إيران تستغل لهاث الدوحة حول مونديال 2022 لتفادي أزمتها الاقتصادية
قطر تسعى إلى انتشال حليفتها إيران من أزماتها الاقتصادية بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي.
تسعى قطر إلى انتشال حليفتها إيران من أزماتها الاقتصادية، على إثر انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم بين طهران وقوى عالمية في عام 2015، وفرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني.
ويُظهر النظام الإيراني عجزا تاما أمام المشكلات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة، فيما تتزايد مطالب ملايين الإيرانيين بتحسين أوضاعهم المعيشية المتردية.
ميلاد ملك بور، أحد أعضاء اللجنة الاقتصادية المشتركة بين الدوحة وطهران التي باشرت أعمالها أمس الأحد، بعد توقف دام لأكثر من 13 عاما، أكد أن بلده لديه فرصة كبيرة في زيادة أسهم مشاركتها في مشروعات بطولة كأس العالم لكرة القدم، المزمع إمقامتها بقطر عام 2022، في الوقت الذي تلهث الدوحة لإنقاذ ملف المونديال.
وأشار بور، حسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، إلى أن حاجة قطر إلى تدشين بنية تحتية رياضية في ظل اقتراب موعد البطولة الرياضية الأبرز عالميا، يفتح الباب أمام توسع الشركات الإيرانية داخل الدوحة، للتعرف على الفرص المتاحة، لافتا في الوقت نفسه إلى مشاركة وفد إيراني يمثل مختلف القطاعات من محافظة هرمزجان، جنوب البلاد.
وأكد المسؤول الإيراني تواجد ممثلي شركات إنشاءات إيرانية حاليا في قطر المعادية للجوار الخليجي، منذ اندلاع أزمتها مع دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب في يونيو/حزيران الماضي، لمتابعة التطورات عن كثب في ملف المونديال.
أعلن مسعود سلطانى فر، وزير الشباب والرياضة الإيراني، في أبريل/نيسان الماضي، عن موافقة بلاده على استغلال قطر جزيرة كيش في بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، المزمع أن تستضيفها قطر.
وتقع جزيرة كيش قرب الساحل الغربي لإيران في مياه الخليج العربي، بمواجهة السواحل القطرية، حيث تسعى إيران إلى استغلال فرصة كأس العالم لتسويق جزيرة كيش، خاصة أنها تخطط لأن تجعلها منطقة تجارة عالمية حرة يعمل فيها المستثمرون الأجانب بلا ضرائب أو مخاوف أمنية، ولا يلتزمون بالقوانين التقليدية.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية، الأحد، بأن العاصمة القطرية الدوحة على موعد جديد من فصول التطبيع الإيراني القطري، حيث تستضيف على مدار يومين الاجتماع السادس للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، للمرة الأولى منذ انقطاعها لنحو أكثر من 13 عاما.
وكشفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" أن وفدا إيرانيا برئاسة محمد رضا فياض، مساعد وزير الصناعة والمناجم والتجارة، يضم نحو 70 خبيرا ورجل أعمال إيرانيين يمثلون القطاعين الخاص والعام وصلوا إلى الدوحة، بهدف المشاركة ضمن اجتماعات 5 لجان تخصصية تبحث فرص الاستثمار بالجمارك، والنفط، والبتروكيماوت، والشؤون المصرفية، إضافة إلى كل من قطاعي الصادرات، والتجارة، والتباحث حول القضايا العالقة بين الدوحة وطهران.
وتواجه إيران تحديات اقتصادية عارمة على كافة المستويات، في أعقاب إعلان واشنطن انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني الأسبوع الماضي، وفرض عقوبات جديدة تستهدف الحد من أنشطة مليشيات طهران العدائية بالمنطقة، إضافة إلى تدخلاتها المستمرة في شؤون عدد من الدول، مثل العراق وسوريا ولبنان وغيرها، إضافة إلى تهديد الأمن والسلم الإقليميين.