هل يكون الذهب الورقة الرابحة في أزمة الديون الأمريكية؟
المستثمرون ينتقلون إلى المعاقل التقليدية من المخاطر، والممثلة بأسواق المال قصيرة الأجل إلى جانب الذهب..
ساءت أزمة الديون الأمريكية أكثر فأكثر منذ نهاية الأسبوع الماضي، مع إعلان البيت الأبيض عن تأجيل اجتماع كان مقررًا، الجمعة 12 مايو/أيار الجاري، بين الرئيس جو بايدن، وقادة بارزين في الكونغرس الأمريكي.
وتحولت أزمة سقف الديون مثل الطقس، الجميع يتحدث عنه، لكن لا أحد بإمكانه أن يفعل الكثير حياله، واستنادا إلى التاريخ، من غير المرجح أن يتم حلها إلا قبل التاريخ X مباشرة - عندما تكون الخزائن النقدية للخزانة فارغة أخيرا.
مع ذلك التاريخ الذي حددته وزيرة الخزانة جانيت يلين في الأول من يونيو/حزيران المقبل، كانت وول ستريت تتحرك في الغالب بشكل جانبي مع افتقار واضح للتقلبات،
لكن في الوقت الحالي، فإن الدافع الأكثر احتمالا سيكون نوبة غضب في سوق الأسهم، كما لوحظ هنا قبل أسبوعين، عبر تراجعات حادة، لكن هناك مستفيد ينتظر على الطرف الآخر، وهو الذهب.
وتشير التقديرات إلى أن الكونغرس من المرجح أن يركل الكرة مرة أخرى لى ملعب البيت الأبيض مع اقتراب التخلف عن السداد، ربما حتى عطلة الرابع من يوليو، أو حتى نهاية السنة المالية الحالية في 30 سبتمبر/أيلول المقبل.
في غضون ذلك، كان المستثمرون ينتقلون إلى المعاقل التقليدية من المخاطر، والممثلة بأسواق المال قصيرة الأجل، والتي تقدم عوائد تقترب من 5%، بعد رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير لأسعار الفائدة.
في الوقت نفسه، تسلل الذهب بهدوء بالقرب من أعلى مستوى قياسي له، فأسعار المعدن الأصفر صامدة فوق 2000 دولار منذ عدة أسابيع بل إنها وصلت خلال وقت سابق من الشهر الجاري، قرب قمتها التاريخية البالغة 2074 دولارا.
على الرغم من الجدل حول سقف الديون، لا يواجه العم سام مشكلة كبيرة في جمع المليارات في سوق الديون؛ ومن المفارقات، أنه وجد طلبا قويا على سندات 30 عاما في الأسبوع الماضي، لكنه اضطر إلى الدفع للاقتراض لمدة تقل قليلاً عن 30 يومًا.
وجذبت أذون الخزانة لأربعة أسابيع التي تم طرحها في المزاد يوم الخميس معدل خصم مرتفع بلغ 5.605%، أي ما يعادل عائد سندات قدره 5.723%، بسبب قلق المستثمرين الواضح من أن التخلف عن السداد قد يعني عدم حصولهم على السداد في الوقت المحدد عند الاستحقاق في 13 يونيو/حزيران 2023.
في المقابل، بيعت سندات الخزانة ذات الثمانية أسابيع، والتي تم بيعها بالمزاد العلني في نفس الوقت، بمعدل خصم أقل بكثير يبلغ 4.680% (عائد مكافئ للسندات يبلغ 4.793%).
وكان التقدم المطرد في الذهب أقل ملاحظة، والذي وصل إلى أعلى مستوى في 52 أسبوعا عند 2048 دولارا للأوقية في 4 مايو/أيار الجاري لعقود Comex الآجلة، وهو ما يقل قليلاً عن الرقم القياسي.
وعلى الرغم من تراجع الذهب في العقود الفورية عن ذروته الأخيرة ليستقر يوم الجمعة عند 2010.70 دولار، إلا أنه ما يزال مرتفعا بنسبة 10.72% منذ بداية العام.
يجب أن يرسل الارتفاع في الذهب خلال فترة ارتفاع أسعار الفائدة تحذيرا بشأن الموارد المالية للولايات المتحدة ومكانة الدولار الدولية. أضافت البنوك المركزية 228 طنا من المعدن الأصفر إلى احتياطياتها في الربع الأول، وفقًا لمجلس الذهب العالمي.
جاء ذلك بعد إضافة قياسية بلغت 1136 طنا متريا في عام 2022، وهو العام الذي استأنفت خلالها الصين مشترياتها، على حساب مبيعات متتالية لاستثماراتها في أدوات الدين الأمريكية.
ويبدو أن المخاوف التقليدية بشأن الديون والتخلف عن السداد والتضخم؛ سيكون المحور الذي سيدفع الذهب إلى احتمالية كسر مستوياته التاريخية، في حال طول أمد الأزمة القائمة بين الجمهوريين والديمقراطيين.
aXA6IDMuMTM4LjE4MS45MCA= جزيرة ام اند امز