اليمن عمق استراتيجي لكل المنطقة العربية ولجميع الدول، وخاصة السعودية التي تعد الأكبر مساحة خليجيا.
في الطبيعة السياسية هناك أبعاد يجب فهمها بعيدا عن العاطفة والإثارة الإعلامية، ومن يعتقد أن السعودية والإمارات فقط تبحثان عن أدوات التلاوم بينهما في اليمن فهو مخطئ، السعودية لها مصالحها الاستراتيجية والسياسية، والإمارات كذلك، ولكن الشيء الذي يجهله الكثيرون أن السعودية والإمارات لم تدخلا اليمن وحدهما.
التحليلات السياسية تشير إلى أن المنطقة مقبلة على تحولات حاسمة في قضايا كثيرة لا يفصلنا عنها سوى الانتخابات الأمريكية المقبلة، واليمن سيكون إحدى الأوراق المهمة التي سوف تدخل مرحلة حاسمة من خلال خيارات سياسية بالدرجة الأولى أو خيارات عسكرية يقودها أبناء اليمن لتحرير وطنهم من المغتصبين الحوثيين.
هناك دول أخرى ضمن هذا التحالف، ولهذا فإن أي تكتيك عسكري أو سياسي في الموضوع اليمني تم في إطار تحالف عربي معترف به، وصدر الكثير من القرارات الدولية المؤيدة لهذا التحالف.
لقد كانت المفاجأة الكبرى أن يفترق الإعلام الإقليمي بهذه الصورة حول ما يحدث في اليمن، خاصة أن التفسيرات السياسية للأزمة اليمينة خلال الأيام الماضية تركز على التحالف وليس على اليمن، وهو الموضوع الرئيس في المشروع، ولعل السؤال الذي يمكن طرحه الآن يقول: لماذا لا نرى أن ما يحدث في اليمن هو استجابة طبيعية ومنتج متوقع لثورة تم فيها عزل الشرعية والاستيلاء على دولة بمؤسساتها السياسية من قبل جماعة الحوثي المدعومة من إيران؟
الصورة المتخيلة لليمن لدى الكثير من المؤسسات الإعلامية وبعض الرموز البارزة في المجالات الإعلامية والسياسية لا تدور في فلك الأزمة اليمنية ولكنها تدور في وضع تصورات حول علاقة الدول المتحالفة والتي تسعى جميعها من أجل إخراج اليمن من هذه الأزمة التي تسببت بها إيران بدعمها الحوثي؛ ففي النهاية المصالح السعودية في اليمن هي مصالح مشتركة مع كل جيران السعودية، وتقبُّل وجهات النظر بين أطراف الجيران ليس مسألة تفكير؛ لأن الشراكة السعودية الإماراتية ليست مشروعا مرتبطا بحرب اليمن ولكنه مشروع استراتيجي إقليمي مطلوب المحافظة عليه، خاصة أن هناك من يحاول بجدية زعزعة الخليج بدوله وشعوبه كلها.
اليمن عمق استراتيجي لكل المنطقة العربية ولجميع الدول، وخاصة السعودية التي تعد الأكبر مساحة خليجيا، ويربطها باليمن حدود بمئات الكيلومترات، ومن يعتقد أن استقرار اليمن مطلب بدأ يتشظى في التحالف أو بين دول معينة فهو الوحيد الذي أخطأ في اليمن وليس غيره. فاليمن الذي يشكل خاصرة الجزيرة العربية لن يترك للغرباء كي يعبثوا فيه مهما كان الثمن، وسوف تقول لنا الأيام القادمة ما هو أجمل في موضوع استقرار اليمن، وتحديدا في نهاية هذا العام الجاري.
التحليلات السياسية تشير إلى أن المنطقة مقبلة على تحولات حاسمة في قضايا كثيرة لا يفصلنا عنها سوى الانتخابات الأمريكية المقبلة، واليمن سيكون إحدى الأوراق المهمة التي سوف تدخل مرحلة حاسمة من خلال خيارات سياسية بالدرجة الأولى أو خيارات عسكرية يقودها أبناء اليمن لتحرير وطنهم من المغتصبين الحوثيين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة