إن إيمان عيال زايد بالقيم العليا التي ارتكزت عليها دولتنا وتأسس عليها اتحادنا ليس محصورا بالقيادة دون الشعب
هو إرث زايد الذي يستمر فينا، منذ أول غرسة قيم حملها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، واضعاً كل إماراتي وإماراتية من عيال زايد أمام المهمة الوطنية التاريخية التي كرس الشيخ زايد "رحمه الله" حياته لأجلها، ومن بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أطال الله بعمره، وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ الحكام وأولياء عهودهم.
بالتسامح ننتصر على كل دعوات الكراهية والعنف، وبالحوار نستمر، حوار السياسات، حوار الثقافات، حوار الأديان، وحوار الأفراد المنفتحين على الآخر، المحترمين له ولكيانه ولأفكاره، هذا الاحترام الذي نعيشه كل لحظة في مجتمعنا ونلتزمه في سلوكياتنا التي جعلت منا، نحن الإماراتيين، حاملي رسائل التعايش والسلام والتلاقي الإنساني
إن إيمان عيال زايد بالقيم العليا التي ارتكزت عليها دولتنا وتأسس عليها اتحادنا ليس محصوراً بالقيادة دون الشعب، كما إنها ليست وليدة مصادفة تاريخية ما، بل هي نتيجة فكر راسخ ويقين عميق بأننا وجدنا في هذه البقعة من الجغرافيا لنكون الأقرب إلى مهد الرسالات السماوية في الجزيرة العربية، أكان ذلك في مكة المكرمة أم في الناصرة، وما بينهما وما حولهما من آشور شرقاً إلى مصر غرباً، حيث كانت رسالة الإيمان الواحد بالله والانتماء الواحد إلى الإنسان والإنسانية أيا كانت اللغة والعقيدة والجنسية.
هذا الوعي الذي تمثل في احتضان الدولة لأكثر من 200 جنسية على أرضها، يمارسون شعائرهم الدينية ومعتقداتهم بمطلق الحرية، ويشتركون في الوفاء لهذا الوطن المعطاء، بالحب والتعاون والتعايش في مجتمع منفتح متسامح يُعلي قيمة احترام ثقافة الآخر والقبول به، كما ضربت الدولة مثالاً مبكراً في ترسيخ قيمة التسامح، وكانت سباقة في ذلك على غيرها من الدول، حيث رعت الإمارات بناء أقدم الكنائس في المنطقة وهي كنيسة سانت جوزيف الكاثوليكية، على امتداد أرض تبرعت بها الدولة في منطقة الكورنيش في أبوظبي عام 1963، في حين تم وضع حجر الأساس عام 1964، وتم إنجاز البناء الذي يحتوي على مقر للكهنة عام 1964.
ويأتي إعلان عام 2019 عاماً للتسامح تتويجاً لمثل هذا الاعتقاد الفكري، الذي غرسه فينا الشيخ زايد، واستعدناه بكل مفردة منه طوال عام كامل كان عام زايد في 2018، ووصلنا إلى التسامح كصفة ثابتة من صفات القائد المؤسس، بل كصفة ملاصقة بشخصه المنفتح على العالم، المحب للسلام، والعامل لأجل نبذ التطرف والإقصاء والإلغاء، الكاره للحروب، الحكيم في كل موقف.
بالتسامح ننتصر على كل دعوات الكراهية والعنف، وبالحوار نستمر، حوار السياسات، حوار الثقافات، حوار الأديان، وحوار الأفراد المنفتحين على الآخر، المحترمين له ولكيانه ولأفكاره، هذا الاحترام الذي نعيشه كل لحظة في مجتمعنا، ونلتزمه في سلوكياتنا التي جعلت منا، نحن الإماراتيين، حاملي رسائل التعايش والسلام والتلاقي الإنساني، وجعلت من إمارات زايد الخير داراً للسلام والشمس والوئام، وكي يكتمل يقيننا بهذه الحقيقة الناصعة، علينا أن نقرأ جميعاً ما خلف سطور رسالة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية إلينا "أستعد بفرح للقاء وتحية عيال زايد في دار زايد دار الازدهار والسلام دار الشمس والوئام دار التعايش واللقاء".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة