الإنترنت الهوائي.. الشبكة العنكبوتية على إيفرست
الألياف الضوئية تلعب دورا رئيسيا في توصيل الإنترنت في مناطق البناء والتطبيقات العسكرية والتكتيكية والمساعدات الإنسانية.
حقق الإنترنت الهوائي قفزة كبيرة للتواصل مع العالم، خصوصاً إذا كنت على ارتفاع 5 آلاف متر على جبال إيفرست، وهي التقنية اللاسلكية التي تسمح بربط المواقع النائية، من خلال هوائيات (antenna) منفصلة تصل إلى 245 كيلومترا بعيدا.
ويقول خابيير جوميز، مدير إيبيريا ومنطقة المتوسط في شركة (Cambium Network) الأمريكية، إن "هذا النظام يوفر نطاقا قدره 1.4 جيجابايت في الثانية ويسمح بتوصيل إنترنت عالي السرعة إلى أي مكان، مما يوفر اتصالا عالي السرعة مع الإنترنت، ويأتي استجابة للطلب المتزايد من مستخدمي تقنية البث التدفقي "Streaming" (تشغيل المواد الصوتية مباشرة دون تحميل مسبق) والتطبيقات التي تحتاج إلى إنترنت عالي السرعة، وهو الأمر المتاح في المدن الكبيرة، خلافاً لمعظم المدن المتوسطة والصغيرة، والمناطق الريفية.
وأضاف جوميز أن "نشر الألياف الأرضية مكلف للغاية، وغالبا ما يكون معقدا، في حين أن الألياف الهوائية تكلفتها أقل، وتتمكن هذه الحلول اللاسلكية ذات النطاق العريض عالي السرعة من ربط شبكات الواي فاي والمجالات الصناعية والتعليمية والشبكات الموجودة في المناطق السكنية، ولديها بالفعل نحو 7 ملايين موجة راديو مثبتة في العالم.
وتابع جوميز، قائلاً: "الألياف الهوائية تشير إلى مفهوم جديد يستند إلى إمكانية نقل بيانات بسرعة جيجابايت في الثانية عن طريق الهواء دون الحاجة إلى أسلاك باهظة الثمن، ويعتمد على التكنولوجيا اللاسلكية من نقطة لأخرى".
كيفية العمل
تتكون هذه التكنولوجيا من اتصال بين نقطة وأخرى على أساس هوائي (إرسال واستقبال)، قادر على العمل لمسافة عشرات الكيلومترات -حتى 245 كيلومترا- استنادا إلى اختبارات وعرض النطاق بين نقطتين، يصل إلى 1.4 جيجابايت في الثانية، لنقل البيانات من نقطة لأخرى.
يقول جوميز: إن الألياف الهوائية تتضمن تقنيات إزالة التداخل والتزامن لتحقيق اتصالات ذات قدرة عالية للغاية، كما أن هوائياته تتمتع بحجم صغير، مما يجعل من السهل للغاية تحديد موقعه حتى في بيئات مشبعة بهوائيات أخرى.
ويضيف: "المشغلون يحتاجون بشكل متزايد إلى نشر خدمات الوصول إلى الإنترنت في الأماكن التي يصعب الوصول إليها"، مؤكدا أن الألياف الهوائية تحل محل الألياف التقليدية مما يسهل عملية الاتصال بالإنترنت بشكل فوري وبتكلفة منخفضة للغاية.
يشير جوميز إلى أن "الألياف الضوئية تلعب دورا رئيسيا في توصيل الإنترنت في مناطق البناء والتطبيقات العسكرية والتكتيكية والمساعدات الإنسانية".
ويمكن "للألياف الهوائية أن تنتشر بسرعة كبيرة بتكاليف منخفضة للغاية، كما أنها تسمح بتدفق قوي للبيانات في المناطق التي لا تصل إليها الألياف الأرضية، وكذلك توزيعها بين العديد من المستخدمين والشركات".
كما أن هذه التكنولوجيا تسمح بنشر ثقافة رقمية أكثر تقدما تسهم في تطوير الأعمال التجارية المحلية، والتطبيقات في الأماكن العامة والمدارس ومشروعات الواي فاي المجانية، من بين أمور أخرى.
وشدد جوميز على أن القدرة على الوصول إلى الإنترنت عند جبل إفرست، والتي تحققت في عام 2017، تعد أحد نجاحات تطبيق نظام الألياف الهوائية.
وأشار إلى أنه "تم نشر هذه التكنولوجيا في 18 مخيما للاجئين في اليونان، أصبحت تتمتع بخدمة إنترنت قوية، وكذلك عشرات البلديات في إسبانيا، حيث تم نشر شبكات واي فاي تعتمد بشكل أساسي على هذه التكنولوجيا، دون الحاجة إلى أي كابل أو أعمال حفر".
aXA6IDE4LjE4OC4xNDAuMjMyIA== جزيرة ام اند امز