هيلدا شواب.. «السيدة الأولى» للمنتدى الاقتصادي العالمي
عندما يكون الزوج رئيساً للمنتدى الاقتصادي العالمي (منتدى دافوس)، الذي غالباً ما يوصف بأنه «منتدى الأغنياء»، فكيف ستكون السيدة الأولى للمنتدى هيلدا شواب؟
هيلدا كلاوس شواب لا تلحظ في شخصيتها «تعالي» سيدات مجتمع النخبة، ولا يبدو من حديثها أنها «السيدة الأولى» في «منتدى الأغنياء»، بل هي نموذج مختلف قليلاً لما هو سائد في الأذهان عن الناشطات الاجتماعيات، لعلها تريد أن تكون رئيساً لـ«منتدى الفقراء».
فهي شخصية محبة للأعمال الخيرية والتنموية، تؤمن بأن التعليم والاستدامة البيئية مفتاح التنمية المستدامة.
وما نعرفه عن حياتها الخاصة، بخلاف أنها شريكة حياة كلاوس شواب، فهي أم لابنين، ويعرف عنها التزامها العائلي ودورها الكبير في دعم أسرتها، مع الحفاظ على توازن بين الحياة الأسرية والمهنية.
ولا يقتصر دورها على مشاركة زوجها الحياة فقط، فهما يتشاركان رؤيتهما لتحسين العالم، حيث تشارك في قيادة المنتدى الاقتصادي العالمي بجانب زوجها، ولها دور حيوي في صياغة السياسات والمبادرات التي يعززها المنتدى، خاصة المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية والاستدامة.
حياتها
ولدت هيلدا شواب في سويسرا داخل بيئة تعزز القيم الثقافية والتعليمية، إذ حصلت على تعليم عالٍ في مجال الاقتصاد والإدارة، لذا فلديها اهتمام كبير بدعم التعليم والتدريب المهني، خاصة في المناطق الفقيرة والمهمشة، وتسهم في تصميم برامج ومنح دراسية لتمكين الشباب والنساء من تحقيق إمكانياتهم.
وفي عام 1998 شاركت في تأسيس مؤسسة شواب للريادة الاجتماعية، التي تهدف إلى دعم رواد الأعمال الاجتماعيين الذين يسعون لحل المشكلات الاجتماعية بطرق مبتكرة، وأسهمت في نمو المؤسسة لتكون واحدة من أبرز المؤسسات الداعمة للريادة الاجتماعية على مستوى العالم.
العمل الخيري والتنموي
وتلتزم "شواب" بمبادرات الاستدامة وحماية البيئة، وتعمل على تعزيز الوعي البيئي، وتشجيع الشركات والحكومات على تبني ممارسات صديقة للبيئة، كما تدعم عدة مشاريع صحية واجتماعية تهدف إلى تحسين الرعاية الصحية وظروف المعيشة للفئات الضعيفة، من بينها برامج مكافحة الأمراض، وتوفير المياه النظيفة، والرعاية الصحية الأولية.
وتشارك باستمرار في الفعاليات والمؤتمرات العالمية، إذ تلقي خطباً وتشارك في المناقشات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية والبيئية، لنشر الوعي والتأثير في السياسات العالمية.
وتعد "شواب" مثالاً للقيادة النسائية القوية والملهمة، إذ تشجع النساء على المشاركة في القيادة وصنع القرار، وتسعى إلى تمكين النساء في جميع المجالات، وتعمل بشكل وثيق مع منظمات دولية ومحلية لتعزيز أهداف التنمية المستدامة، لتحقيق تأثير أكبر ونتائج ملموسة في المجتمعات المستهدفة.
وتقديراً لجهودها ودورها المؤثر في المجتمع الدولي، حصلت "هيلدي شواب" على العديد من الجوائز والتكريمات في مجال الريادة الاجتماعية والعمل الخيري، فهي قوة دافعة خلف العديد من المبادرات الخيرية والتنموية، ودعمها المستمر ومشاركتها الفعالة في منتدى "دافوس" ومؤسسة شواب يعززان من قدرتها على إحداث تغيير إيجابي.
aXA6IDMuMTM1LjIwOS4xMDcg جزيرة ام اند امز