنف والأقوى ضد النظام الإيراني، حيث توسعت رقعتها وشملت قرابة 200 مدينة إيرانية وخلفت نحو 1500 قتيل من المحتجين بسبب عنف السلطات، وفق المعارضة الإيرانية.