اليوم العالمي للمدن.. "الاستدامة" بوابة العبور الآمن للمستقبل
بحلول عام 2050، سيعيش 70% من سكان العالم في مستوطنات حضرية، ما يعني أن جهود الحفاظ على استدامة موارد المدن الحياتية يجعلها أولوية
في عام 2013، أطلقت الأمم المتحدة يوم 31 أكتوبر/تشرين أول من كل عام، ليكون احتفالية اليوم العالمي للمدن، في وقت تتسع فيه رقعتها على مستوى العالم، والتحديات التي تواجهها.
وفق بيانات الأمم المتحدة، يعيش نصف البشرية، أي قرابة 3.5 مليارات شخص، في المدن اليوم ومن المتوقع أن يعيش 5 مليارات شخص في المدن بحلول عام 2030.
- مبادرات الإمارات المناخية لا تنتهي.. دولة الاستدامة
- الإمارات تتصدر مشهد الاستدامة البيئية عالميا بـ"رؤية 2021"
ويعيش اليوم 828 مليون شخص في أحياء فقيرة ويوجد معظمهم في شرق وجنوب شرق آسيا، بينما تشغل مدن العالم 3% فقط من مساحة الأرض، ولكنها تستهلك 60-80% من استهلاك الطاقة وتولد 75% من انبعاثات الكربون.
يمارس التحضر السريع ضغوطًا على إمدادات المياه العذبة والصرف الصحي والبيئة المعيشية والصحة العامة، ما يضع ضغوطا قوية على استدامة المدن خاصة تلك الواقعة في العالم النامي.
وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يعيش 70% من سكان العالم في مستوطنات حضرية، ما يعني أن جهود الحفاظ على استدامة موارد المدن الحياتية يجعلها أولوية من خلال محاربة التغير المناخي.
وأمس السبت، أطلقت الأمم المتحدة احتفالية في مدينة الأقصر المصرية، احتفاليتها لليوم العالمي للمدن، وذلك قبل يوم واحد من انطلاق أعمال قمة المناخ التي تنظمها الأمم المتحدة في مدينة جلاسكو الاسكتلندية (COP26).
واختارت الأمم المتحدة "تكيف المدن من أجل المرونة المناخية"، محورا لاحتفالية اليوم العالمي للمدن 2021، وناشدت دول العالم بمراعاة التغيرات المناخية في إنشاء المدن، أو تحويل المدن الحالية للتكيف مع تلك المتغيرات.
وتريد الأمم المتحدة الوصول إلى عام 2030، بينما يحصل سكان المدن على أنظمة نقل آمنة وميسورة التكلفة ويمكن الوصول إليها ومستدامة للجميع، وتحسين السلامة على الطرق، لا سيما من خلال توسيع وسائل النقل العام.
وبحلول عام 2030، تطمح الأمم المتحدة إلى تعزيز التحضر الشامل والمستدام والقدرة على تخطيط وإدارة المستوطنات البشرية التشاركية والمتكاملة والمستدامة في جميع البلدان
كذلك، تطمح إلى الحد بشكل كبير من عدد الوفيات وعدد الأشخاص المتضررين والحد بشكل كبير من الخسائر الاقتصادية المباشرة المتعلقة بالناتج المحلي الإجمالي العالمي الناجمة عن الكوارث، بما في ذلك الكوارث المتعلقة بالمياه.
بحلول عام 2030، ترى الأمم المتحدة بضرورة وجوب الحد من الأثر البيئي الضار للمدن، بما في ذلك من خلال إيلاء اهتمام خاص لجودة الهواء وإدارة النفايات البلدية وغيرها، والوصول الشامل إلى مساحات خضراء وعامة آمنة وشاملة ويمكن الوصول إليها.
الإمارات.. النموذج المستدام
عالميا، تعتبر الإمارات من الأمثلة النادرة بين أكثر من 200 دولة حول العالم، التي تزهو بمجموعة من مشاريع المدن المستدامة، وباتت تمثل نموذجا عالميا رائدا في مجال المحافظة على البيئة وتسخير حلول الطاقة المتجددة.
وتتصدر مدينة مصدر في أبوظبي قائمة المجمعات العمرانية الأكثر استدامة على مستوى العالم، حيث تعتمد المدينة نهج التصميم العمراني الذكي والفعال، والذي يظهر إمكانية التعامل مع الكثافة السكانية ضمن المجمعات الحضرية على نحو أكثر كفاءة.
وفي دبي تعد "المدينة المستدامة" أول مجتمع مستدام بالكامل في العالم، وأول مشروع ينتج كامل احتياجاته من الطاقة في المنطقة، ليكون أسعد مجتمع سكني في دبي.
وتعمل إمارة دبي على بناء مدينة مستدامة جديدة في منطقة الروية على طول طريق دبي - العين، التي سوف يساعد تصميمها، المنفذ على هيئة وردة في الصحراء، على تقليل استهلاك الكهرباء وإنتاج الطاقة المتجددة محليا.
كذلك، نجحت واحة دبي للسليكون في تخفيض الاستهلاك التراكمي للطاقة بمعدل 31%، حيث تخطت المستهدف المحدد لها في استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030، وهو 30%.
وبالانتقال إلى إمارة الشارقة، فقد شهد شهر مارس/آذار 2019 الإعلان الرسمي عن مشروع مدينة الشارقة المستدامة، الذي يمثل أول مشروع يلبي أعلى معايير الاقتصاد الأخضر والاستدامة البيئية في الإمارة.
وفي إمارة عجمان، تطبق دائرة البلدية والتخطيط منذ يونيو 2018 اشتراطات البناء الأخضر في إطار سعيها لتكون إحدى المدن المستدامة، كما تعمل البلدية على إنشاء مبنى المختبر المركزي التابع لها الذي يعد الأول من نوعه في الإمارة.
من جانبها، أطلقت بلدية رأس الخيمة، في عام 2018، بالتعاون مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، مبادرة الفيلا النموذجية بهدف تعزيز الكفاءة في استهلاك الطاقة وبناء فيلات سكنية أكثر استدامة ضمن إمارة رأس الخيمة.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTA5IA== جزيرة ام اند امز