اختُتمت يوم السبت الموافق 16 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي واحدة من كبرى المنصات التي تجمع إعلاميي العالم في مكان واحد وهو: مؤتمر "الكونغرس العالمي للإعلام" في دورته الثانية.
المؤتمر تستضيفه العاصمة الإماراتية، أبوظبي، التي تدشن العقد السادس من عمر الدولة الاتحادية وتستعد له بالعديد من المبادرات المستقبلية التي تحافظ على ريادتها الإنسانية العالمية.
وتجري أحداث هذا المؤتمر تحت رعاية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وهو ما يبرز حالة الاهتمام القيادي في دولة الإمارات بهذه الوسيلة التي لم يعد يقتصر دورها على نقل الخبر بعدما صارت إحدى أدوات حسم المعارك بمختلف أنواعها.
للإعلام بشكل عام، رسالة إنسانية سامية وهي نقل الحقائق أو هكذا يفترض؛ ولعل ما نراه هذه الأيام حول ما أحدثته التغطيات الإعلامية فيما يحدث في "غزة" من جرائم إنسانية، حيث أجبرت العديد من السياسيين في العالم إلى تغيير مواقفهم، فهو بمثابة تأكيد لأهمية هذه الوسيلة.
ولكن في ظل وجود جوانب أخرى من المهتمين بالإعلام لها أهدافها الخاصة من خلال توظيف هذه الوسيلة المهمة والاستفادة منها في "تحوير" الحقائق وتشويهها في الكثير من الأحيان فإن الأمر يتطلب ذلك الاهتمام الذي يمكن مشاهدته من خلال مؤتمر "الكونغرس العالمي للإعلام" ورعايته من قبل القيادة الإماراتية صاحبة الرؤية في صناعة المبادرات الإنسانية العالمية.
لذا، يمكن وصف ما جاء في "الدورة الثانية" للكونغرس بأنه استكمال لمناقشات بدأت في الدورة السابقة حول أهمية الإعلام ودوره الإنساني بما يشمل العلاقة التفاعلية بين الإعلام الرسمي، والإعلام غير الرسمي. الذي وصل مع التقدم المتسارع في تقنيات الاتصال وتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى ما يشبه أدوات بل أجهزة إعلامية خاصة بكل فرد.
وعليه يكون من الطبيعي الاهتمام بتعزيز التعاون وتبادل المعرفة ووجهات النظر بين صناع القرار وقادة الفكر، والخبراء والمتخصصين الإعلاميين. خصوصاً فيما يتعلق بالاتجاهات الجديدة والتطورات الحديثة التي يفترض أن ترسم مستقبل الإعلام العالمي وتعكس في الوقت ذاته رؤى وتوجهات صانعي السياسات وأصحاب القرار في الدول وحكومات العالم.
الإعلام هو مرآة لقضايا مجتمعه. فالإعلام المحلي -على سبيل المثال- عاكس للقضايا الوطنية له، والإعلام الذي يتعدى حدود الوطن فهو الذي يهتم بما يشغل القضايا الإنسانية، بمعنى أن الإعلام هو: من أكثر المجالات تداخلاً وتأثيراً بالحياة الإنسانية من مختلف جوانبها. فبالإضافة إلى أنه وسيلة تواصل بين البشر، فهو أيضاً أداة جوهرية في معرفة التوجهات والأفكار على كل المستويات. هذا كله، هو سبب كافٍ للاهتمام بالإعلام على مستوى القيادات في دولة الإمارات.
القطاع الإعلامي لا يقل أهمية عن باقي القطاعات التي تصنف ضمن مسائل الأمن الوطني ولعل أهميته تظهر بقوة خلال الأزمات السياسية، فالانتصارات في الحروب باتت تسجلها وسائل الإعلام أولا، لأنها هي التي تدير المعلومة.
الإعلام، بنوعيه التقليدي والحديث، هو من يقرر سلوك الإنسان العادي في العالم خاصة في وقتنا الحاضر فهو لصيق بالفرد في حياته من خلال تعدد وسائل الإعلام وبالتالي فهو "المؤثر" الأول على طريقة تفكيره وصناعة توجهاته وقراراته الفردية لهذا تعمل حكومة دولة الإمارات على الاهتمام بهذا القطاع الحيوي من خلال تعدد المبادرات الإعلامية السنوية التي جعلت من دولة الإمارات قبلة ومقصداً للإعلاميين من المنطقة والعالم لمناقشة تحدياته والفرص المتوفرة فيه لخدمة الإنسانية ومنها تلك المبادرات: "الكونغرس العالمي للإعلام".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة