وندسور.. قلعة تاريخية احتضنت آخر ليالي الأمير فيليب
أعلنت الملكة إليزابيث الثانية بالغ الأسى لوفاة زوجها الأمير فيليب عن عمر 99 عاما.
وقد أمضى دوق إدنبرة أيامه الأخيرة في قلعة وندسور مع زوجته، بعد بقائه 28 ليلة بالمستشفى التي أودع بها منذ منتصف فبراير/شباط بعد إصابته بعدوى ومعاناته من حالة مرضية بالقلب أصيب بها مسبقًا.
وكما الوضع في حالات الولادة الملكية، والزواج، والوفيات، عرضت لافتة تعلن رحيل فيليب خارج القصر، بينما وضع المعزن الورود أمام قلعة وندسور، التي من المتوقع أن يدفن فيها في حدائق فروجمور بعد مراسم جنازة محدودة بكنيسة القديس جورج.
تاريخ وندسور
قلعة وندسور أو قصر وندزور بمدينة ويندسور في المقاطعة الإنجليزية بيركشاير، تعد أكبر قلعة مأهولة في العالم.
يرجع تاريخها لفترة ويليام الفاتح، وربما تكون من أكثر القلاع شهرة في العالم، مع امتداد مساحة أرضها لحوالي 484 ألف قدم مربع.
بنيت القلعة الأصلية في القرن الحادي عشر بعد غزو النورمان لإنجلترا على يد ويليام الفاتح.
ومنذ عهد هنري الأول، استخدمها الملك الجالس على العرش، لتصبح أقدم قصر مأهول في أوروبا.
ووصف المؤرخ هيو روبرتس غرف القلعة الفخمة بأنها "سلسلة فاخرة لا مثيل لها من الحجرات التي اعتبرت على نطاق واسع بأنها التعبير الكامل والراقي للذوق الجورجي اللاحق".
وداخل أسوار القلعة، يوجد كنيسة سانت جورج التي ترجع للقرن الخامس عشر، والتي اعتبرها المؤرخ جورن مارتن روبنسون أنها "واحدة من أسمى الإنجازات للتصميم القوطي العمودي الإنجليزي".
كانت القلعة مصممة في الأساس لحماية هيمنة النورمان على أطراف لندن والإشراف على جزء مهم استراتيجيا من نهر التايمز، وقد بنيت على شكل "موتي وبيلي"، مع وجود ثلاثة أجنحة تحيط بتل في الوسط.
وبالرغم من تغيير تصميم القلعة وتطوره وفقا للزمان والأذواق ومتطلبات الملوك، ظلت مواقع السمات الرئيسية ثابتة إلى حد كبير.
وبنى هنري الثالث قصرًا ملكيًا فخمًا داخل القلعة خلال منتصف القرن، أما إدوارد الثالث فذهب لمدى أبعد، بإعادة بناء القصر لإنشاء مجموعة أكبر من المباني فيما سيصبح "أغلى مشروع بناء علماني للعصور الوسطى بأكملها في إنجلترا".
وتمكنت قلعة وندسور من الصمود خلال فترة الحرب الأهلية الإنجليزية، عندما استخدمت كمقر عسكري للقوات البرلمانية، وسجن لتشارلز الأول.
وعام 1660، أعاد تشارلز الثاني بناء كثير من القلعة بمساعدة المهندي هيو ماي، لينشئ مجموعة من التصميمات الداخلية الباروكية الباهظة.
واستخدمت قلعة وندسور كملاذ للعائلة الملكية خلال حملات القصف التي وقعت بالحرب العالمية الثانية، ونجت من حريق عام 1992، وتعتبر القلعة من أهم أماكن الإقامة الرسمية للتاج البريطاني، وهي منطقة جذب سياحي شهيرة، ومكان لاستضافة الزيارات الرسمية، كما أن الملكة إليزابيث الثانية تقضي كثيرا من عطلات نهاية الأسبوع هناك، كما تستخدمها كمكان للتسلية.
وإلى جانب هذا التاريخ الحافل للقلعة، كانت وندسور المكان المفضل لعديد من أفراد الأسرة الملكية، منذ القرن التاسع عشر عندما تزوج أبناء الملكة فيكتوريا.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، نبدأ من آخر زيجة شهدتها القلعة، كان الحفل الذي جمع بين الأميرة بياتريس ورجل الأعمال الإيطالي إدواردو مابيلي موزي العام الماضي، بعدما اضطرا لتغيير مخططاتهما الأصلية واختارا احتفالا عائليا بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وعام 2019 شهدت القلعة زواج جابرييلا وندسور على توماس كينجستون بكنيسة سانت جورج الموجودة داخلها، وكانت الملكة والأمير هاري والأميرة آن بين الحضور.
وبالطبع لن ننسى عام 2018، الذي شهدت فيه القلعة "زيجة العام"، التي جمعت بين الأمير هاري وميجان ماركل، اللذين تنحيا الآن عن مهامهما الملكية.