خبراء لـ"العين الإخبارية": "COP28" قمة استثنائية لإنقاذ المناخ
في غضون السنوات الخمس المقبلة، من المرجح أن يشهد العالم سنة واحدة على الأقل يتجاوز فيها متوسط درجة حرارة سطح الأرض 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي.
وكان هذا هو التنبؤ الصارم للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في الأسبوع الأول من شهر يونيو/حزيران.
وحذر العلماء من أن الانحراف إلى ما بعد 1.5 درجة مئوية قد يؤدي إلى تأثيرات محتملة لا رجعة فيها على نظام المناخ العالمي، بما في ذلك انهيار الصفائح الجليدية في غرينلاند وغرب أنتاركتيكا، والذوبان المفاجئ للتربة الصقيعية، وارتفاع مستويات سطح البحر، وابيضاض الشعاب المرجانية.
لهذه الأسباب، فإن الحد 1.5 درجة مئوية هو في صميم اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، والتي تلزم البلدان بالاحتفاظ بارتفاع درجات الحرارة العالمية "أقل بكثير من 2 درجة مئوية" و"متابعة الجهود" إلى 1.5 درجة مئوية.
ولا يزال تغيير المسار بشأن المناخ ممكنًا من خلال العمل المتضافر، وستتاح للحكومات الفرصة للقيام بذلك في غضون ستة أشهر في "COP28" بدولة الإمارات، وهي القمة التي يتنبأ لها العالم بأن تكون طموحة واستثنائية على مسار العمل المناخي بفضل الجهود الإماراتية الحثيثة المضنية في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة، وتحقيقها ريادة تنافسية في دفع التحول الطاقوي حول العالم.
هذا العام سيشهد حدثًا مهمًا، وهو أول تقييم منذ عام 2015 لكيفية أداء البلدان تجاه التزامات خفض الانبعاثات التي تعهدت بها في باريس، وهي عملية تُعرف باسم "التقييم العالمي".
وفي حين أن التوقع بالخطوط العريضة لما سيقوله التقييم سهل، وهو أننا بعيدون تماما عن المسار الصحيح لإجراء تخفيضات الانبعاثات اللازمة للبقاء في حدود 1.5 درجة مئوية وتحقيق أهداف باريس، فإن تحديد الإخفاق بالتفصيل قد يكون حافزًا للعمل، كما يوضح محمد يسري، أستاذ العلوم البيئية بجامعة القاهرة.
وقال يسري لـ"العين الإخبارية"، إن قمة COP28 ستناقش الأهداف الحقيقية لخفض الانبعاثات، استنادا لخطة تفعيل ثورة الطاقة النظيفة، والتزاما بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
COP28.. فرصة مثالية لدفع التزامات وأهداف اتفاق باريس
وتوقع محمود شوكت، أستاذ العلوم البيئية بجامعة أسيوط، جنوبي مصر، أن تشهد قمة كوب ٢٨ توافر فرص مواتية للأطراف المختلفة، كي تعلن عن التزامات جديدة لتحقيق ما تنص عليه اتفاقية باريس، ما يقلل الفجوة الكبيرة بين ما هو مطلوب في خفض الانبعاثات والواقع.
من جانبه، قال خالد أيوب، باحث المناخ بجامعة تولين الأمريكية لـ"العين الإخبارية" إن القمة ستعقد في ظل حرب أوكرانيا وتوترات جيوسياسية، وهي أسباب تدفع العالم إلى مزيد من استهلاك الوقود الأحفوري، وهو ما يدعم التوجه نحو تقنيات احتجاز الكربون، كطريق للحد من الانبعاثات ومعالجة أزمة المناخ. في حين تتبنى دول الخليج هذا التوجه، وترى أنه يمكن الاعتماد عليه، مع الاستثمار في تسريع الطاقة المتجددة.
ويضيف أيوب أنه في COP28 سيقف العالم على مدى نجاح هذا التوجه في تحقيق أهداف اتفاقية باريس، وهل يمكن اعتباره كافيا، أم يكون مقبولا فقط لمرحلة انتقالية لحين يصبح الظرف العالمي مهيأ للتخلص تدريجيا من استهلاك الوقود الأحفوري.
وكان الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي والرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28، قد قال في كلمة أمام منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي خلال يناير/كانون الثاني 2023، إن قمة COP28 سيحقق تحولا جذريا في آلية العمل المناخي.
وبخصوص أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ اتفاق باريس والتي سيشهد مؤتمر الأطراف COP28 إنجازها، أضاف: "لسنا بحاجة إلى انتظار هذا التقييم لكي نعرف نتائجه، فنحن بعيدون للغاية عن المسار الصحيح، والعالم لا يزال متأخراً في تنفيذ الهدف الرئيسي لاتفاق باريس، وهو تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض عتبة 1.5 درجة مئوية"، موضحاً أن تحقيق هذا الهدف، يتطلب خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 43 في المئة بحلول عام 2030.
وشدد على أنه برغم التحديات والتهديدات الواضحة الناجمة عن تغير المناخ، فهناك فوائد اقتصادية كبيرة للاستثمار في الطاقة النظيفة والعمل المناخي، مشيراً إلى قصة نجاح دولة الإمارات في النظر إلى العمل المناخي كركيزةً أساسية ضمن خططها التنموية.
وأضاف أن دولة الإمارات التي تستضيف مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، هي أول دولة في المنطقة وقعت وصدّقت على اتفاق باريس، وقدمت مساهماتها المحددة وطنياً، ووضعت خريطة طريق لتحقيق الحياد المناخي.
وعقب إشارته إلى أن أكثر من 70% من اقتصاد دولة الإمارات أصبح يعتمد حالياً على قطاعات غير النفط والغاز، قال: "بصفتي الرئيس التنفيذي المؤسس لشركة مصدر ورئيس مجلس إدارتها، والرئيس التنفيذي لشركة أدنوك، سأواصل العمل على تحقيق رؤية وتوجيهات القيادة لخفض انبعاثات مصادر الطاقة الحالية، مع مواصلة الاستثمار في تطوير منظومة الطاقة المستقبلية النظيفة، وسنوظف خبرتنا وطموحنا وشراكاتنا الوثيقة لإثراء النهج الذي سنتبعه في مؤتمر الأطراف COP28".
قمة COP28.. فرصة ثمينة نحو التحول العالمي الأخضر
وترى دولة الإمارات أن قمة «كوب 28» المناخية، التي ستستضيفها هذا العام، تُمثِّل منصة عالمية أساسية وفرصة ثمينة لتحقيق سلّة أهداف مجتمعة، أهمها: تسهيل التحول العالمي إلى الاقتصاد الأخضر بأسرع وقت ممكن، وتحقيق الاستدامة والتنوع الاقتصادي وزيادة النمو.
وترتكز الرؤية الإماراتية في العمل المناخي والسعي لتحقيق الحياد الكربوني إلى أن أهمية الوعي بضرورة التصدي العاجل والمسؤول لظاهرة التغير المناخي، إنما تتصل بالسعي إلى تحويل آثار هذه الظاهرة السلبية إلى فرص تنموية خلاّقة تعزز الاستدامة والتنوع الاقتصادي وجودة الحياة.
وتراهن دولة الإمارات على أن يكون COP28 "مؤتمراً يركز على النتائج العملية ويحتوي الجميع". وهذه المراهنة تتطلب من المجتمع الدولي إدراك أن العقد الحالي هو عقد حاسم لتحقيق الأهداف المناخية، وتذليل العقبات أمام ذلك، والانتقال من الكلام عن وضع الأهداف إلى تنفيذها، خاصةً في قضايا: التخفيف، والتكيُّف، والتمويل المناخي، والخسائر والأضرار.
تفاؤل عالمي بشأن COP28 والتحول المناخي العادل
اليوم، مراقبو سياسات المناخ يضعون "التحول المناخي العادل" واستشراف اقتصاد صديق للبيئة والمناخ على رأس أولويات هذه المرحلة، ويناقشون تأثيره على الدول والمجتمعات وفئات بعينها.
