يوم النوم العالمي 2023.. استشاري يوضح مخاطر قلته ونصائح لـ"نوم عميق" (حوار)

يحل اليوم العالمي للنوم هذا العام 17 مارس/آذار، وهو حدث تقيمه جمعية دولية بهدف التوعية بالمشاكل المتعلقة به والوقاية من اضطرابات النوم.

ويقام هذا الحدث الدولي في يوم الجمعة الأخير قبل الاعتدال الربيعي من كل عام، وينظمه منذ عام 2008 لجنة اليوم العالمي للنوم التابعة لجمعية النوم العالمية، المعروفة سابقًا باسم الرابطة العالمية لطب النوم (WASM).

• هل تساعد الوسائل الرقمية في تحسين جودة النوم؟

الهدف الأساسي من إطلاق اليوم العالمي للنوم هو تسليط الضوء على فوائد النوم الجيد والصحي، ولفت الانتباه إلى عبء مشاكل النوم على المجتمع من خلال الوقاية من اضطرابات النوم، فضلا عن العمل على القضايا المهمة المتعلقة به، بما في ذلك الطب والتعليم والجوانب الاجتماعية.

وفي حوار مع "العين الإخبارية" تحدثت الدكتورة شهيرة لوزة، استشاري طب النوم في مصر، عن الدور المهم الذي يلعبه النوم في حياة الإنسان، والمخاطر المترتبة على عدم الحصول عليه يوميا، ونصائح لنوم أفضل.

وإلى نص الحوار:

النوم يلعب دورا مهما في حياة الإنسان.. كيف ذلك؟

كشفت الدراسات والأبحاث التي أجريت على النوم، والتي بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي، عن أن قلته أو سوء نوعه يؤثر على الشخص في اليوم التالي، وخلال نوم الإنسان تحدث تغيرات كثيرة جدا في الجسم، وبالتالي عندما لا يحصل الشخص على القدر الكافي من النوم فإن أجهزة الجسم تتأثر سلبا والعكس صحيح.

ما أبرز أجهزة الجسم التي تتأثر بقلة النوم؟

النوم مهم جدا للإنسان وله علاقة بكل أجهزة الجسم بلا استثناء، وبالتالي جميعها تتأثر عندما لا يحصل على القدر الكافي من النوم أو يكون نمط نومه سيئا، على سبيل المثال يتأثر القلب وضغط الدم والجهاز الهضمي والعضلات وغيرها.

هل هناك أمراض واضطرابات صحية مرتبطة بالنوم؟

بعد دراسات عديدة أجريت على أناس أثناء نومهم توصل العلماء إلى أن أبرز الاضطرابات التي قد يعاني منها الأشخاص هي مشاكل التنفس أثناء النوم، خاصة توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم الذي أثبتت الأبحاث أن هناك 7% من الرجال يعانون منه.

والخطير في مشكلة التنفس الانسدادي أثناء النوم أنه يصاحبها اضطرابات في القلب وارتفاع ضغط الدم وتجلطه وتباين مؤشر السكر فيه وغيرها من المشكلات الصحية.

وهناك اضطرابات مرتبطة بالنوم تصاحب أعمارا معينة تتعلق بسلوكياتهم، مثل الأرق الذي يرافق المراهقين، حيث يعانون من تغير في الساعة البيولوجية فينامون متأخرا ويستيقظون بالتبعية في وقت متأخر، وفي بعض الحالات يحتاجون عددا أكبر من الساعات.

وهل ينطبق هذا على كبار السن؟

قد يعتقد البعض أن نوم كبار السن مبكرا والاستيقاظ مبكرا سببه شعورهم بالأرق لكن هذا غير صحيح، وما يعاني منه هذه الفئة نسميه "شيب النوم"، فهم لا يحصلون على عدد ساعات النوم التي يحتاجها الجسم دفعة واحدة بل مقسمة على اليوم.

