تحدي الجامعات العالمي.. الإمارات تحتضن صناع الغد وقادة المستقبل
تستضيف القمة العالمية للحكومات "تحدي الجامعات العالمية" الذي يعقد على مدار 3 أيام؛ كجزء من جهود الإمارات لاستشراف المستقبل.
ويضم التحدي، الذي يشكل جزءًا أساسيًا من الاجتماع السنوي للقمة، أكثر من 100 طالب من مختلف الجامعات والكليات الرائدة حول العالم للمشاركة في منافسة مبتكرة بغية تطوير نهج عمل الحكومات.
ويعد تحدّي الجامعات العالمية مبادرة عالمية فريدة، كونه يجمع بين أفضل العقول اللامعة المنتسبة إلى كبرى الجامعات العالمية وقادة الغد، وبين صانعي السياسات الحاليين لاستشراف مستقبل الحكومات، والحوكمة، وصناعة السياسات.
ما هو تحدي الجامعات العالمية؟
تحدي الجامعات العالمية يجمع ما يزيد على 100 طالب دراسات عليا من أهم جامعات العالم، ويشركهم في منافسة مبتكرة للمساعدة في تشكيل مستقبل الحكومات وتحسين طريقة عملها.
ويستقطب التحدي هذا العام نخبة من ألمع العقول التي تنتمي لـ15 جامعة عالمية، من أبرزها: كلية جون كينيدي الحكومية بجامعة هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كلية سلون، ومدرسة برينستون للشؤون العامة والدولية.
كما يشارك طلاب من مدرسة توك للأعمال، وكلية لندن للأعمال، والجامعة الأمريكية في الشارقة، والجامعة الأمريكية في القاهرة، وجامعة سيدني، وكلية لندن الجامعية وغيرها من المؤسسات التعليمية المرموقة.
ويشارك في التحدّي خريجو الجامعات في مجالات السياسة العامة، العلاقات الحكومية، العلوم السياسية، وإدارة الأعمال، حيث يستهدف التحدي مشاركة أفضل الكوادر من أهم الجامعات والكليات في كل قارة.
ويعمل تحدي الجامعات على تمكين الشباب وتشجيعهم على الابتكار من أجل بناء مستقبلٍ أكثر استدامة، حيث يجري تكليف كل فريق باختيار أحد التحديات الرئيسية لتصميم حل يوظف أحدث التقنيات لابتكار نهج حكومي يساعد صناع القرار، ومن ثم تقيم لجنة التحكيم تأثير هذا الحل المبتكر على العمل الحكومي.
ويكتسب هذا التحدي أهمية كبرى، حيث يعتبر المبادرة العالمية الوحيدة التي تجمع نخبة من طلاب جامعات عالمية مع أكبر تجمع للمنظمات الدولية والحكومات وقادة الفكر المستقبلي وكبار المؤثرين في عالم التقنية والأعمال والاقتصاد والتعليم وغيرها من القطاعات الرئيسية.
جائزة تحدي الجامعات العالمية
يمثل كل جامعة في هذا التحدي 5 من ألمع طلابها للتنافس ضمن 15 فريقاً، ويعمل كل فريق على صياغة تصور مبتكر حول أفضل خطة لتحقيق نهج حكومي متطور، ومن ثم يرشح كل فريق أحد أعضائه لتمثيله في تقديم التصور المبتكر أمام لجنة تحكيم متخصصة ورفيعة المستوى وذلك خلال 5 دقائق فقط.
ويجري تكريم الفريق الفائز بجائزة تحدي الجامعات العالمي لاستشراف حكومات المستقبل في حفل خاص يقام في ثالث أيام القمة العالمية للحكومات.
وتتألف لجنة تحكيم الجائزة من مجموعة من المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى والمسؤولين التنفيذيين في كبرى الشركات المرموقة، بينما تكون معايير التحكيم على النحو التالي: 40٪ للجدة والابتكار، 25٪ للتأثير والشمولية، و20٪ من أجل البقاء والجدوى، و15٪ للعرض التقديمي.
ويجسد تنظيم هذه الجائزة رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تمكين جيل الشباب من صناعة المستقبل وتحفيز المواهب والعقول من كل أنحاء العالم على ابتكار آليات للعمل الحكومي تسهم في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه البشرية.
وتعمل الجائزة على ترسيخ ثقافة الابتكار، حيث تفتح آفاقاً أمام طلبة الجامعات العالمية للمشاركة بأفكارهم في تقديم خدمات حكومية مبتكرة، كما ترسخ الجائزة التعاون بين الفريق الواحد للعمل معاً على مواجهة التحديات وإيجاد حلول مبتكرة لها باعتبارهم قادة المستقبل.
أيضا تبرز الجائزة مجموعة من الطلبة المتميزين في مختلف التخصصات، ممن ينتظرهم مستقبل في مجتمعاتهم، حيث يعملون على تطوير وتصميم مشاريع ومبادرات من شأنها تطوير حلول استباقية وابتكار أدوات ووسائل كفيلة بجعل المستقبل يبدأ اليوم.
روح العمل الجماعي
"شباب اليوم هم قادة المستقبل"، هكذا بدأ الأكاديمي الدكتور حسام النحاس، أستاذ الإعلام بجامعة بنها المصرية، حديثه عن أهمية إطلاق دولة الإمارات لتحدي الجامعات العالمي من أجل استشراف حكومات المستقبل.
وقال النحاس لـ"العين الإخبارية"، إن تحدي الجامعات يأتي في وقت مهم للغاية، كما أنه يرسخ العديد من الإيجابيات، وعلى رأسها تنمية روح العمل الجماعي بين المشاركين، فضلا عن الاطلاع على ثقافات مختلفة، ومحاولة استكشاف كل ما هو جديد في العالم.
وعلق الأكاديمي المصري على هدف التحدي المتمثل في "تمكين الشباب وتشجيعهم على الابتكار من أجل بناء مستقبلٍ أكثر استدامة"، قائلا إن "التنمية المستدامة هدف لكل الدول، وكل بلد لديها استراتيجيات للتنمية المستدامة لأن الهدف هو الحفاظ على حقوق الأجيال الجديدة والمقبلة".
وأضاف: "من ثم فإن التحدي الحقيقي هو إشراك الشباب الذين تُتهم الحكومات دائما بتهميشهم وعدم احتوائهم، وما يحدث في تحدي الجامعات العالمي هو مشاركة حقيقية في صياغة المستقبل".
وتابع النحاس: "نثمن دور الإمارات العربية المتحدة في إطلاق مثل هذا التحدي، وهي دائما سباقة في إقامة القمم والمؤتمرات المهمة وتشجيع الشباب".
وتمنى أن يخرج المشاركون في التحدي بحلول مبتكرة، مضيفا: "من خلال عملي الجامعي أرى أن الشباب دائما لديهم حلولا وأفكارا غير تقليدية ويحتاجون فقط لإتاحة الفرصة والإمكانيات المناسبة لهم، والاحتكاك بالعالم الخارجي والدخول في إطار المنافسة وتشجيع روح العمل الجماعي داخلهم".
ولفت إلى أن "إشراك الشباب مهم من أجل تحقيق الطموحات والتوصل لحلول مبتكرة تستطيع أن تجد طريقها نحو التطبيق بمعرفة الحكومات والهيئات التنفيذية".
واختتم الأكاديمي المصري تصريحاته بمناشدة المختصين والمسؤولين بتكوين حاضنات لمشروعات الشباب وتوفير التمويل الحقيقي، من أجل وصول الشباب إلى مراكز القيادة مستقبلا وهم على أعلى قدر من الكفاءة والتدريب والاحتكاك اللازم.