في هذا الإطار، يبرز دور دولة الإمارات العربية المتحدة كمستضيف لواحد من أهم مؤتمرات الدول الأطراف في اتفاقية المناخ COP28 في السنوات الأخيرة، وسط تعويل دولي على رئاسة الحدث العالمي الأبرز على مسار العمل المناخي في تحقيق اختراق كبير في ملفات عدة.
في مؤتمر بون للمناخ الجاري حاليًا، جرت جلسة مهمة حول وجهة نظر العمال والنقابات حول برنامج عمل الانتقال العادل، اليوم الثلاثاء 6 يونيو/حزيران 2023، في مركز المؤتمرات بالمدينة الألمانية.
جاءت هذه الجلسة انطلاقًا من أن تنفيذ سياسات الانتقال العادل التي يمكن للعمال والمجتمعات المتأثرة الوثوق بها، يعد أمرًا بالغ الأهمية لتكثيف التدابير اللازمة لإنقاذ المناخ.
وفي كلمتها أمام الجلسة، قالت هناء الهاشمي، كبيرة المفاوضين المناخيين لدولة الإمارات في مؤتمري COP27 وCOP28، ومديرة مكتب المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي الدكتور سلطان الجابر، "مرت 7 سنوات على توقيع اتفاقية باريس الإطارية لمواجهة التغير المناخي، لكن هذه السنوات حملت مؤشرات على وجود فجوات في التنفيذ".
وتابعت "علينا مواجهة ذلك بأمانة كبيرة"، مضيفة "وضع العدالة في قلب مسارات التحول المناخي تعني وضع الناس في قلب هذه العملية".
ومضت قائلة "يجب أن ندير عملية تحول مدارة ومنظمة جيدا"، مضيفة "نتوقع في COP28 اعتماد برنامج عمل عن التحول العادل".
وأضافت "يجب أن نواصل النقاشات بالتزام وشغف ونوسع تعاوننا ونتأكد أننا لم نترك سؤالا بلا إجابة".
وفي مداخلة عبر الفيديو، قال بيرت دي ويل، من الاتحاد الدولي لنقابات العمال، "النقاش حول التحول المناخي سار بسرعة كبيرة في السنوات الأخيرة"، مضيفا "يجب العمل من أجل خطوات واضحة للتحول العادل".
ومضى قائلًا "نحن متأكدين من أنه تحت رئاسة COP28، سنصل إلى مشروع عمل حول التحول العادل".
أوروبا وأمريكا تؤكدان دعمهما الكامل لـCOP28.. لضمان أقصى قدر ممكن من الطموح المناخي
يمهد النجاح المرتقب لقمة المناخ COP28 التي تستضيفها دولة الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري، لطموح مناخي أكبر في السنوات المقبلة.
من جانبه، قال تيم ماكفي، المتحدث الرسمي باسم المفوضية الأوروبية، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن المفوضية ستعمل بشكل بناء مع رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف بشأن تغير المناخ COP28، كما تفعل دائمًا، لضمان أقصى قدر ممكن من الطموح خلال المفاوضات المقبلة.
وأكد ماكفي أن كل طرف وكل رئاسة للمؤتمر تتحمل مسؤولية وضع العالم على المسار الصحيح وفق الالتزامات الواردة في اتفاقية باريس، وأهمها الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
تعمل اتفاقية باريس بشكل أساسي للحد من الاحترار خلال هذا القرن عند درجتين مئويتين، ومواصلة الجهود لإبقائه في حدود 1.5 درجة مئوية.
وقال ماكفي: "نلاحظ أن الدكتور سلطان الجابر الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28، قد صرّح أكثر من مرة بأن "الحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية على قيد الحياة هو أولوية قصوى" لمؤتمر COP28، ونحن نأخذ بكلامه".
وأضاف: "سنعمل بشكل بناء مع رئاسة مؤتمر الأطراف كما نفعل دائمًا، لضمان أقصى قدر ممكن من الطموح. ومن المقرر أن يزور الدكتور سلطان الجابر الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28 المفوضية في أوائل يونيو/حزيران المقبل، وستكون هذه هي الفرصة التالية لنا للتقدم في الاستعدادات لقمة COP 28، بالبناء على المداولات السابقة بيننا على المستوى الفني والسياسي".
ونبه المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إلى أن الرسالة الأخيرة تُظهر أن صانعي السياسات في جميع أنحاء العالم لديهم توقعات عالية للتقدم في COP28.
بينما صرح فرانس تيمرمانز، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن تغير المناخ، مسبقًا، أن الدكتور سلطان الجابر في وضع جيد للغاية لقيادتنا إلى مؤتمر COP ناجح، وأن تاريخه المهني مثير للإعجاب.
كما قال تيمرمانز، في اجتماع للبرلمان الأوروبي يناير/كانون الثاني الماضي، إن "الدكتور سلطان الجابر بدأ بسياسات الاستدامة قبل وقت طويل من اقتناع أي شخص آخر في قطاع النفط والغاز"، مشيرًا إلى دور الدكتور سلطان الجابر في تأسيس وإدارة "مصدر"، عملاق الطاقة المتجددة العالمي، ومقره أبوظبي، والذي تم إنشاؤه في عام 2006.
وبدوره، قال متحدث باسم الوزارة في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" إن جون كيري، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ، يعمل عن كثب مع دولة الإمارات لضمان نجاح COP28، والتأكد من توصل المؤتمر إلى نتائج طموحة وشفافة وفعالة.
وأوضح: "أهم ما نسعى إليه في COP28 هو التقييم العالمي الأول الذي يمهد الطريق لطموح مناخي أكبر في السنوات المقبلة".
ويشهد مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف بشأن تغير المناخ COP28 حدثا يعد الأول من نوعه في تاريخ المفاوضات المناخية، وهو عملية "التقييم العالمي" الأولى للتقدم المحرز نحو تحقيق أهداف اتفاقية باريس.
ونبه متحدث الخارجية الأمريكية إلى أنه يتعين على جميع المشاركين في مؤتمر الأطراف هذا العام بالإمارات، تقديم إجراءات ضرورية وذات مصداقية في هذا العقد الحاسم للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية في متناول اليد.
وكان المبعوث الرئاسي الأمريكي جون كيري قد أكد لـ"العيـن الإخباريـة"، خلال وقت سابق، أن دولة الإمارات تمثل طليعة مجموعة كاملة من الاستثمارات التكنولوجية لمواجهة التغيرات المناخية، موضحا أن الجهود الإماراتية لمواجهة التغيرات المناخية تعد استثنائية بالنسبة لإحدى الدول الكبار في إنتاج الغاز والنفط.
وفي وقت سابق صرح كيري، خلال إيجاز صحفي نظمته الخارجية الأمريكية، بأنه دعم دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف، مشيرا إلى أنها تقوم بعمل غير عادي على الخطوط الأمامية للتكنولوجيا، وتعمل كرائدة في مجال مواجهة التغيرات المناخية، ليس فقط في المنطقة ولكن على مستوى العالم.
COP28.. خارطة طريقة مستدامة لتعظيم مصادر الطاقات المتجددة والنظيفة
ويرى خبراء -استطلعت "العين الإخبارية" آراءهم- أن الجميع قد يتفق في (COP28) على تحديد هدف طموح للطاقة المتجددة، وإن اختلفت الوسائل، فالكتلة الأوروبية ستكون حريصة على تحديد موعد نهائي للتخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري، عبر تعظيم مصادر الطاقة المتجددة، لكن الدول العربية ستدعم فكرة التقاط الكربون وتخزينه كوسيلة لتقليل غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وذلك بالتزامن مع تنفيذ استثمارات في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ويقول محمد عدوي، الباحث في التغيرات المناخية بجامعة برلين بألمانيا: "الطريقان وإن بدا بينهما تباين، إلا أنهما يصبان في نفس الهدف، وأتصور أن دولة الإمارات، التي تستضيف قمة المناخ للأمم المتحدة هذا العام (COP28)، ستدعم كل الوسائل التي تحقق تخفيض الانبعاثات، وهو ما أظهرته تصريحات سلطان الجابر، مبعوث دولة الإمارات للمناخ، ورئيس قمة (COP28) المعين في اجتماع برلين الذي استضافته ألمانيا في مايو/أيار الماضي بشأن المناخ.
وقال سلطان الجابر خلال كلمته باجتماع برلين: "في انتقال طاقة عملي وعادل ومُدار بشكل جيد، يجب أن نركز على التخلص التدريجي من انبعاثات الوقود الأحفوري، مع زيادة البدائل القابلة للتطبيق التي لا تحتوي على انبعاثات كربونية وتوسيع نطاقها".
وأضاف "نعلم أن الطاقات المستخدمة اليوم ستظل جزءا من مزيج الطاقة العالمي في المستقبل المنظور، وعلى هذا النحو، سوف نعمل مع العالم لإزالة الكربون من نظام الطاقة الحالي، بينما نبني نظاما جديدا، قادرا على تحويل حتى أكثر الصناعات ذات الانبعاثات الثقيلة، إلى الطاقات المتجددة".
واستثمرت دولة الإمارات العربية المتحدة بكثافة في الطاقة المتجددة، حيث تقوم شركة مصدر للطاقة المتجددة المملوكة للدولة، ببناء حدائق لطاقة الرياح والطاقة الشمسية في جميع أنحاء العالم.
COP28.. فرصة تاريخية لخفض الانبعاثات وتغيير مسار البشرية
فيما يرى المهندس هاينز ستورم، مؤسس مركز بون للمناخ، أن الدول العربية، خاصة دولة الإمارات العربية المتحدة بما تمتلكه من إمكانات اقتصادية وفكرية وتشجيع على الابتكار وريادة الأعمال في المشروعات المتعلقة بالمناخ والانتقال الطاقي هي مفتاح لخلق بيئة مواتية لتغيير سريع في معادلة الطاقة وقضية تغير المناخ، بالتشديد على الوضع الجيوسياسي المتميز للمنطقة العربية خاصة في التحول نحو الطاقة النظيفة ولعب دور الشريك للاتحاد الأوروبي خاصة ألمانيا في حل أزمة الطاقة، تحديدا فيما يتعلق بالهيدروجين الأخضر.
واعتبر قمة المناخ COP28 التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تمثل نقطة تحول في التعهدات الدولية لخفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، مقترحا خريطة طريق لتصدير الهيدروجين من دول المنطقة إلى أسواق أوروبا.
وشدد هاينز على أن مؤتمر الأطراف COP28، هو مؤتمر الأطراف المهم، وربما الأهم على الإطلاق في هذا التوقيت، والذي سيتحرك كثيرًا ويدفع الأمور إلى الأمام.
وأضاف، "إذا كان بإمكان أي شخص تحقيق الكثير، فمؤتمر COP28 في دبي يمثل فرصة مهمة جداً، فالمنطقة العربية مهمة جدا في هذا التوقيت للمشاركة بفاعلية في صياغة وتنفيذ الأهداف العالمية، وفي التعهدات بخفض الانبعاثات وفي جميع الأنشطة المستقبلية. ولا ننسى أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أصبحتا للتو نقطة ساخنة عالمية لـH2، ولا أحد في العالم يمكنه مواكبة ذلك أو إنكار هذا الجهد المتنامي في السعي للمزيد من الوقود النظيف".
ومن جهته، أكد السياسي الفرنسي جان مارك جوفينتوري، في حوار خاص لـ"العين الإخبارية"، أن مؤتمر المناخ COP28 هو فرصة تاريخية ومناسبة لتغيير مسار العالم والبشرية، والبدء في تنفيذ التعهدات المناخية لإنقاذ الكوكب من خطر وشيك.
وقال، "في المؤتمرات السابقة كنا نسمع أقوالا وتعهدات دون تنفيذ، يجب أن ننتقل الآن من مرحلة الأقوال إلى مرحلة الأفعال، ونحن دعاة حماية البيئة في فرنسا نشعر بالحزن لأن ذلك لم يحدث حتى الآن، نتمنى أن نرى مرحلة التنفيذ في COP28، أمامنا فرصة مناسبة جدا في دبي لتحقيق ذلك، لأننا حتى الآن، للأسف، بعيدين عن هدف 1,5 درجه، وأصبح من الضروري أن يتخذ العالم إجراءات ملموسة وفعالة، أنا أعتقد وآمل أن يضعنا المؤتمر المقبل في دبي على أول الطريق التنفيذ".