وماذا عن الوقت الأمثل للنوم وعدد الساعات المطلوبة؟

لا يوجد عدد ساعات موحدة للجميع لأن الأمر يخضع لعدد من المعايير، أبرزها أن النوم وراثي قد يحتاج البعض عدد ساعات نوم كثيرة وآخرون يحتاجون عددا أقل.

وما توصلت إليه الدراسات أن أغلب البشر يحتاجون من 5 ساعات إلى 11 ساعة نوم يوميا بمتوسط 8 ساعات نوم، لكن بشكل عام أهم نقطة هو أن ينام الشخص يوميا في نفس الموعد ويحصل على قدر الساعات التي يحتاجها، حيث يستيقظ وهو نشيط وجسده صحي ومرتاح.

البعض يربط بين قلة ساعات النوم والإصابة بالأمراض، هل هذا صحيح؟

لا، من الأمور الخاطئة جدا أن يعتقد البعض أن نوم عدد ساعات قليلة يصيب الإنسان بأمراض القلب أو السكري وغيرها، لكن من ينام نوما سيئا هو من يصاب بهذه الأمراض وأكثر.

ماذا يعني مصطلح "النوم السيئ"؟

النوم السيئ يعني أن هناك مشكلة في نوم الشخص، ويتضح هذا من خلال رسم المخ والقلب والتنفس ونسبة الأكسجين في الدم وغيرها، ويختلف الأمر بين الرجال والنساء في هذه الحالة حيث ينام النوع الأول كثيرا بينما تنام النساء قليلا.

تقصدين أنهن يعانين من الأرق؟

لا النوم السيئ مختلف عن الأرق أو الصعوبة في النوم أو الاستيقاظ مبكرا، فهذه الحالات في معظم الأحيان تكون ذات صلة بالحالة النفسية، وعند زيارة طبيب النوم يمكنه أن يفرق بين اضطراب النوم يؤدي إلى الأرق أو حالة نفسية تؤدي إليه، وفي حال كانت الأخيرة يحوله إلى طبيب نفسي.

متى يزور الشخص طبيب النوم؟

العرض الأول والأهم الذي يخبرنا بوجود مشكلة في النوم هو أن ينام الشخص في وقت أو مكان لا يريد النوم فيه، يليه أن ينام الشخص لكن لا يشعر أنه ارتاح لأن هناك العديد من الأشياء التي تؤثر على النوم لا يعرفها كثيرون، سواء سلوكيات أو أدوية أو أمراض أخرى تؤثر على جودة النوم.

ما أبرز نصائح الحصول على نوم جيد؟

هناك العديد من الخطوات التي تساعد الإنسان في الحصول على نوم جيد، أبرزها:

- الاستيقاظ يوميا في موعد محدد.

- عدم البقاء في السرير إذا لم يكن الشخص يشعر بالنعاس.

- عدم اللجوء لأي منومات أو منبهات دون استشارة طبيب مختص.

وهناك اجتهادات كثيرة ينصح بها المختصون للحصول على نوم جيد مثل:

- الابتعاد عن المنبهات خاصة قبل النوم بساعات، مثل المشروبات الغازية والقهوة والشاي والشيكولاتة وفيتامين سي وبدائل السكر لمتبعي الحميات الغذائية وغيرها.

- عند النوم يجب ألا يصطحب الشخص المشاكل معه إلى السرير، حتى لا يرتبط السرير بالقلق وقلة النوم.

- تناول أطعمة تحوي مادة التربتوفان التي تساعد على النوم، حيث توجد في الموز والتفاح ومنتجات الألبان وغيرها.

- أخيرا يجب أن يعرف الشخص أن الأشياء الأساسية التي تدفع الإنسان للاستيقاظ من النوم أو عدم الحصول عليه هي الألم والجوع ودرجة الحرارة سواء المنخفضة جدا أو المرتفعة (البرودة والحرارة).