"ويكيليكس" تفضح تدخلات كلينتون في أزمة البحرين
"ويكيليكس" يسرب رسالة من بريد هيلاري كلينتون، تشير إلى تدخلات وضغوط قادتها خلال أزمة البحرين عام 2011.
كشف موقع "ويكيليكس" للتسريبات، أن مرشحة الرئاسة الخاسرة هيلاري كلينتون كانت لها تدخلات خلال الأزمة التي شهدتها البحرين عام 2011، حينما كانت وزيرة الخارجية الأمريكية في إدارة الرئيس باراك أوباما.
وجاءت الوثيقة ضمن مجموعة أخيرة من رسائل البريد الإلكتروني المخترقة لكلينتون أثناء عملها بالدبلوماسية الأمريكية، وهي رسالة موجهة إلى كلينتون من كونجي كوه، المستشار القانوني في الخارجية الأمريكية حينها، يتحدث فيها عن تدخلات صريحة في عمل لجنة مستقلة كانت مفوضة للتحقيق في أحداث مرت بها البحرين خلال تلك الفترة.
وعملت اللجنة المستقلة آنذاك وفق أمر ملكي لتضع تقارير حيادية دون أي تدخل أو ضغوط؛ حيث حصلت على كل الضمانات من الجانب البحريني، حسب صحيفة "الأيام" البحرينية.
والبريد الإلكتروني الذي تم إرساله في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، كشف أن التدخل بعمل بعمل اللجنة المستقلة والتأثير على أعضائها لتسريب معلومات سرية قبل الانتهاء من وضع التقرير النهائي، لم يكن بحرينياً، بل كان أمريكيا من قبل كلينتون وفريق عملها.
وكانت حينها تشهد الدول العربية تحركات ومظاهرات واسعة عرفت إعلاميا باسم "الربيع العربي"، بينما شهدت البحرين اشتباكات محدودة وتجمعات خلال الفترة بين فبراير/شباط ومارس/آذار 2011.
وتبين، حسب الوثيقة المسربة، أنها لم تكن تحركات "فئوية عفوية" كما خطط لتظهر على الساحة الدولية، لكنها كانت خطة خارجية محكمة لمحاولة إشعال البحرين وإغراقها في دوامة الطائفية، بإطلاق اسم "ثورة" على ما كان وقتها تحرك أجج مشاعر الناس واستغل اختلاف طوائف المواطنين ليجعل منه خلافا.
وفي 29 يونيو/تموز من العام ذاته، وبموجب أمر ملكي، تشكلت اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، متألفة من 5 محققين دوليين غير بحرينيين لضمان استقلاليتها.
وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، خاطب هارولد كونجي كوه، في رسالة إلكترونية، كلينتون وعدد من مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية، على رأسهم مساعد الوزيرة لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، تحدث فيها عن محادثة هاتفية انتهى منها للتو مع أحد أعضاء اللجنة الملكية المستقلة دون ذكر اسمه، أعطاه "معلومات سرية عن التقرير الذي لم يكن حينها قد صدر بعد للعلن".
وتظهر الرسالة أيضا إلى أن هذا العضو الموصوف فيه بـ"المتميز"، كان على اتصال دائم مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الديمقراطية وحقوق الانسان مايكل بوسنر، كما قال كونجي كوه، إن هذا العضو وعد بتقديم تقارير للخارجية الأمريكية عن سير عمل اللجنة وكافة ما يتضمنه التقرير.
وتشير الرسالة بوضوح إلى تدخل أمريكي في عمل اللجنة الدولية المستقلة التي من المفترض أنها عينت لتقصي حقيقة ما جرى بالبحرين في 2011 بشكل مستقل دون دون ضغوط أو تدخلات، ما يجعل التقرير النهائي للجنة مشكوك في أمره ونتائجه والمعلومات التي تضمنها.