في يومهم الدولي.. العالم يتضامن مع المصابين بالمهق
المهق يعد حالة نادرة نسبيا ووراثية وغير معدية يولد بها أشخاص في جميع أنحاء العالم بصرف النظر عن أصلهم العرقي أو نوع جنسهم
يحيي العالم اليوم الدولي للتوعية بالمهق، الخميس، تحت شعار "لم نزل نقف بقوة"، بهدف الاعتراف بالمصابين بالمهق والتضامن معهم وتعزيز حقوقهم الإنسانية.
ويطلق على المصابين والمصابات بالمهق لقب "عدو الشمس"، ويواجهون تحديات كبرى بسبب التمييز الذي يتعرضون له، فضلا عن التهميش في المجالات السياسية والاجتماعية.
معدل الانتشار
يختلف معدل انتشار المهق بين منطقة وأخرى، وتتراوح تقديرات منظّمة الصحة العالمية إلى إصابة حالة من بين 5000 شخص وحالة من بين 15000 شخص في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، أما في أوروبا وأمريكا الشمالية يصاب شخص من بين 20 ألف شخص.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 ديسمبر/كانون الأول 2014 تاريخ 13 يونيو/حزيران يوما دوليا للتوعية بالمهق بدءا من 2015.
والمهق حالة نادرة نسبيا ووراثية وغير معدية يولد بها أشخاص في جميع أنحاء العالم، بصرف النظر عن أصلهم العرقي أو نوع جنسهم، ولكي يصاب الشخص بالمهق يجب أن يكون كلا والديه حاملين لجين المهق.
وفي هذه الحالة يكون احتمال أن يؤدي أي حمل إلى ولادة طفل مصاب بالمهق معادلا لنسبة 25%، وتقترن الحالة بنقص كبير في إنتاج الميلانين، ما يؤدي إلى غياب جزئي أو كلي لصبغة الجلد أو الشعر أو العينين أو فيها معًا.
ويعاني كل المصابين بالمهق تقريبا من ضعف البصر، ويكونون عرضة للإصابة بسرطان الجلد، ولا يوجد أي علاج لغياب الميلانين، السبب الأساسي للمهق.
أنواع المهق
هناك أنواع مختلفة من المهق، وأكثرها شيوعا المهق العيني الجلدي الذي يصيب الجلد والشعر والعينين، وتضم هذه الأنواع أخرى فرعية تعكس درجات مختلفة من نقص صبغ الميلانين لدى الفرد.
والنوعان الرئيسيان من المهق العيني الجلدي هما: المهق السلبي التيروزيناز، والمهق الموجب التيروزيناز، ويكون إنتاج الميلانين منعدما في حالة الإصابة بالمهق السلبي التيروزيناز، وكثيرا ما تقترن الحالة لدى الشخص بشعر أبيض وبقزحية ظليلة أو شفافة.
وينتج بعض الميلانين في حالة المهق الموجب التيروزيناز، وهو النوع الفرعي الأكثر شيوعا، لا سيما في البلدان الأفريقية، ويتسم هذا النوع لدى الشخص بشعر أشقر يميل إلى الصفرة وبقزحية تتراوح بين الرمادي والسمار الخفيف.
من الأنواع الأقل شيوعا المهق العيني، ولا يؤثر إلا على العينين وحدهما، ومتلازمة هيرمانسكي - بودلاك، وهو نوع من المهق يقترن بنزيف واضطرابات معوية (التهاب القولون) وأمراض في الرئة.
مشاكل صحية
يؤدي المهق إلى إصابة خلقية تتمثل في مشكلتين صحيتين دائمتين، تؤديان إلى عاهات بصرية متفاوتة وقابلية مرتفعة للتأثر بالأشعة فوق البنفسجية، ما يتسبب في سرطان الجلد.
وأشارت إكبونوسا إيرو، الخبيرة الأممية المستقلة المعنية بتمتع المصابين بالمهق بحقوق الإنسان، في تقرير رفعته إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان 2018، إلى أن المهق حالة نادرة الحدوث يولد بها الإنسان، وهي غير معدية وإنما وراثية. وفي جميع أشكال المهق تقريبا لا بد أن يكون كلا الوالدين حاملا للجين لكي ينتقل المهق إلى الأبناء، حتى وإن لم تظهر علامات المهق على الوالدين.
ورغم تباين الأرقام، تشير التقديرات إلى أن واحدا من كل 17 ألفا إلى 20 ألفا في أمريكا الشمالية وأوروبا مصاب بنوع من المهق، وهذه الحالة أكثر انتشارا في أفريقيا جنوب الصحراء.
تمييز واعتداءات
وتشير البيانات المتصلة إلى تعرض المصابين للمهق للاعتداءات، فمنذ 2010 وقعت 700 حالة هجوم وقتل للمصابين بالمهق في 28 بلدا بأفريقيا جنوب الصحراء.
وتختلف صورة وشدة التمييز الذي يواجهه المصابون بالمهق من منطقة إلى أخرى، ففي العالم الغربي، بما في ذلك أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا، ينطوي التمييز في كثير من الأحيان على توجيه السباب للأطفال المصابين بالمهق، والسخرية المستمرة منهم، والتسلط عليهم، فيما تتوفر معلومات قليلة عن مناطق أخرى، مثل آسيا وأمريكا الجنوبية ومنطقة المحيط الهادئ وغيرها.