في اليوم العالمي للسعادة.. "روشتة نفسية" تغيّر حياتك (حوار)
تحيي الأمم المتحدة اليوم العالمي للسعادة في 20 مارس/آذار كل عام، بهدف إنشاء عالم أكثر سعادة ولطفا من خلال تبني ممارسات يومية بسيطة.
الاحتفال الأول بالحدث العالمي كان في عام 2012، بعدما أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 66/281 المؤرخ 12 يوليو/ تموز من العام ذاته تحديد يوم 20 مارس/ آذار اليوم الدولي للسعادة.
القرار الذي اتخذه المجتمع الدولي كان اعترافا بأهمية السعادة والرفاهية كأهداف وتطلعات عالمية في حياة البشر في جميع أنحاء العالم، فضلا عن أهمية الاعتراف بها في أهداف السياسة العامة.
موضوع اليوم الدولي للسعادة 2023 هو: "كن يقظًا، كن ممتنا، كن شاكرا، كن مقدرا للفضل كن ممتنا للجميل، كن طيبا".
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الدكتور هاشم بحري، استشاري الطب النفسي والأستاذ بجامعة الأزهر في مصر، لتسليط الضوء على أهمية الحدث والمشاكل التي تترتب على اضطراب مزاج الإنسان وشعوره بالحزن والإحباط، والدور الذي تلعبه الممارسات الحديثة كاليوغا وتمارين التنفس في الاسترخاء وسعادة أي شخص.. وإلى نص الحوار:
كيف يصبح الإنسان سعيدا؟
المبدأ الذي تقوم على السعادة هو وضع الشخص هدفا أو مجموعة أهداف لحياته أيا كانت ويبدأ تحقيقها، فهناك من يحدد أهدافه بأن يكون أكثر صحة وحبا، وآخر أكثر مالا وأنجح في وظيفته، وهكذا كل شخص يضع الأهداف التي تخصه وعندما يحققها يشعر بالسعادة.
هل هذا يعني أن هناك علاقة بين السعادة والنجاح؟
أجل، يمكن القول إن السعادة = النجاح فهي مبنية على النجاح المتكرر، لأن الإنسان عندما يكون ناجحا يشعر بالثقة بالنفس والقوة، والأخيرة تحديدا تنعكس على كل شيء داخله، مثلا تنعكس على مزاجه النفسي فيصبح لديه القدرة على تحمل الأزمات والمصاعب، أو القدرة على مقاومة الأمراض وترتفع مناعته، أو القدرة على حب الحياة بشكل أكبر وهكذا.
وماذا يحدث للإنسان في غياب السعادة؟
أهم مشكلة نفسية تصيب الإنسان الذي تغيب عنه السعادة هو شعوره بالاكتئاب، فيصبح غير قادر نفسيا على الحركة، أو المذاكرة، أو العمل وغير ذلك، وفي أحيان كثيرة يمتد الاكتئاب لرفضه النهوض من السرير حتى، ويتحول إلى إنسان تتعطل كل حياته لأنه في هذه الحالة لا يتمتع بالقدرة على الإنجاز ويتحول لإنسان فاشل وبالتبعية تعيس.
هل هناك رابط بين غياب السعادة وإصابة الإنسان بأمراض جسدية أو مشاكل صحية؟
أجل، هناك بحث أجريناه على شخص كان مصابا بمرض الإنفلونزا ثم توجه إلى تجمع يحوي 40 شخصا فنقل العدوى إلى 6 أشخاص، وعندما خضع المصابون للفحص وجد أنهم جميعا يمرون بأزمات نفسية (اكتئاب) وبالتالي أصيبوا بسهولة بالعدوى، وهذا يكشف الدور الخطير الذي يلعبه الاكتئاب في خفض مناعة الإنسان.
هل يلعب النوم دورا في بقاء الإنسان سعيدا؟
أجل، خلال فترة النوم يعمل المخ بثلث طاقته فقط ويستخدمها في وظائف عديدة مثل: إعادة ترتيب أوراقه، أو تقييم الأحداث التي تمر حوله، أو كيف يوظف المعلومات الجديدة التي حصل عليها ويستفيد منها، وكيف يمحو المعلومات القديمة، وكيف يحصل على راحة، أو كيف يوزان كيميا المخ، وغيرها وظائف أخرى يقوم بها المخ أثناء النوم.
وفي حالة عدم نوم الشخص أو عدم حصول الإنسان على كفايته من النوم بحيث يشعر عند استيقاظه أنه مرتاح، يصاب المخ بالإجهاد الشديد وبالتالي يؤثر على حياته اليومية وإنجازه وبالتبعية سعادته.
ذاع صيت ممارسات حديثة مثل اليوغا وتمارين التنفس، هل تسهم فعلا في سعادة الإنسان؟
هناك العديد من الممارسات التي تسهم كثيرا في تحسن مزاج الإنسان وبالتالي سعادته، مثل ممارسة تمارين اليوغا أو تمارين الاسترخاء أو حلقات الذكر والتصوف، والسبب في ذلك أنها تجعل الإنسان يرتقي بقدراته ويصبح على تواصل مع الله أكثر، وهي نفس فلسفة الصلاة.
وبشكل عام، كل ما يفعله الإنسان من أمور تبعده عن مشاغل الحياة وتعيده إلى ذاته بأي شكل من الأشكال فإنها تجعله أكثر صفاء وقدرة على فهم الحياة والتعامل معها بسهولة، وهذا يجعل الإنسان في مزاج أهدأ وأسعد.
هل هناك قيم ومفاهيم تجعل الإنسان أكثر سعادة؟
بالتأكيد، فقيم مثل الصبر والتسامح والقدرة على كبت الغضب ودرء مشاعر الظلم والقسوة وغيرها تجعل الإنسان لديه القدرة على التعامل مع الآخرين بشكل أفضل وعلاقته بهم أحسن، ما ينعكس على سعادة الإنسان لأنه لا يستطيع العيش بمفرده في الدنيا أو كما يقال في مثل شعبي: "الجنة من غير ناس ماتنداس".
ما هي نصيحتك للأشخاص ليصبحوا أكثر سعادة؟
أهم نصيحة أن يضع الشخص هدفا ويسعى للوصول إليه، وإذا وضع أهدافا يومية أو أسبوعية وسعى لتحقيقها هذا سيجعله يشعر بالرضا والسعادة.