يوم الصحة العالمي 2025.. مبادرات الإمارات تخفف أوجاع العالم

يحل الاحتفال بيوم الصحة العالمي 2025، الإثنين، في وقت تتواصل فيه مبادرات إماراتية عابرة للقارات تخفف أوجاع العالم.
وبمناسبة الاحتفال بيوم الصحة العالمي الذي يحل في 7 أبريل/نيسان من كل عام، أطلقت منظمة الصحة العالمية حملة بعنوان "بداية صحية لمستقبل واعد"، بهدف حث الحكومات والمجتمع الصحي حول العالم على تكثيف الجهود لإنهاء وفيات الأمهات والمواليد التي يمكن الوقاية منها.
وهي أهداف تتحقق من خلال مبادرات الإمارات التي تستهدف دعم بدعم الفئات الأكثر ضعفًا المتضررة من الصراعات، وخاصة الأطفال والنساء.
أطفال غزة
وتحل تلك المناسبة بعد نحو أسبوع من تنفيذ الإمارات إخلاء طبياً عاجلاً لــ188 مصاباً من غزة من بينهم أطفال برفقة عائلاتهم، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بتقديم العلاج والرعاية الصحية لـــ1000 طفل فلسطيني من الجرحى و1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات الإمارات.
إخلاء طبي جاء بعد أيام من إعلان دولة الإمارات تقديم منحة مالية قيمتها 64.5 مليون دولار أمريكي لمستشفى المقاصد في القدس الشرقية، دعماً للعمليات التشغيلية والكادر الطبي وتحديث المرافق.
منحة استبقها، توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في 30 أغسطس/آب الماضي، بتقديم 5 ملايين دولار لدعم حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة، بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس داخل القطاع.
ونجحت الحملة في تطعيم أكثر من 640 ألف طفل، ما جسد التزام دولة الإمارات الدائم بدعم الأشقاء في غزة، ولا سيما توفير الحماية والرعاية الصحية للأطفال في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
وتسطر دولة الإمارات خلال الفترة الحالية ملحمة سياسية ودبلوماسية وإنسانية تاريخية، بمداد دعم لا ينضب لسكان غزة وفلسطين على مختلف الأصعدة، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع.
وضمن سلسلة مبادرات أطلقتها دولة الإمارات بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، خصصت الإمارات مبادرات عدة لدعم قطاع الصحة في غزة، من أبرزها:
- افتتحت دولة الإمارات مستشفى ميدانيا داخل قطاع غزة بطاقة أكثر من 200 سرير بإشراف فريق طبي إماراتي يضم أكثر من 100 طبيب وممرض وصيدلي وفني معمل.
- افتتحت الإمارات مستشفى عائما آخر في العريش المصرية بطاقة 100 سرير.
دعم اليمن
تزامن الإعلان عن المنحة مع افتتاح هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مارس/آذار الماضي، المركز الصحي في منطقة حصيحصة بمديرية "بروم ميفع" في محافظة حضرموت، ضمن جهود الإمارات لدعم القطاع الصحي في اليمن.
وأعرب الدكتور محمد صالح الجمحي، مدير عام مكتب وزارة الصحة العامة والسكان، عن خالص تقديره لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، على هذا الدعم الكبير، مؤكدا التزام مكتب الصحة والسكان بتنفيذ عدد من المشاريع والمرافق الصحية بالمديريات، بالتنسيق والتعاون مع الشركاء والمانحين، بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية والعلاجية في ساحل حضرموت.
السودان.. أطفال ولاجئات
كما تحل تلك المناسبة بعد شهر من افتتاح دولة الإمارات في 7 من مارس/آذار الماضي، مستشفى مادهول الميداني في ولاية شمال بحر الغزال بجنوب السودان، ليكون المستشفى الثالث الذي تقوم دولة الإمارات بتشييده لتوفير الخدمات الطبية للاجئين السودانيين في دول الجوار، حيث شيّدت مستشفييْن ميدانيّيْن في مدينتي أمدجراس وأبشي في تشاد عالجا حوالي 90 ألف حالة.
