"الثورة الخمينية الإرهابية" لم تكف شرها عن العالم أجمع، لا تأنس إلا برائحة البارود ولا تتعطر إلا بروائح الجثث الهامدة.
لم تأتِ الثورة الخمينية بخير للشعب الإيراني المكلوم؛ الشعب الذي بات يرزح ٤٥% منه تحت خط "الفقر المغدق" ويغرق قرابة ٧٥% من الأفراد وفق المعايير العالمية.. لتذهب خيرات الشعب الإيراني سدى تنفق بسخاء بين مليشيات إرهابية وعصابات ومرتزقة حول العالم وتُقتر على شعب بات يتصدر شعوب العالم بؤسا وانغلاقا وفقرا!
من الواضح أن نهاية النظام قد اقتربت في طهران في ظل ابتعاد الحلفاء واحدا تلو الآخر واقتراب المواجهة العسكرية الأمريكية رويدا رويدا. وهنا لابد من القول إنه لم يعد للصبر أمد طريق، ولا بارقة أمل للمواطن الإيراني إلا برحيل أو "إزالة الورم الخميني" بالقوة وطوعا أو كرها.
لا؛ بل إن "الثورة الخمينية الإرهابية" لم تكف شرها عن العالم أجمع، العالم الذي افتقد للأمن عمليا منذ مطلع عام 1979 واندثار حقبة حكم الشاه محمد رضا بهلوي. 40 عاما والعالم أجمع يتجرع مرارة أفكار طائفية بائدة وأيديولوجيا رجعية مقيتة، لا تأنس إلا برائحة البارود ولا تتعطر إلا بروائح الجثث الهامدة التي لكم تسببت فيها ثورة الشيطان الأكبر الخمينية باسم الدين أفراد وجماعات وعصابات حول العالم.
اليوم تتحدث حاملة الطائرات يو إس إبراهام لينكولن في مياه الخليج العربي لغة فارسية لا يطيق سماعها "ملالي الدم في طهران". لغة "السفن الحربية" والبوارج والمدمرات الصاروخية والطائرات الحربية التي ستطول بشرارها بؤر الشر التي ستكتب حتما نهاية الأربعين عاما من الإرهاب الخميني!
ولمن لا يعلم كم وكيف دفعت المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص ضريبة "العنجهية الثورية الإيرانية" في المنطقة منذ عام 1979 حتى يومنا هذا؛ فليعد للتاريخ الذي حفظ سجل الإرهاب الإيراني في الحرم المكي الشريف وفي بقية ثرى أطهر بقاع الأرض، ليعلم كم تأثرت التنمية والمصالح الاقتصادية وبالتالي إنسان هذه المنطقة بشكل سلبي بوجود النظام الإرهابي الحاكم في طهران. ورغم ذلك لم تترك السعودية للدبلوماسية الدولية طريقا للسلم والسلام إلا سلكته؛ أملا في إصلاح هذا المد "الثوري الطائفي الهمجي" بلا أي استجابة سوى إمعان في نشر الفوضى في الوطن العربي أجمع.
مَن منا لا يذكر حديث سيدي ولي العهد الأمين -حفظه الله- قبل عامين وأسبوعين بالتمام والكمال؛ وهو يتحدث بلغة القارئ الحصيف لحال ومآل النظام الحاكم في طهران، وهو يشير "ملالي إيران" كنظام وأيديولوجيا: "كيف تتعامل مع نظام لديه قناعة مرسخة بأن نظامه قائم على أيديولوجية مُتطرفة، منصوص عليها في دستوره، ومنصوص عليها في "وصية الخميني" بأنه يجب أن يسيطروا على مسلمي العالم ونشر المذهب الجعفري الاثني عشري الخاص فيهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي حتى يخرج المهدي. هذا كيف أقنعه؟ كيف نتفاهم معه؟!".
لا شك أن ذلك الحديث المتلفز هز أركان نظام "التقية الخمينية" الذي لطالما ألف ألا يُقابل بهذا القدر من الوضوح والصراحة من أي مسؤول دولي، ناهيك عن مسؤول عربي مسلم. وهكذا إيضاح لا يقبل التأويل باستحالة التعامل مع نظام "مخرب" يتعامل مع المليشيا والعصابات، وينشر التطرف في العالم أجمع على أسس وأيديولوجيات "طائفية" محضة!
لقد دفع هذا الحديث نظام الملالي إلى اتباع نهج المهاجمة الإعلامية القذرة في كل قنوات ومشارب الإعلام من تركيا الإخوانية مرورا "بقطر المحتلة" وصولا إلى طهران وأذنابهم من الإخوان وبقية العصابات (الدينية واللادينية المتطرفة) حول العالم. إنه هجوم يزداد ضراوة وشراسة منذ الثاني من مايو 2017 تحديدا يوم تصريح سموه الذي كشف وأوضح حقيقة إيران الخمينية وآلية التعامل معها. ومنذ ذلك اليوم أصبح ولي العهد السعودي يشكل الخطر الأكبر على الإرهاب والإرهابيين. وبالتالي أصبح هو شغلهم الشاغل.
كما بعث الحديث أيضا برسائل لا تقل قوة عن تلك التي قضت مضاجع "المعميين" وأذنابهم من عرب وأعاجم.. فأدركوا أن كلام الكبار "كبار النفوس والقدر والمعرفة" تحوله الليالي والأيام حتما وطواعية لواقعا وحقائق يراها "العالم أجمع" لتجعل من أيامهم ولياليهم "غرابيب سود" لا مناص ولا مفر من تجرع ذات السموم والشرور التي نشروها ظلما وعدوانا حول العالم، الذي يبحث اليوم عن السِّلم والسلام العالميين لا عن الإرهاب الذي يرعاه النظام الحاكم في طهران!
اليوم تواجه طهران حزما دوليا لا لين فيه؛ حزما ليس للنظام الحاكم في طهران وحده بل للمليشيات ذات الولاء الإيراني في لبنان واليمن والعراق والقرن الأفريقي. وصولا لبقية الأذناب "مطايا الملالي حول العالم". اليوم يقول بوتين بصريح العبارة للحليف الإيراني: "لن نعمل كمحطة إطفاء الحرائق في المنطقة"، ويردف بتأكيده على أن روسيا ليست فرقة إطفاء ولا تستطيع إنقاذ الجميع دوما. والصين التي تلوح تارة بالعصا وأخرى بالجزرة لن تغامر بمقاومة الإرادة الدولية على حساب النفط الإيراني الذي بات "مرتهنا" لمقصلة العقوبات الدولية نتيجة سياسات طهران العدائية.
من الواضح أن نهاية النظام قد اقتربت في طهران في ظل ابتعاد الحلفاء واحدا تلو الآخر واقتراب المواجهة العسكرية الأمريكية رويدا رويدا. وهنا لابد من القول إنه لم يعد للصبر أمد طريق، ولا بارقة أمل للمواطن الإيراني إلا برحيل أو "إزالة الورم الخميني" بالقوة وطوعا أو كرها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة