إدانات واسعة لهجوم أربيل.. مطالبات بتحقيق عاجل وعقاب رادع
لاقى الهجوم الصاروخي الذي استهدف مواقع متفرقة في أربيل إدانات عربية ودولية واسعة، وسط مطالبات بمحاسبة المسؤولين عنه.
وأطلقت عدة صواريخ على أربيل عاصمة كردستان العراق، أصاب أحدها مجمّعاً عسكرياً في مطار المدينة تتمركز فيه قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
والهجوم هو الأول الذي يستهدف مرافق غربية عسكرية أو دبلوماسية في العراق منذ نحو شهرين، وأسفر عن مقتل شخص وجرح ستة آخرين بينهم جندي أمريكي.
وقوبل الهجوم الصاروخي الذي تبنته مليشيات موالية لإيران تطلق على نفسها اسم "سرايا أولياء الدم"، بإدانات من قبل الرئاسات العراقية الثلاث (الرئاسة والحكومة والبرلمان).
وقال الرئيس العراقي برهم صالح، إن استهداف أربيل يُمثل تصعيدًا خطيرًا وعملاً إرهابيًا يستهدف الجهود الوطنية لحماية أمن البلاد وسلامة المواطنين العراقيين.
ودعا رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى "أخذ مخاطر الهجوم الصاروخي بجدية" و"العمل على إنهاء التهديدات على شعب إقليم كردستان".
وأكد على "ضرورة تفعيل آلية التنسيق مع الحكومة العراقية" و"البدء الفوري بالتحقيق" من خلال لجنة مشتركة بين أربيل وبغداد لملاحقة المنفذين.
وأشار إلى أن "غياب التنسيق ووجود بعض القوى والمجاميع المسلحة خارج إمرة وسلطة الحكومة الاتحادية باتا سبباً لإثارة التوترات في المنطقة ووجود تهديدات مستمرة على إقليم كردستان".
وتابع: "أدعو رئيس الوزراء العراقي (مصطفى الكاظمي) إلى أن تباشر لجنة تحقيقية مشتركة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية عملها فوراً للعثور على المنفذين بأقرب وقت وإنزال العقوبات القانونية عليهم".
فيما تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم الصاروخي الإرهابي.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة "غاضبة".
وأوضح، في بيان، أنه تواصل مع رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني، لمناقشة الواقعة، وتعهد بدعم الجهود المبذولة للتحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها.
من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن الهجمات شمالي العراق "عمل شائن وغير مقبول".
وقال راب في تغريدة على تويتر "هجوم الليلة الماضية على قوات التحالف والمدنيين في أربيل عمل شائن وغير مقبول... لن يغفر العراقيون للفصائل المسلحة التي تعرض استقرار العراق للخطر".
كما دعت الأمم المتحدة إلى حماية العراق من "التخاصمات الخارجية".
دعوةٌ جاءت على لسان المبعوثة الأممية إلى العراق، جينين بلاسخارت، التي أدانت الهجوم الصاروخي.
وقالت بلاسخارت في تغريدة على تويتر: "نشجب الهجوم الصاروخي المميت على أربيل"، مؤكدة أن "مثل هذه الأعمال الشنيعة المتهورة تشكل تهديدات خطيرة للاستقرار".
وأضافت: "يجب حماية العراق من التخاصمات الخارجية. وندعو إلى ضبط النفس والتعاون الوثيق بين بغداد وأربيل لتقديم الجناة إلى العدالة".
بدوره، أدان السفير البريطاني في بغداد، ستيفن هيكي، الهجوم الصاروخي ودعا إلى محاسبة المسؤولين عن الحادث.
وأدانت القاهرة الهجوم الصاروخي، مؤكدة دعمها للعراق فيما يتخذه من إجراءات لحماية أمنه واستقراره.
كما أدانت الإمارات الهجوم الإرهابي على مدينة أربيل.
وأعربت الإمارات عن رفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار.
من جانبها، أعربت السعودية عن إدانتها واستنكارها للهجوم على مطار أربيل.
وأكدت رفضها استهداف أمن العراق وزعزعة وحدته، مجددة تضامنها الكامل ووقوفها التام إلى جانبه.
في هذه الأثناء، وجّه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بتشكيل لجنة مشتركة مع الجهات المختصة في إقليم كردستان، للتحقيق في الهجوم الذي أدانته واشنطن وأعربت عن غضبتها تجاهه، متوعدة المسؤولين عنه.
والعام الماضي، ظهرت مجموعات كتلك أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ، ويعتبر مسؤولون عراقيون وأمريكيون أن هذه المجموعات واجهة لفصائل مسلحة موالية لطهران، على غرار "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" اللتين تعارضان بشدة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والمنتشر في العراق منذ 2014، لمحاربة تنظيم داعش.
وخلال العامين الماضيين، جرى استهداف المرافق العسكرية والدبلوماسية الغربية، بعشرات الصواريخ في العراق، لكن غالبية الهجمات تركزت في العاصمة بغداد.
وسبق أن هددت الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، بأنها ستغلق سفارتها في بغداد في حال استمرت الهجمات الصاروخية.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4xNjEg جزيرة ام اند امز