افتتاح، استبقه إعلان دولة الإمارات في سبتمبر/أيلول الماضي عن تقديم مساهمة بقيمة 10.25 مليون دولار أمريكي للأمم المتحدة لدعم اللاجئات السودانيات المتضررات من الأزمة المستمرة في السودان، ضمن التزامها بتلبية احتياجات النساء والأطفال الملحة في المنطقة.
وضمن التزامها بتخفيف تداعيات الأزمة الإنسانية في السودان أيضا، خصصت الإمارات 70 مليون دولار لدعم منظمات الأمم المتحدة العاملة داخل السودان، من بينهم 7 ملايين دولار لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لدعم الجهود الإنسانية في السودان وجنوب السودان.
وتخصص الاتفاقية الموقعة من اليونيسيف 6 ملايين دولار أمريكي لعمليات اليونيسيف في السودان ومليون دولار أمريكي لأنشطتها في جنوب السودان، ما يعزز التزام الإمارات العربية المتحدة بالتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية الشديدة في البلدين.
وأدى الصراع الدائر في السودان إلى أزمة مروعة تؤثر على الأطفال، حيث يقدر عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة بشكل عاجل بنحو 13.6 مليون طفل.
وأجبر الصراع أكثر من ستة ملايين شخص - أكثر من نصفهم من الأطفال - على الفرار من منازلهم، مما جعل السودان مقرا لأكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم.
وستدعم هذه المساهمة المقدمة من الإمارات العربية المتحدة بشكل مباشر جهود اليونيسف لضمان حصول الأطفال والنساء في السودان وجنوب السودان على الرعاية الصحية الأولية والمياه الجيدة الكافية والتعليم من خلال القنوات الرسمية وغير الرسمية، بما في ذلك برامج التعلم المبكر.
ومنذ اندلاع الصراع في السودان، في أبريل/نيسان 2023، لم تتوقف جهود الإمارات لوقف التصعيد وإنهاء الأزمة بالحوار والطرق السلمية.
جهود كان للإمارات السبق فيها على الصعيد الإنساني والريادة في المجال الدبلوماسي والإنساني.
على الصعيد الإنساني، كانت الإمارات أول دولة تعلن بعد أيام من اندلاع الأزمة عن تقديم 50 مليون دولار كمساعدات إنسانية طارئة للسودان، في سبق إنساني وجهت دولة الإمارات عبره أنظار العالم إلى ضرورة التركيز على البعد الإنساني للأزمة السودانية لتخفيف وطأة الأزمة على المدنيين.
سبق إنساني عززته الإمارات بمبادرات إنسانية متتالية، كان أحدثها تنظيم الإمارات في 14 فبراير/شباط الماضي بالتعاون مع إثيوبيا والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) "المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان"، والتي أعلنت خلاله تقديم 200 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية، ليصل إجمالي المساعدات الإماراتية منذ اندلاع الأزمة إلى 600.4 مليون دولار، وترتفع إجمالي مساعداتها للسودان على مدار الـ 10 سنوات الماضية إلى أكثر من 3.5 مليار دولار.
أمهات لبنان
ومن لاجئات السودان، إلى أمهات لبنان، حيث وصلت عدة طائرات إماراتية تحمل مساعدات لهن في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين، ضمن هدية الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، دعماً للأمهات اللبنانيات خلال الأزمة التي شهدتها البلاد جراء القصف الإسرائيلي آنذاك.
تحتوي المساعدات الإغاثية على المستلزمات الأساسية والضرورية التي تحتاجها أمهات لبنان في إطار اهتام أم الإمارات بتمكين النساء في شتى المجالات والقطاعات حول العالم، والتضامن معهن في مثل هذه الظروف الطارئة، والعمل باستمرار وبشكل مستدام لضمان حصولهن على المواد الأساسية الخاصة بهن.
