كيف يرى البنك الدولي فلسطين؟.. 3 أزمات وتوقعات قاتمة
توقع البنك الدولي انكماش الناتج المحلي الفلسطيني 8% العام الحالي نتيجة 3 أزمات تجعل الاقتصاد الفلسطيني يمر بأوضاع بالغة الصعوبة.
وقال البنك الدولي: "يمر الاقتصاد الفلسطيني بأوضاع بالغة الصعوبة في عام 2020 حيث يواجه ثلاث أزمات تشدد كل منها الآخر، وهي: 1) تفشي جائحة كورونا المستجد؛ (2) تباطؤ اقتصادي حاد؛ و3) مواجهة سياسية مع الحكومة الإسرائيلية أدت إلى تعطل تحويل إيرادات المقاصة لأكثر من ستة أشهر (مايو/أيار – نوفمبر/تشرين الثاني 2020)".
أضاف في تقرير حديث:" ونتيجة لذلك، من المتوقع أن ينكمش إجمالي الناتج المحلي للسنة بأكملها بنحو 8%".
وكانت السلطة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية اتفقتا على استئناف تلقي السلطة الفلسطينية أموال المقاصة بعد توقف استمر 6 أشهر.
وإيرادات المقاصة، هي ضرائب تجبيها إسرائيل نيابة عن وزارة المالية الفلسطينية، على السلع الواردة للأخيرة من الخارج، تقتطع منها تل أبيب 3 بالمائة بدل جباية.
وتساهم التحويلات المقدرة بنحو 190 مليون دولارا شهريا، بأكثر من نصف موازنة السلطة التي تفاقم عجزها السنوي بسبب جائحة كورونا، ليصل إلى 1.4 مليار دولار.
وبسبب الأزمة، عجزت السلطة عن الوفاء بالتزاماتها المالية، ودفعت جزءا من رواتب موظفيها.
وقال البنك الدولي: "تشير التوقعات إلى أن قرار السلطة الفلسطينية الأخير باستئناف التنسيق مع إسرائيل سيؤدي إلى تخفيف حدة الضائقة المالية، ورغم ذلك من المتوقع أن توجد فجوة تمويلية كبيرة قدرها 760 مليون دولار لعام 2020 (العجز بعد المنح المتوقعة)".
أضاف: "وسيظل من الضروري أن تبذل السلطة الفلسطينية ومجتمع المانحين وإسرائيل جهودا كبيرة لتأمين تمويل إضافي".
وتابع: "وفي ضوء الدور الذي يمكن أن تلعبه إيرادات المقاصة باعتبارها عاملاً محتملاً لتثبيت أوضاع الاقتصاد الفلسطيني، فإن كفالة تدفقها دون انقطاع تُعد شرطاً أساسياً للحد من التقلبات والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي في المستقبل".
ولفت البنك الدولي إلى أنه" أدت أزمة فيروس كورونا إلى تفاقم مخاطر القطاع المالي، مما دفع المخاوف المتعلقة بالاستقرار إلى مستويات مرتفعة جديدة، لاسيما في ضوء زيادة الانكشاف المباشر وغير المباشر للجهاز المصرفي تجاه السلطة الفلسطينية (زيادة حجم الائتمان الممنوح للحكومة والموظفين العموميين)، وتدهور جودة المحافظ الائتمانية للقطاعات الاقتصادية الرئيسية".
وقال: "ومن ثم، ينبغي أن تكون السياسات الرامية إلى الحد من تأثير تفشي فيروس كورونا على الأوضاع المالية جيدة التصميم والتوجيه، وأن تحافظ على سلامة القواعد التنظيمية الاحترازية، وأن تكفل استمرار الاطمئنان والثقة في الجهاز المصرفي".