170 دولة في ضيافة أبوظبي بالقمة العالمية لطاقة المستقبل 2020
تسهم نجاحات الإمارات في مجال توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في تعزيز جاذبية القمة العالمية لطاقة المستقبل.
تشهد القمة العالمية لطاقة المستقبل 2020 التي تستضيفها أبوظبي خلال الفترة من 13 إلى 16 يناير/كانون الثاني المقبل مشاركة أبرز الشركات العالمية العاملة في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة والموردين لتلك المشاريع، مبدية اهتماما كبيرا بسوق الشرق الأوسط.
كما تشهد دورة 2020 من القمة التي يستضيفها مركز أبوظبي الوطني للمعارض، مشاركة 8 دول بأجنحة وطنية هي: هولندا وألمانيا واليابان والصين وكوريا الجنوبية وسويسرا والهند وفرنسا.
وتغطي القمة العالمية لطاقة المستقبل جميع الدول الكبرى المصدرة لتقنيات الطاقة المتجددة والمياه والنفايات والمدن الذكية، في ضوء حضور واسع للعارضين يمتد من أوروبا إلى آسيا وأفريقيا وشبه القارة الهندية، وصولا إلى أمريكا الشمالية.
من ناحية أخرى، تنتج شركة "لونغي سولار" الصينية، أحد العارضين البارزين في القمة رقاقات الطاقة الشمسية ووحداتها عالية الكفاءة لمشاريع في جميع أنحاء العالم بقدرات إجمالية تبلغ 30 جيجاوات سنويا، أي ما يعادل ربع الطلب العالمي.
وقال يينج وانج مدير التسويق العالمي لدى الشركة، إن الطلب المتزايد بسرعة في دول مجلس التعاون الخليجي على الطاقة الشمسية يتيح فرصا قوية لشركات الطاقة الشمسية لدعم التنمية المستدامة في المنطقة من خلال الابتكار.
وأضاف: "تمثل لنا القمة العالمية لطاقة المستقبل حدثا مهما نسعى من خلاله للالتقاء بالجهات الحكومية والخبراء والعملاء، من أجل فهم احتياجاتهم وتطوير أعمالنا التجارية لإيجاد مزيد من القيمة في هذه السوق سريعة النمو".
وتسهم النجاحات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في تعزيز جاذبية القمة العالمية لطاقة المستقبل بصفتها حدثا يزيده نطاق الحضور العالمي الواسع ثقلا حقيقيا في السوق.
وتتيح أبوظبي منصة تستوعب فرصا واسعة التنوع، من الدول ذات الدخل المرتفع إلى الأسواق الناشئة، دعما للنمو الاقتصادي المستدام على نطاق عالمي، وذلك نظرا لكونها تعرض مجموعة واسعة من الحلول التي يمكن تعديلها لتتناسب مع الاحتياجات المحلية للأسواق.
وسيتمتع العارضون العالميون بإمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من العملاء المحتملين خلال مشاركتهم في معرض القمة العالمية لطاقة المستقبل، الذي يتوقع أن يحضره نحو 33.5 ألف شخص من 170 دولة.
كما تستضيف القمة العالمية لطاقة المستقبل أكثر من 200 من المشترين الخبراء والجادين العاملين على مشاريع إقليمية، ممن يبحثون عن أحدث التقنيات والابتكارات لمشاريعهم الحالية.
وأكد جرانت توختن مدير فعاليات المجموعة في القمة العالمية لطاقة المستقبل، وجود تزايد ملحوظ في الاهتمام العالمي سواء بالقمة أو بجهود المنطقة في تعزيز الاستدامة، مشيرا إلى أن سوق الطاقة المتجددة نمت نموا كبيرا منذ دورتها الأولى التي انعقدت في العام 2008.
وقال: "غدت القمة العالمية لطاقة المستقبل اليوم محركا رئيسا دافعا للنمو الاقتصادي، لا سيما وأن أبوظبي تشكل ملتقى حيويا لبعض أهم الأسواق في مجال الطاقة المتجددة، في ضوء الفرص التجارية الواسعة المطروحة على طاولة الحدث، والتي تقدر بمليارات الدولارات، وقد كنا أعلنا في الدورة الماضية عن إبرام صفقات لمشاريع بقيمة 10.5 مليار دولار مباشرة على أرض الحدث".
وتعد الروابط القوية التي تجمع القمة العالمية لطاقة المستقبل بمختلف الأسواق في أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا مثار اهتمام للشركات العالمية، في حين يمثل نجاحها في استقطاب كبار الموردين عامل جذب رئيسا للمشترين من الأسواق الناشئة، حيث يتزايد وضع مصادر الطاقة المتجددة في قلب خطط النمو الاقتصادي المستدام.
ولا تزال دولة الإمارات ممسكة بزمام الريادة في منطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق بالسعة الإجمالية للطاقة المنتجة من مصادر متجددة في حين تعقبها دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى بخطوات متسارعة.
وتسعى المملكة العربية السعودية إلى إنتاج 3.45 جيجاوات من الطاقة من مصادر متجددة في العام المقبل، لترتفع إلى 9.5 جيجاوات بحلول عام 2023، أي نحو 10% من إجمالي الطاقة الإنتاجية، مع تحقيق خفض في الاستهلاك.
وتتطلع بعض الدول إلى الاستفادة من طاقة الرياح، إذ تتمتع دولة الكويت وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية بإمكانيات هائلة في هذا المصدر، عدا عن مشاريع الطاقة الشمسية.
وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" أن يصل إجمالي إنتاج الطاقة من المشاريع العاملة والقائمة على مصادر متجددة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى نحو 80 جيجاوات بحلول عام 2030، وذلك استنادا إلى الأهداف الوطنية المعلنة لكل دولة.
من جانب آخر، تنظر السوق الهندية إلى القمة العالمية لطاقة المستقبل باعتبارها معرضا دوليا لأهداف الطاقة المتجددة الطموحة في الهند، والتي تبلغ 450 جيجاوات في العام 2030.
وتشير مصادر حكومية إلى أن مشاريع الطاقة النظيفة التي شيدت في أرجاء البلاد تتمتع بقدرة إنتاجية تبلغ 83 جيجاوات، في حين تعتقد السلطات المعنية أن بوسعها مضاعفة الناتج الحالي ليصل إلى 175 جيجاوات بحلول العام 2022.
وتحتل سويسرا المرتبة الأولى عالميا في "مؤشر الابتكار العالمي" الذي تنشره الإنسياد والمنظمة العالمية للملكية الفكرية "الويبو" وهي تصنف الثانية عالميا في تقرير "تعزيز التحول الفعال في قطاع الطاقة" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
ومن المقرر أن تعرض سويسرا في جناحها بالمعرض، أبرز الشركات السويسرية في مجال الطاقة المتجددة، وسيكون بوسع زوار الجناح التعرف على حلول إنارة المدن من شركة "إيساف"، وتوربينات الرياح ذات الفعالية العالية والمحور الرأسي من شركة "أجايل ويند باور"، وحلول تخزين الطاقة الكهرومائية من شركة "مان إنرجي"، وأنظمة تخزين الطاقة متوسطة وطويلة الأجل من "إنرجي فولت".
وقالت بيترا فيرير، المسؤولة عن الجناح السويسري في شركة تي-لينك، الجهة المنظمة للجناح السويسري في المعرض، إن شركات الاستدامة السويسرية تتمتع بسمعة وصفها بالقوية في الابتكار عالي الجودة بهذا المجال، لدعم أسواق الطاقة المتجددة العالمية، مشيرا إلى أن هذا البلد الأوروبي ينتج ثلثي احتياجاته من الطاقة من مصادر متجددة.
وأضافت: "تمكن القمة العالمية لطاقة المستقبل الشركات السويسرية من الحصول على فرص تجارية واعدة، والتواصل مع الشركاء والموزعين، وتقديم الابتكارات السويسرية إلى جمهور عالمي".
وتجمع القمة العالمية لطاقة المستقبل، بجوار قاعات المعرض، العديد من ممثلي الحكومات وقادة القطاع والأعمال من جميع أنحاء العالم، لمناقشة أحدث التطورات في مجالات الطاقة والمياه والطاقة الشمسية وإدارة النفايات والمدن الذكية.
وتضمنت قائمة أبزر المتحدثين في دورة العام الماضي كلا من بان كي مون الأمين العام السابق للأمم المتحدة؛ والأمير خالد بن الوليد بن طلال آل سعود رئيس مجلس إدارة "كي بي دبليو للاستثمار"، ووزير التغير المناخي والبيئة، ووزراء دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، والأمن الغذائي المستقبلي، والعلوم المتقدمة في دولة الإمارات.
وتتناول جلسات المنتدى للعام 2020، وعلى مدار 4 أيام، مجموعة من التحديات الماثلة أمام قطاعات الطاقة والاستدامة في دول المنطقة وأنحاء العالم، وسيبحث برنامج المنتدى في تأثير التقنيات المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين على التحول في الطاقة، ومشروعات الطاقة الشمسية، والإدارة المستدامة للنفايات، وأهمية الاقتصادات الدائرية، فضلا عن المدن الذكية والنقل النظيف.
وتؤكد دورة 2020 من القمة العالمية لطاقة المستقبل التزامها، كذلك بدعم الابتكار والشركات الناشئة، مع عودة "ملتقى ابتكارات المناخ – كليكس" في دورته الثالثة التي تستضيفها وزارة التغير المناخي والبيئة.
ويعرض "ملتقى ابتكارات المناخ–كليكس"، الذي يعد سوقا عالمية للشركات الناشئة، 42 ابتكارا من أبرز الابتكارات الثورية العالمية التي اختيرت من ضمن 1402 طلب عالمي في مجالات الطاقة والغذاء والزراعة والفضاء تقدمت به جهات من 128 دولة.