مستشفى الأطفال بواشنطن
أيضا في إطار رؤية الإمارات الهادفة إلى تحسين حياة الأمهات والأطفال من مختلف أنحاء العالم، أعلنت حكومة دولة الإمارات سبتمبر/أيلول الماضي تقديم دعم مالي إضافي إلى مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن بمبلغ 35 مليون دولار لتعزيز مبادراته الصحية الاستراتيجية التي ستركز على صحة ما قبل الولادة وحديثي الولادة والأمهات.
وكانت دولة الإمارات قد أسهمت خلال السنوات الماضية في دعم مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن بمبلغ 150 مليون دولار لإنشاء "معهد الشيخ زايد للابتكار في جراحة الأطفال" ومبلغ 30 مليون دولار لإنشاء "مجمع الأبحاث والابتكارات" وذلك في إطار رؤية الدولة الهادفة إلى تحسين حياة الأطفال من مختلف أنحاء العالم من خلال دعم تطوير العلاجات التي تنقذ حياتهم وتعزيز مستويات الخدمات الصحية المبتكرة المقدمة لهم.
جاء الإعلان عن الدعم الأخير، عقب زيارة أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى المستشفى سبتمبر/أيلول الماضي، والتقى خلالها عائلات عدد من الأطفال الإماراتيين الذين يتلقون العلاج ومرافقيهم، حيث اطمأن على صحتهم وسير علاجهم، مؤكدا أن رعاية أبناء الوطن في أي مكان أولوية قصوى للدولة.
وتمنى للأطفال الشفاء العاجل، داعياً الله تعالى أن يعودوا إلى الوطن والأهل في أقرب وقت وهم في أحسن صحة وعافية.
من جانبهم عبر الأطفال وأسرهم عن سعادتهم بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لهم، وشكرهم له على الرعاية التي يحظون بها.
وزار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية سبتمبر/أيلول الماضي.
واطلع خلال جولة في المستشفى من كبار المسؤولين فيه، على مختلف أقسامه التخصصية في مجال جراحة الأطفال والرعاية الصحية التي يقدمها لهم وفق أعلى المعايير الطبية العالمية وتوظيفه الابتكارات الرائدة في علاجاتهم بجانب التطوير المستمر للمستشفى وتقديمه الاستشارات عبر الإنترنت للمرضى المقيمين في دولة الإمارات.
وتبادل الأحاديث الودية مع المرضى وأسرهم متمنياً لهم الشفاء العاجل.
وشملت جولته، "معهد الشيخ زايد للابتكار في جراحة الأطفال" الذي يقدم أحدث العلاجات في مجال طب الأطفال من مختلف دول العالم، واستمع إلى شرح بشأن التقنيات والابتكارات التي يواصل تطويرها المعهد لعلاج مرضاه ومنها "جهاز تنظيم ضربات القلب المصغر" المصمم للأطفال الرضع، والذي كان قد اطلع على النموذج الأول منه خلال عام 2019، وأصبح اليوم بفضل دعم دولة الإمارات يستخدم لدى أكثر من 40 مريضاً من الأطفال، 5 منهم حديثي الولادة.
كما اطلع على مهام "مركز قيادة وحدة العناية المركزة للقلب" والذي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة للتشخيص والكشف الاستباقي عن الحالات المرضية الحرجة مثل السكتات القلبية وهو ما يعزز من فرص نجاح العلاجات وإنقاذ حياة المرضى.
ويتيح المركز للجراحين وأطباء القلب تقديم استشارات طبية عن بعد مع أطباء من جميع أنحاء العالم بما فيها أبوظبي والمستشفى الميداني الإماراتي في غزة.
aXA6IDMuMTQ1LjI2LjM1IA==
جزيرة ام اند امز