230 شخصية عالمية يوجهون رسالة لمجموعة العشرين
أكثر من 200 من قادة العالم الحاليين والسابقين دعوا مجموعة العشرين لعقد قمة ثانية لتقديم استجابة دولية منسقة قيمتها تريليونات الدولارات
دعا عدد من قادة العالم الحاليين والسابقين الثلاثاء مجموعة العشرين لعقد قمة طارئة ثانية للتصدي لوباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" وتقديم "استجابة دولية منسقة بقوة".
وقالت المجموعة التي ضمت أكثر من 230 من القادة الحاليين والسابقين وكبار خبراء الصحة والاقتصاد العالميين إن على مجموعة العشرين أن تجتمع حول خطة بتريليونات الدولارات لمواجهة ما وصفوه بـ"أزمة عالمية غير مسبوقة".
وإذ لفتوا إلى أن الدول الأكثر فقرا هي الأكثر عرضة لخطر الفيروس، طالبوا الدول المتقدمة بإعفاء 76 دولة من الديون، ومضاعفة أموال البنك الدولي للمساعدات الطارئة وتسديد مليارات الدولارات التي خصصت لأبحاث التوصل للقاح للفيروس.
رسالة مفتوحة
ووجهوا إلى قادة العالم رسالة مفتوحة قالوا فيها "حان الوقت لقادة دول مجموعة العشرين لعقد اجتماع ثان.. للاتفاق على استجابة دولية منسقة بقوة للطوارئ الصحية والاقتصادية والاجتماعية التي نواجهها".
وعقدت مجموعة العشرين، وهي منتدى دولي يجمع أكبر اقتصادات العالم، قمة طارئة بالفيديو أواخر مارس/آذار الماضي لكن من غير المتوقع أن تلتئم مجددا قبل نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأضاف الموقعون أن "عواقب عدم التحرك الآن ستتردد حتى نهاية العقد". وبين الموقعين رؤساء الوزراء السابقون البريطانيان توني بلير وجوردن براون، والنيوزيلندنية هيلين كلارك، والأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون.
وتابعت الرسالة "من دون تحرك لمجموعة العشرين، فإن الركود الذي تسبب به الوباء سيزداد ملحقا الأذى بجميع الاقتصادات وبشعوب ودول العالم الأكثر تهميشا وفقرا".
وأشارت المجموعة إلى تقديرات لصندوق النقد الدولي تفيد بحاجة الدول النامية لتريليوني جنيه استرليني (2.5 تريليون دولار، 2.2 تريليون يورو) للتغلب على الأزمة.
لكنها قالت إن جزءا صغيرا من هذا المبلغ تم رصده حتى الآن.
2.5 تريليون دولار
وأضافت الرسالة "على مجموعة العشرين أن توافق على أن مستوى الدعم البالغ 2.5 تريليون دولار سيتم توفيره الآن".
ويتطلب هذا من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنوك تنمية محلية أن ترفع سقف الإقراض والهبات.
ودعت الرسالة أيضا لاتخاذ خطوات ضد الملاذات الضريبية وفرض عقوبات بحق الدول المنتهكة للقواعد من أجل ضمان التمويل الملائم.
من جهة أخرى دعت إلى التعاون الدولي للتوصل للقاحات "وضمان أن تكون متوافرة بحرية على مستوى العالم بأسرع وقت".
وفي مقالة منفصلة في صحيفة ذي جارديان كتب جوردن براون أن الإخفاق في القيام بتحرك منسق سيكون أكثر من مجرد "التنازل عن المسؤولية".
وأضاف "من المحتمل أن يمثل ذلك عقوبة إعدام لأكثر شعوب العالم فقرا، والذين تتطلب رعايتهم الصحية مساعدة دولية، والذين تعتمد عليهم الدول الغنية لمنع وصول موجة ثانية من المرض إلى شواطئنا".
7 تريليونات دولار
والجمعة الماضية، عقدت مجموعة عمل الهيكل المالي الدولي بمجموعة العشرين، اجتماعا استثنائيا افتراضيا، تحت رئاسة المملكة العربية السعودية، لمناقشة وتقييم طلبات تأجيل سداد الديون، المقدمة من 36 دولة.
وتقدمت 36 دولة، بطلب الاستفادة من مبادرة خدمة تأجيل سداد الديون، خلال الشهر الأول من تفعيل المبادرة.
وستمكّن هذه الطلبات الدول المستحِقة من تحرير ما يصل إلى 14 مليار دولار من مستحقات الديون لاستخدامها في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19".
واتفقت الدول الأعضاء في مجموعة العشرين في شهر أبريل/نيسان الماضي على تأجيل سداد ديون الدول الأشد فقراً لفترة محددة وذلك لتمكين تلك الدول من تسخير جميع إمكانياتها لمكافحة فيروس كورونا وتخفيف آثاره الاقتصادية.
وكان وزير المالية السعودي محمد الجدعان، قد قال في منتصف أبريل/نيسان الماضي، إن دول مجموعة العشرين ضخت أكثر من 7 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي، للحفاظ على الوظائف والمشروعات في مواجهة تداعيات فيروس كورونا.
وأوضح الجدعان أن صندوق النقد والبنك الدوليين وبنوك التنمية يعتزمون منح 200 مليار دولار للدول الأشد احتياجا في أزمة كورونا.
وأشار إلى أن رئاسة مجموعة العشرين قدمت خطة عمل بالتنسيق مع صندوق النقد والبنك الدوليين وتم التوصل إلى اتفاق، وتعليق الدين بدأ بأثر فوري.
وشدد وزير المالية السعودي على أن مجموعة العشرين لن تدخر جهدا للتغلب على جائحة كورونا والحفاظ على الوظائف والدخول وضمان صمود الأنظمة المالي.