اليوم الدولي للعمل الاجتماعي 2023.. دعوة إلى عالم جديد ومستدام (خاص)
يحتفل العالم بيوم العمل الاجتماعي في الثلاثاء الثالث من مارس/آذار كل عام؛ لتسليط الضوء على إنجازات العمل الاجتماعي والخدمات الاجتماعية.
وأعلن الاتحاد الدولي للإخصائيين الاجتماعيين "IFSW"، وهو الهيئة العالمية للعمل الاجتماعي المهني، موضوع هذا العام "احترام التنوع من خلال العمل الاجتماعي المشترك"، في مسعى إلى عالم اجتماعي - بيئي جديد.
وبهذه المناسبة، يقول رئيس الاتحاد الدولي للأخصائيين الاجتماعيين، يواكيم مومبا: "ندعو جميع أصحاب المصلحة إلى عالم اجتماعي بيئي جديد ومستدام، ومعًا سنجلب خبراتنا المحلية والعالمية لإحداث هذا التغيير المأمول".
وجاءت فكرة اليوم العالمي للعمل الاجتماعي عام 1983، حين اقترح ممثلو الاتحاد الدولي للأخصائيين الاجتماعيين، بقيادة جاك كاميكو، مشروعًا على الأمم المتحدة بتخصيص يوم دولي للإخصائيين الاجتماعيين حول العالم.
اليوم العالمي للعمل الاجتماعي 2023
وأشادت الدكتورة منال عمران، أستاذ علم الاجتماع في مصر، بتخصيص يوم للاحتفاء بجهود العمل الاجتماعي، مؤكدة أن العمل الاجتماعي يجب أن يعمّق في جميع الأوقات، خاصة في أوقات الأزمات العالمية والتضخم.
وأضافت "عمران"، في حديثها لـ"العين الإخبارية"، أن أوقات الأزمات قد تأتي بنتيجة عكسية على العمل الاجتماعي، إذ تتراجع قدرة الأفراد على تقديم الدعم المادي والعيني للآخرين، فضلًا عن تعزيز الفردية كنوع من التحوط أو الخلاص.
وأردفت: "بعض المنظمات الأهلية والخيرية تفتقر إلى الشفافية والرقابة الحقيقية، خاصة عند مقارنة حجم التبرعات التي تتلقاها مع حجم الأنشطة والجهود الخيرية التي تقوم بها، وعادة ما تكون هناك فجوة بين حجم التبرعات وحجم الإنفاق على الأعمال الخيرية".
وأشارت أستاذ علم الاجتماع إلى أن عددا كبيرا من الجمعيات الأهلية في مصر لا تقدم المعونات والمساعدات المالية والعينية للمحتاجين بالشكل المأمول، ولكنها أشادت بجهود المستشفيات الخيرية وجهودها في تقديم الخدمات العلاجية والطبية لغير القادرين بالمجان.
العمل الاجتماعي والحكومات
من جهتها، تقول الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع في مصر، إن العمل الاجتماعي ظهر ليساند جهود الحكومات والدول في تلبية احتياجات المواطنين، معتبرة أن "أقوى حكومات العالم لا يمكنها الوصول إلى جميع أفراد المجتمع، وتأتي منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية لتملأ هذا الفراغ".
وأضافت لـ"العين الإخبارية": "العمل الاجتماعي يضمن الوصول إلى أفراد المجتمع في المناطق النائية والقرى والنجوع والمجتمعات الأكثر فقرًا، ويوفر لهم الإعانات والمساعدات المادية والعينية، وهذا لا يعني اقتصار جهود العمل الاجتماعي على الدول الفقيرة، فلا غنى عن العمل الاجتماعي حتى في دولة مثل أمريكا".
وأشادت أستاذ علم الاجتماع بتخصيص يوم للاحتفاء بجهود العمل الاجتماعي، مضيفة: "في مصر جرى تخصص 2022 عامًا للمجتمع المدني لتعزيز الشراكة بين الحكومة والجمعيات الأهلية لخدمة أهداف التنمية وتحقيق التضامن بين أفراد المجتمع، ويأتي اليوم العالمي للعمل الاجتماعي ليؤكد أهمية الخدمة الاجتماعية".
وأشارت "زكريا" إلى الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها معظم دول العالم، قائلة: "هنا تتزايد حاجة الحكومات والشعوب إلى العمل الاجتماعي، لتحقيق التضامن بين أفراد المجتمع ودعم الجهود الحكومية لتوفير متطلبات الحياة من السلع الأساسية ووسائل التدفئة وغيرها، وفي بعض المجتمعات يأتي العمل الاجتماعي بدافع ديني".
وأوضحت أن شهر رمضان الكريم في الدول العربية والإسلامية يشهد إقبالًا كبيرًا على العمل الاجتماعي من حيث توفير السلع الأساسية والمواد الغذائية لغير القادرين، وتنظيم موائد الرحمن لإفطار المشردين، والإكثار من تقديم الصدقات وأموال الزكاة كنوع من التضامن بالإضافة إلى كونها فريضة وركنًا من أركان الإسلام.
العمل الاجتماعي في الإسلام
ويرى السيد سليمان، أحد علماء الأزهر الشريف، أن العمل الاجتماعي والمشاركات الاجتماعية من أصول الدين، وتقوم على إعانة الآخرين وقضاء حوائجهم، وأساسها قول الله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، والمولى أمر الناس والمؤمنين ببذل ما في وسعهم من أجل إسعاد الآخرين.
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "جاء في حديث الرسول (خير الناس أنفعهم للناس)، كما يحث الدين على إزالة هموم إخواننا في المجتمع، من طائفة الفقراء أو الضعفاء، وجاء عن الرسول (من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)"، مردفًا: "العمل الاجتماعي من أجلّ الأعمال، ومن أفضل القربات التي نتقرب بها من الله سبحانه وتعالى أن نكون في معونة إخواننا في المجتمع".
aXA6IDE4LjE4OC43Ni4yMDkg جزيرة ام اند امز