حين يصبح النجاح عبئًا.. كيف أثرت الضغوط على حياة «ويتني هيوستن»؟
![ذكرى وفاة ويتني هيوستن](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/11/205-135617-whitney-houston-c38cc63377ce40d6a47aaa36862514c4_700x400.jpg)
تحل اليوم، 11 فبراير/شباط، ذكرى وفاة المغنية الأمريكية ويتني هيوستن، التي تُعد واحدة من أكثر المغنيات شهرةً في العالم، وكانت أعمالها من بين الأكثر مبيعًا خلال القرن العشرين.
على الرغم من شهرتها ونجاحها المستحقين، فإن تعاطي ويتني هيوستن للمخدرات لسنوات طويلة جعل اسمها ثابتًا في قوائم الصحف الشعبية والبرامج التلفزيونية، إلى أن فارقت الحياة عن عمر يناهز 48 عامًا، حيث وُجدت غارقة في حوض الاستحمام بأحد الفنادق، يوم 11 فبراير/شباط 2012.
من هي ويتني هيوستن؟
ويتني إليزابيث هيوستن، مغنية بوب وممثلة أمريكية، وُلدت في 9 أغسطس/آب 1963 في حي متوسط الحال بولاية نيوجيرسي. كان والدها جون راسل هيوستن الابن جنديًا ومديرًا تنفيذيًا في مجال الترفيه، بينما كانت والدتها إميلي درينارد هيوستن، المعروفة باسم سيسي هيوستن، مغنية في الكنيسة.
أما أشقاؤها، فشقيقها الأكبر مايكل كان مغنيًا، في حين أن شقيقها الأصغر غير الشقيق هو لاعب كرة السلة غاري جارلاند. وبسبب أعمال الشغب التي اندلعت في حي نيوآرك عام 1967، اضطرت الأسرة إلى الانتقال إلى إيست أورانج عندما كانت ويتني في الرابعة من عمرها، ثم انفصل والداها لاحقًا.
مسيرة ويتني هيوستن الفنية
بدأت ويتني هيوستن مسيرتها الفنية في سن الحادية عشرة، حيث كانت تؤدي غناءً منفردًا في جوقة كنيسة "نيو هوب"، وكان أول أدائها الغنائي لأغنية "أرشدني أيها الرب العظيم".
كان لوالدتها دور محوري في مسيرتها الفنية، حيث كانت عضوًا في مجموعة "الإلهام الجميل" التي افتتحها إلفيس بريسلي. واعتادت الأم اصطحاب ابنتها معها أثناء عملها كمغنية في النوادي الليلية، بل كانت ويتني تصعد أحيانًا إلى المسرح لتشاركها الغناء.
مع بداية الثمانينيات، عملت ويتني هيوستن كعارضة أزياء، وكانت أول امرأة سمراء تظهر على أغلفة مجلات مثل "سفنتين" و"غلامور" و"كوزموبوليتان" و"يونغ ميس"، بعد أن اكتشفها مصور خلال أدائها الغنائي مع والدتها في قاعة كارنيغي.
صعود ويتني هيوستن إلى القمة
في فبراير/شباط 1985، أصدرت ويتني هيوستن ألبومها الأول، الذي حقق نجاحًا مذهلًا، حيث باع أكثر من 25 مليون نسخة حول العالم. حصلت بفضله على أول جائزة غرامي عن فئة أفضل أداء غنائي، وأشادت الصحافة الأمريكية بصوتها، ووصفتها بأنها "إحدى أكثر الأصوات الجديدة إثارة منذ سنوات" ، و"موهبة غنائية استثنائية".
لم تقتصر موهبة ويتني على الغناء فحسب، بل اقتحمت عالم السينما، وشاركت في العديد من الأفلام الناجحة، من بينها:
- "الحارس الشخصي" (1992)
- "في انتظار الزفير" (1995)
- "الواعظ والزوجة" (1996)
- "أسطورة سندريلا" (1997)
- "البريق" (2012)
سبب إدمان ويتني هيوستن للمخدرات
على الرغم من أن ويتني هيوستن كانت شخصية تنبض بالحيوية والطاقة، فإنها كانت تخفي وراء بريقها معاناة عميقة. لم يكن المقربون منها يصدقون أن شخصًا بهذه الموهبة الفذة والجمال الاستثنائي يمكن أن يغرق في عالم الإدمان.
وفقًا لموقع "بي بي سي"، فإن هيوستن جربت الكوكايين لأول مرة عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، خلال عملها كأحد أفراد الكورال في العروض الغنائية لوالدتها، تمامًا كما كانت والدتها قد بدأت مشوارها الفني بنفس الطريقة، حيث غنّت مع أساطير مثل إلفيس بريسلي وأريثا فرانكلين.
يرى المخرج كيفن ماكدونالد أن إدمان ويتني هيوستن كان نتيجة "الوعي المزدوج"، حيث كانت فتاة من حي يسكنه ذوو البشرة السمراء، تحاول في الوقت ذاته كسب حب ودعم الجمهور الأمريكي الأبيض.
في فيلمه الوثائقي عن ويتني، كشف ماكدونالد عن سبب محتمل لإدمانها، حيث أشار إلى أن طفولتها كانت مليئة بالبؤس، إذ كانت تقضي فترات طويلة بعيدًا عن والديها بسبب انشغال والدتها بجولاتها الفنية.
كما أشار الفيلم إلى ادعاءات تفيد بأن ويتني تعرضت للتحرش وهي طفلة على يد أحد أقاربها، دي دي وورويك، الذي كان شقيقًا للمغنية والممثلة ديون وورويك. ويُعتقد أن هذه التجربة المريرة تركت أثرًا نفسيًا عميقًا، ربما دفعها لاحقًا إلى اللجوء للمخدرات هربًا من الألم العاطفي.