أمه لم تقبله.. هكذا عاش الملك تشارلز في "عشق" المربيات
على مدى القرون الماضية كان أبناء الملوك ينشأون، لا على يد آبائهم، بل على يد الفتيات العانسات من عائلات الطبقة العاملة.
وحتى وقت قريب نسبيًا، كانت هؤلاء المربيات اللاتي لا يقدرن بثمن -وليس الأمهات الملكيات- هن من يتولين المسؤولية عما يسميه علماء نفس الأطفال "التنشئة والحب" الذي يشكل أهمية بالغة للنمو العاطفي للطفل.
وهكذا ولد الأمير تشارلز الصغير في عالم الملوك المعزول في أواخر الأربعينيات، وأوكلت مهام تنشئته الكاملة إلى المربيات الملكيات، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
كان تأثير هؤلاء المربيات كبيرًا وطويل الأمد، فعندما أراد الأمير تشارلز التقدم لخطبة الليدي ديانا سبنسر، اختار أن يفعل ذلك في حضانة قلعة وندسور.
بعد شهر من ولادة تشارلز في نوفمبر/تشرين الثاني 1948، تم تعيين المربية الاسكتلندية هيلين لايت بودي لرعاية الأمير الرضيع.
وشكلت الأميرة مارينا، وهيلين دوقة كينت، وخادمة الحضانة مابيل أندرسون التي كانت في نفس عمر الأميرة البالغة من العمر 22 عاماً، موظفي حضانة قصر باكنغهام إلى جانب اثنين من عمال الحضانة وخادمة.
كانت المربيتان، إلى جانب المربية الآنسة كاثرين بيبلز، التي تم تعيينها بعد خمس سنوات، حجر الأساس لحياة الأمير الشاب.
المربية لايت بودي -التي أطلق عليها تشارلز اسم "نانا"- هي التي توقظه في الصباح وتساعده على ارتداء ملابسه، تمامًا كما كانت المربية آلاه تساعد الأميرة إليزابيث على ارتداء ملابسها.
وتنام المربية أيضًا في نفس الغرفة التي يعيش فيها وتواسيه إذا استيقظ في الليل.
وباعتبارها الابنة الكبرى، اضطرت الأميرة إليزابيث إلى تولي المزيد من الواجبات العامة لوالدها المريض، وبالتالي لم يكن لديها وقت كاف لرعاية ابنها.
أصبح الوضع أسوأ عندما اعتلت العرش وتركت تربية تشارلز وشقيقته الصغرى آن للمربيات، وهو ما جعل من الطبيعي أن يعشق تشارلز مربيته. لدرجة أنه طُلب منها بعد حوالي ثماني سنوات المغادرة بعد خلافات قليلة إلى كثيرة مع الأمير فيليب، الذي شعر أنها أظهرت تفضيلًا كبيرًا لتشارلز على أخته آن.
ورغم رحيلها ظل تشارلز على اتصال بها طوال حياتها، يكتب إليها ويدعوها لحضور أحداث تاريخية خاصة به.
وأحب تشارلز أيضا مابيل أندرسون بنفس القدر وبذل قصارى جهده طوال حياتها ليضمها إلى موظفيه - وما زال يفعل ذلك في شيخوختها.
وقال تشارلز إنه لا يتذكر أن والدته قبلته بعد سن الثامنة وذكر لأحد أصدقائه أن مربياته يعنين أكثر مما فعلته والدته على الإطلاق.
قبل أن تبدأ الملكة وفيليب جولتهما التي تستغرق ستة أشهر، تم تعيين كاثرين بيبلز، وهي امرأة اسكتلندية أخرى، كمربية. وتذكرت أن تشارلز كان طفلاً متحفظًا ومتأملًا.
وقالت: "إذا صرخت في وجهه، فسوف ينسحب إلى قوقعته ولن تتمكن من فعل أي شيء معه".
منذ ذلك اليوم الذي ولد فيه وحتى اليوم الذي تزوج فيه من الليدي ديانا سبنسر، كانت حضانة باكنغهام بليس موطنًا للأمير تشارلز.
وكان عندما يعود من المدرسة، يذهب دائمًا إلى حضانة مابيل المريحة، حيث كانت والدته في كثير من الأحيان مشغولة بشؤون المملكة بحيث لا تتمكن من رؤيته على الفور.
aXA6IDE4LjIxOS40Ny4yMzkg
جزيرة ام اند امز