استشاري جلدية: هذه أعراض وأسباب الجذام وطرق الوقاية والعلاج (حوار)
يحل اليوم العالمي للجذام في 30 يناير/كانون الثاني من كل عام، وهي فرصة لزيادة الوعي بالمرض، وإنهاء وصمة العار والتمييز المرتبطين بالجذام
يبلغ عمر الجذام 4000 عام على الأقل، ما يجعله أحد أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، التي تهدف إلى تحقيق 120 دولة خالية من حالات الجذام الأصلي الجديدة بحلول عام 2030.
موضوع اليوم العالمي للجذام 2023 هو "اعمل الآن للقضاء على الجذام"، بهدف الانتباه إلى 3 رسائل رئيسية تدور حول إمكانية مكافحة المرض، وضرورة التحرك سريعا للقضاء عليه، وأخيرا أهمية الوصول إلى المرضى الذين لم يتم الوصول إليهم.
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الدكتور محمد شلبي استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم في مصر، تحدث خلاله عن طبيعة مرض الجذام، وهل هو معدي، وكيف ينتقل بين الناس، ووضع المرض في مصر حاليا، وغيرها من النقاط.
إلى نص الحوار:
ما هو مرض الجذام؟
مرض الجذام، المعروف أيضا باسم هانسن، عبارة عن عدوى تسببها بكتيريا بطيئة النمو تسمى "المتفطرة الجذامية"، ويؤثر على العديد من الأعضاء لكن من خلال التشخيص والعلاج المبكر يمكن الشفاء من المرض.
سابقا، انتشر الجذام بشكل واسع في كل أنحاء العالم قبل نحو 50 عاما، خاصة في الدول الفقيرة، لكن بفضل ارتفاع مستوى المعيشة وطرق العلاج الحديثة اختفى من الدول المتقدمة.
ما هو الميكروب المسبب لمرض الجزام؟
عصبيات الجزام أو عصبيات هانسن هو الميكروب المسبب لمرض الجزام، وأطلق على المرض اسم العالم النرويجي هانسن الذي استطاع أن يتعرف على البكتيريا المتسببة في الإصابة عام 1878.
وعلى ماذا يؤثر هذا المرض؟
يؤثر هذا المرض أساسا على الجلد والأعصاب الطرفية والغشاء المخاطي للجهاز التنفسي العلوي.
وكيف ينتقل الجذام؟
ينتقل هذا المرض إما من خلال الرذاذ من الأنف أو الفم أو عبر ملامسة الجلد المصاب للحالات التي لم تتلقى العلاج.
ما هي الفئات الأكثر إصابة بالمرض؟
العديد من الأبحاث أثبتت أن الأطفال هي الفئة الأكثر عرضة للعدوى بالمرض، مع العلم أن أعراض الجذام لا تظهر على كل من يتعرض للعدوى
كيف يتم تشخيص الحالات المصابة؟
يعتمد التشخيص على الأعراض الجلدية، ويؤكده الطبيب بأخذ عينة من الجلد للفحص الباثولوجي والبكتيريولوجي واختبار الليبرومين، إذ تساعد هذه الفحوصات على تشخيص وتصنيف المرض على حسب درجة الإصابة.
ما هي أعراض مرض الجذام؟
إذا أصيب شخص بالميكروب فهناك عدة احتمالات تبعا لمقاومة الجسم، كالتالي:
- أن تتغلب مقاومة الجسم على الميكروب
في هذه الحالة لا تظهر أي أعراض للمرض.
- أن تكون المقاومة للمرض متوسطة
وفي هذه الحالة فإن الإصابة تتركز في الجلد والأعصاب الطرفية ما يؤدي إلى فقدان الإحساس وشلل جزئي ببعض العضلات التي تغذيها هذه الأعصاب المصابة، وهذه الإصابة تعرف باسم (الجزام الدرني).
- أن تكون المقاومة للمرض ضعيفة
وقتها تبدأ الأعراض في الظهور بعد فترة حضانة تمتد إلى نحو 5 سنوات.
