الغابات في بؤرة اهتمامات البرازيل.. مبادرة لجمع 125 مليار دولار

تستضيف البرازيل مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثلاثين (COP30) في نوفمبر/تشرين الثاني للعام 2025 برئاسة "أندريه كوريا دو لاغو"، سكرتير المناخ والطاقة والبيئة بوزارة الخارجية البرازيلية.
ويُعد هذا المؤتمر هو الثالث في الترويكا التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة بعد استضافتها لـ(COP28) في نهاية العام 2023.
الترويكا
الترويكا تضم رئاسات 3 مؤتمرات للأطراف، وهم: COP28 برئاسة الإمارات، COP29 برئاسة أذربيجان، COP30 برئاسة البرازيل. ولها أهداف عديدة، منها: تعزيز التعاون بين الرئاسات الثلاث، رفع الطموح لتتوافق مع هدف 1.5 درجة مئوية، دعم جولة المساهمات المحددة وطنيًا التي بالفعل قُدمت من قِبل معظم الأطراف في فبراير/شباط الماضي، تحويل تعهدات اتفاق الإمارات إلى إنجازات فعلية.
لماذا البرازيل؟
من المنطقي أن تستقبل دولة البرازيل COP30، ويرجع هذا لعدة أسباب، منها أنّ البرازيل من أبرز دول العالم التي تعاني من التأثيرات الكارثية للاحتباس الحراري؛ خاصة وأنها تقع عند خط الاستواء.
إضافة إلى وقوع غابات الأمازون ضمن نطاقها الجغرافي؛ علمًا بأنّ غابات الأمازون تُلقب بـ"رئة العالم"؛ إذ تساهم بصورة كبيرة في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى أكسجين تتنفس به الكائنات الحية، كما تضم ملايين الأنواع النباتية والحيوانية وتنوع بيولوجي هائل لا يُقدر بثمن.
فضلًا عن دورها في إعادة تدوير المياه التي تزود مدينة "ساو باولو"، وهي رابع أكبر مدينة في العالم، ما يُعرض المدينة للجفاف الشديد.
من جانب آخر، تندرج البرازيل تحت دول مجموعة العشرين (G20)، وهي الدول المسؤولة عن 77% من الانبعاثات العالمية، و85% من الاقتصاد العالمي. لذلك؛ فهي تلعب دورًا محوريًا في قيادة المفاوضات نحو تحقيق هدف اتفاق باريس.
أضف إلى ذلك أنّ البرازيل قد شهدت العديد من الكوارث الطبيعية المدمرة، وتتمتع بمكانة جيدة في قيادة مفاوضات العمل المناخي.
حماية الغابات
لذلك فوجود الغابات أولوية على أجندة COP30 يعد أمرًا منطقيًا. حيث عبرت البرازيل عن اهتمامها بصورة خاصة بالغابات، وأطلقت مبادرة مالية باسم "مرفق الغابات الاستوائية للأبد" (TFFF)؛ لدعم نحو مليار هكتار من الغابات الاستوائية حول العالم.
وتهدف المبادرة إلى حشد 125 مليار دولار من خلال آلية تمويل مستدامة تتم عبر جمع رسوم تدفعها الدول مقابل كل هكتار يتم الحفاظ عليه.
وقد حظيت هذه المبادرة باهتمام وترحيب كبير خلال مؤتمر التنوع البيولوجي في دورته السادسة عشرة (COP16).
تُعد الغابات بمثابة الثروة البيئية؛ إذ تمد البشر بالكثير من الموارد، ما يعظم أهميتها ويجعلها من أهم الموارد الطبيعية الواجب الحفاظ عليها.
aXA6IDMuMTQ3LjIuMTYwIA== جزيرة ام اند امز