الإرهاب لا يرتبط بالجهل وأمية الدواعش لم تتجاوز 2%
خبراء لـ"العين": الاستقرار الاجتماعي أساس مواجهة التطرف
مؤشرات ودلالات بالغة الأهمية، كشفت عنها دراسة حديثة للبنك الدولي بعنوان "العدالة الاجتماعية والاقتصادية لمنع التطرف العنيف".
مؤشرات ودلالات بالغة الأهمية، كشفت عنها دراسة حديثة للبنك الدولي بعنوان "العدالة الاجتماعية والاقتصادية لمنع التطرف العنيف".
من بين ما كشفت عنه الدراسة أن تنظيم داعش الإرهابي لم يأت بمجنديه من بين الفقراء والأقل تعليماً بل على العكس، كما أن أسباب انضمامهم للتنظيم تتراوح بين مساعدة التنظيم إدارياً والرغبة في الموت، بينما انضم آخرون للقتال تحت راية التنظيم.
الأمية بداعش أقل من 2 %
الدراسة التي أعدتها منطقة الشرق الأوسط بالبنك الدولي، استندت إلى بيانات شخصية ل 3803 من عناصر التنظيم الإرهابي، وحصل عليها البنك بعد تسريبها من الداخل، خلصت إلى أن أفاد 69% من المجنّدين أتمّوا المرحلة الثانوية، ولا تتجاوز نسبة من تركوا التعليم قبل المرحلة الثانوية 15%، كما تقل نسبة الأميين عن 2%.
كما أوضحت الدراسة أن مجندي داعش القادمين من جنوب وشرق آسيا والشرق الأوسط هم أكثر تعليماً بكثير من نظرائهم في بلدانهم.
وأشارت الغالبية العظمى منهم إلى أنهم كانوا يعملون قبل الانضمام إلى التنظيم.
نتائج يراها العميد خالد عكاشة، مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، منطقية وتؤكد النجاحات التي حققها التنظيم الإرهابي في تجنيد جيل جديد من المقاتلين الأجانب، لديها قدرات فائقة في استخدام التكنولوجيا الحديثة، وتوظيف وسائل الاتصال بشكل هائل، ساعدها في الانتصار في مجال الدعاية باعتراف العديد من الدول الكبرى ومن بينها الولايات المتحدة.
عكاشة يشير أيضاً إلى أن انضمام هذه العناصر إلى التنظيم ساعدته في تحقيق نجاحات غير مسبوقة، مضيفاً: "نحن هنا لا نضخم من إمكانية داعش، ولكن التنظيم تمكن من فرض سيطرته في أماكن مختلفة باعتراف الأجهزة الأمنية في عدة دول، وهو ما يمثل فصلا جديداً في المواجهات مع التنظيمات المتطرفة".
ويؤكد عكاشة أن تنظيم داعش بضمه وتجنيده لهذه العناصر تمكن من خلق "العضو الجهادي المقاتل"، الذي يحمل تعليما مرتفعاً مكنه من تطوير تكنيكات وآليات جديدة في تنظيم هجمات إرهابية، فشلت أجهزة استخباراتية كبيرة في الكشف عنها، بما يمثل موجة جديدة من العمل الإرهابي تختلف عما سبقها من موجات.
الإرهاب لا يرتبط بالفقر
دراسة البنك الدولي، تؤكد أن الإرهاب لا يرتبط بالفقر ، مشيرة إلى أن هناك تأثير غامض على اتجاه فرد ما للانضمام إلى هذه الجماعة المتشددة، فالأفراد الأكثر ثراءً تكون خسارتهم أكبر (ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة) بالمخاطرة بحياتهم، إلا أنهم يمتلكون على الأرجح الموارد اللازمة لتحمّل تكاليف السفر إلى سوريا والعراق.
وعلى الجانب الآخر، فإن السياسات التي تعزز خلق فرص العمل، وتعود بالنفع على الشباب الباحثين عن وظائف، قد تساعد في إحباط انتشار التطرف العنيف والآثار المصاحبة له على النمو الاقتصادي الوطني والإقليمي .
الدكتورة بسنت فهمي، عضو مجلس النواب، والخبيرة الاقتصادية، ترى أن غياب العدالة الاجتماعية، وعدم الاستقرار الاجتماعي، يؤدى إلى تزايد الميل نحو التطرف العنيف، مؤكدة أن المعيار الذي يحكم هذه العملية هو التوزيع العادل للثروات على أفراد المجتمع كافة.
وتضيف قائلة: "قمة مجموعة العشرين التي عقدت في الصين الشهر الماضي، شددت على ضرورة تحقيق الاستقرار الاجتماعي على سطح الكرة الأرضية، بما يؤكد أن هذا مطلب عالمي، ليس بالنسبة للدول النامية فحسب، ولكن المتقدمة أيضاً".
مجندو داعش
من هم مجندو داعش الأجانب، سؤال سعت الدراسة إلى الإجابة عليه، مشيرة إلى أن مجندي التنظيم يأتون من جميع قارات العالم، وتأتي غالبية "القوى العاملة من روسيا وفرنسا وألمانيا ضمن الدول التي ليست ذات غالبية مسلمة".
ويبلغ معدل أعمار المجندين الأجانب – وفقاً للدراسة 27.4 سنة، ويأتي المجندون الأصغر عمراً من ليبيا (متوسط العمر 23.7 سنة)، والأكبر سنّاً من أندونيسيا (33.5 سنة) ، مع الإشارة إلى أن متوسط أعمار المجندين لدى "داعش" لا يعكس ديموغرافياً البلاد التي أتوا منها، أي بمعنى أن المناطق ذات معدلات الأعمار الكبيرة لا تنتج مجندين أكبر سناً.
ويقول العميد خالد عكاشة، إن نجاح تنظيم داعش في ضم عناصر من دول عدة ، يرجع إلى أن التنظيم يتبنى خطاباً "عولمياً" أو "عالمياً" ، حيث إن خطابه ليس موجهاً لدولة بعينها، ولا يتضمن الدعاية لقضية بعينها، وهو ما ساعده في تحقيق قفزة هائلة إلى الأمام في ضم مجندين من دول عدة بعضهم أشهر إسلامه، والبعض الآخر احتفظ بديانته الأصلية، حيث لا يشترط التنظيم الدخول في الإسلام للانضمام إليه، رغم أنه تنظيم "راديكالي".
الدراسة أشارت كذلك إلى أن مجندي داعش يسافرون إلى سوريا ولديهم طموحات متنوعة، فبعضهم يريد المساعدة في إدارة التنظيم، وآخرون مستعدون أو راغبون في إنهاء حياتهم في خدمته ، فيما يرغب آخرون في القتال فقط.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjI1NSA= جزيرة ام اند امز