نساء يصنعن الثروة والنفوذ.. صعود غير مسبوق للعصاميات في قائمة فوربس الأمريكية
تكشف قائمة فوربس لأكثر النساء العصاميات نجاحا في الولايات المتحدة حجم التحول اللافت في خريطة الثروة والريادة النسائية خلال العقد الأخير.
فالقائمة، التي انطلقت عام 2015 بتصنيف 50 سيدة فقط، تضم اليوم 100 امرأة، من بينهن 38 مليارديرة، مقارنة بـ18 مليارديرة فقط قبل عشر سنوات.
ووفقًا لتقرير موقع فوربس، ارتفع الحد الأدنى للثروة المطلوبة لدخول القائمة إلى 350 مليون دولار، مقابل 250 مليون دولار سابقًا، في مؤشر واضح على تسارع نمو الثروات واتساع نطاق التأثير الاقتصادي لهؤلاء النساء.
وتعكس مصادر هذه الثروات تنوعًا غير مسبوق في مجالات العمل والاستثمار، إذ تمتد من صناعة السيارات والتكنولوجيا الحيوية، مرورًا بالذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية، وصولًا إلى مستحضرات التجميل والنبيذ الفاخر. ولم تعد النجومية وحدها بوابة الثراء، بل باتت الإدارة الذكية، والاستثمار طويل الأجل، وبناء العلامات التجارية المستدامة عناصر حاسمة في تشييد إمبراطوريات مالية ذات نفوذ واسع.
ومن أبرز الأسماء هذا العام كيم كارداشيان، التي تواصل توسيع حضورها التجاري بوتيرة متسارعة. ففي فبراير/شباط الماضي، أطلقت شركتها للملابس الداخلية الضاغطة “Skims”، التي تُقدَّر مبيعاتها بنحو 900 مليون دولار، علامة جديدة بالشراكة مع “نايكي” تحت اسم “NikeSkims”، على أن تصل منتجاتها إلى الأسواق خلال الأشهر المقبلة.
وفي المقابل، واجهت أعمالها بعض التحديات، بعدما تخلت شركة “كوتي” عن حصتها البالغة 20% في علامة العناية بالبشرة “SKKN by Kim”، مسجلة خسارة قدرها 71 مليون دولار.
وفي قطاع التكنولوجيا الحيوية، تبرز مكي زنغنه بثروة تُقدَّر بنحو 1.5 مليار دولار. وإلى جانب زوجها بوب دوغان، قادت زنغنه شركة “Summit Therapeutics” المتخصصة في أدوية السرطان إلى تحقيق قفزات نوعية. وبدأت مسيرتها المهنية في شركة للجراحة الروبوتية، قبل أن تشارك في إنقاذ شركة “Pharmacyclics” وتحويلها إلى قصة نجاح بارزة، انتهت ببيعها لشركة “AbbVie” مقابل 21 مليار دولار عام 2015.
أما في عالم الذكاء الاصطناعي، فقد شهد العام الماضي بروز لوسي غو، التي أصبحت في أبريل/نيسان أصغر مليارديرة عصامية في العالم، بثروة تُقدَّر بـ1.3 مليار دولار. وكانت غو من بين مؤسسي شركة “Scale AI” عام 2016، واحتفظت بحصة تقارب 5% من أسهمها، في وقت ارتفعت فيه قيمة الشركة إلى نحو 25 مليار دولار، رغم مغادرتها المبكرة وإطلاقها لاحقًا منصة “Passes”.
وفي مجال الرعاية الصحية والتكنولوجيا، حققت ميشيل كانغ ثروة تُقدَّر بـ1.2 مليار دولار، عقب بيع شركتها “Cognosante” إلى “Accenture” في صفقة تجاوزت قيمتها مليار دولار. كما وسعت نفوذها خارج قطاع الأعمال، لتصبح مالكة لثلاثة أندية كرة قدم نسائية في الولايات المتحدة وفرنسا وإنجلترا، في نموذج يجمع بين الاستثمار الرياضي والتمكين الاقتصادي.
ولا تغيب الموسيقى عن هذا المشهد، إذ تقترب ثروة بيونسيه نولز-كارتر من 780 مليون دولار، مدفوعة بنجاح جولتها الغنائية “Cowboy Carter Tour”، رغم الجدل الذي رافقها مؤخرًا في لاس فيغاس. وفي عالم رأس المال الجريء، تحافظ آني لامونت، بثروة تُقدَّر بـ650 مليون دولار، على مكانتها كإحدى أبرز المستثمرات، عبر شركة “Oak HC/FT” التي تدير أصولًا تصل قيمتها إلى 7.5 مليار دولار.
وتؤكد هذه النماذج مجتمعة أن العقد الماضي لم يشهد مجرد ارتفاع في الأرقام، بل تحولًا نوعيًا في دور النساء في قيادة الاقتصاد الأمريكي، وصناعة الثروة، وترسيخ نفوذ يمتد إلى قطاعات حيوية ومتنوعة.