وماذا يحدث وقتها؟
يستمر المرض في الانتشار فيصيب الجلد والأعصاب والأعضاء الداخلية ويسبب تشوهات بالأطراف وفقدان البصر والأنيميا وتضخم الكبد وتنتهي بالوفاة، وهذه الإصابة تعرف باسم (الجذام الجيذومي).
هل يمكن علاج مرض الجذام؟
نعم، فهو مرض يمكن علاجه والشفاء منه خاصة في المراحل الأولى من الإصابة، أي قبل بدء ظهور مضاعفات للمرض.
والبداية الفعلية في محاولة العلاج كانت في أربعينيات القرن الماضي مع اكتشاف عقار "دابسون"، وقتها كانت فترة العلاج تمتد لعدة سنوات وتستمر غالبا طوال عمر المريض.
وفي عام 1981، أوصت منظمة الصحة العالمية بالعلاج بنظام الأدوية المتعددة واعتمدت 3 أدوية للعلاج، هي: دابسون، ريفاميسين، كلوفازيمين.
وتبلغ مدة العلاج من 6 – 12 شهرا فقط، ومن سنة 1995 نجحت جهود منظمة الصحة العالمية في إتاجة العلاج بالمجان، وبحلول عام 2000 تمت السيطرة على المرض بنسبة كبيرة جدا.
وماذا عن طرق الوقاية من المرض؟
هناك استراتيجية عالمية لمنع انتقال مرض الجذام فضلا عن مكافحته والسيطرة عليه، وتنص على:
- منع الاتصال بالمرضى وتجنب الرذاذ من الأنف والفم، وتجنب الملامسة حتى تمام الشفاء والذي يمتد إلى 6 – 12 شهرا.
- علاج المرضى بالبروتوكول المعتمد من منظمة الصحة العالمية بسرعة في بدء الإصابة لحصار المرض ومنع انتشاره.
- توفير أكبر قاعدة من البيانات الطبية عن المرض وزياة التغطية الطبية الشاملة، مع توعية الأطباء للاكتشاف المبكر للحالات المصابة.
- العمل على إدماج المرضى الذين تم علاجهم بالمجتمع، وإيجاد فرص عمل لهم والعمل على التصدي لكل أشكال التنمر عليهم.
ومن هذا المنطلق أرى ضرورة تغيير مسمى "مستعمرة الجذام" الموجود في مصر إلى مستشفى متخصص لعلاج الأمراض الجلدية، مع التأكيد على دور هذه المستشفيات في الاكتشاف المبكر وعلاج الجذام وتكوين قاعدة بيانات عن المرض.
هل المرض لا يزال يصيب عددا كبيرا من الناس في مصر؟
نعم، لكن عدد الحالات لا يتعدى 3000 حالة في ربوع مصر كلها، وموزعة الحالات على مستعمرتي جذام الأولى في أبوزعبل التابعة لمركز الخانكة بالقليوبية (أنشئت في عهد الملك فؤاد) ويوجد بها حاليا نحو 600 مريض. أما مستعمرة الجذام الثانية فتوجد في منطقة العامرية بمحافظة الإسكندرية وتضم نحو 30 حالة.
كم يبلغ عدد مرضى الجذام؟ وأين تتمركز أغلب الإصابات بالمرض حول العالم؟
عدد مرضى الجذام حول العالم يبلغ نحو 200 ألف مريض، ويتمركز أعلى معدل للإصابة بالمرض في الهند على الرغم من اهتمام الزعيم الهندي غاندي بالمرض في أربعينيات القرن الماضي.
أيضا توجد إصابات بهذا المرض في نيبال واليمن من قارة آسيا، والبرازيل من قارة أمريكا الجنوبية، فضلا عن تزايد الحالات المصابة في قارة أفريقيا تحديدا في جنوب السودان وتنزانيا ومدغشقر وموزمبيق.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA= جزيرة ام اند امز