إن ما تشهده منطقة الشرق الأوسط هذه الأيام من توجه عام نحو أشكال إيجابية من التواصل البناء، والقائم على أسس متينة تعلي من سيادة البلدان وتحفظ مصالح الأوطان لهو أمرٌ ممتاز ويبشر بكل خير.
أضف إلى ذلك التعاون الثنائي الذي سيفضي في نهاية أي مطاف إلى عمل جاد وقادر على حلّ أزمات كبيرة، وبذلك تقفل المنطقة المهمة في العالم أبواب عقد الفوضى والمواجهات غير المفيدة.
والأمر بحد ذاته يعتبر مسارا مشجعا سينعكس دون أدنى شك بشكل إيجابي على تعزيز الاستقرار والازدهار، وهناك دول عربية خليجية مؤمنة تماماً بهذا التوجه وتعمل عليه، بل هي في صدارته.
ومن الضروري القول هنا: بأن من يستغل هذه اللحظة لتكريس نهج الحوار والتواصل وتعزيزه هو الرابح الأكبر، ومنذ الإعلان عن توقيع الاتفاق بين الرياض وطهران برعاية صينية تشهد المنطقة حالة من الهدوء المبشر، والعمل السياسي والدبلوماسي الذي يدعو للتفاؤل.
ومن الأهمية بمكان كذلك، التوقف عند نهج دولة الإمارات وجهودها نحو أشقائها العرب ودول المنطقة، وذلك النهج يعتبر الجزء الأهم من رؤية أعمق ومقاربة أوسع هدفها إماراتياً تعزيز الاستقرار العربي والإقليمي وتجاوز سنوات صعبة.
وقد أثبتت الأحداث الماضية وتداعياتها أن عالمنا العربي أولى بالتصدي لقضاياه وأزماته بعيداً عن التدخلات الإقليمية والدولية، والتواصل الإيجابي والحوار بين دول المنطقة نحو ترسيخ مفاهيم حسن الجوار والانطلاق من أرضية مشتركة لبناء مستقبل أفضل هو عين الصواب.
وفي وقت عانى ويعاني فيه النظام الأمني الأمريكي في المنطقة من ضربات مختلفة من الانسحاب من أفغانستان والعراق، إلى السماح لروسيا بتأسيس موطئ قدم في شرق المتوسط، والترخيص لأطماع دول توسعية، يمكن الآن للصين القادرة على التوسط تغيير المعادلة، وقد منحتها دول الخليج العربي هذه الفرصة، ويبدو أن بكين مصممة على الفوز.
والعلاقات على سبيل المثال بين السعودية وإيران بعد التوقيع على الاتفاق، على المسار السريع. فبحسب عدة مصادر، قال أحد مساعدي الرئيس الإيراني: إن إبراهيم رئيسي رئيس إيران قد تلقى دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لزيارة السعودية، وأن رئيسي رحب بالدعوة وأعرب عن استعداده لتعزيز العلاقات على المستويات كافة.
والعبرة هنا بآنية الأوضاع التي تجعل من المستحيل بالأمس واقعا اليوم حين تتوفر الإرادة، ولدى دول الخليج العربي قادة يتمتعون بحكمة سياسية، ويديرون دفة العمل الإقليمي بحرفية كاملة، وقد شهد لهم العدو قبل الصديق بذلك، ودولهم خير شاهد على الأمر، كونها دولا تتطور وتتقدم نحو الأفضل لشعوبها والمقيمين فيها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة