تحليلات صحف عالمية توقعت زيادة وتيرة المظاهرات بسبب القمع، وأن تكون بداية النهاية للنظام الحالي في إيران.
تصدرت تظاهرات الشعب الإيراني ضد نظام الملالي العديد من صحف العالم، التي أجمعت على ضرورة مساندة حقوق الشعب الإيراني والتخوف من بطش وقمع من قبل قوات الأمن الإيرانية، وتوقعات بسقوط النظام الحاكم في طهران.
ورصدت افتتاحيات الصحف الأمريكية استمرار الاحتجاجات في إيران لليوم الرابع على التوالي، وسط إدانة لعمليات القمع التي تمارسها السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين.
حق الإيرانيين في التظاهر
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ذكرت أن قطع وسائل الاتصال على المتظاهرين في مختلف المدن الإيراني سيؤجج حالة الاحتقان، وسيدفع بالعديد من سكان المدن والأحياء الإيرانية للانضمام إلى المظاهرات، إضافة إلى أن الأحوال الاقتصادية داخل إيران دفعت آلاف المتظاهرين في عدة مدن، من ضمنها العاصمة الإيرانية طهران، للخروج للاعتراض على الأحوال المزرية التي يعيشها الإيرانيون كل يوم.
أما صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فقالت إن النظام الإيراني قام بسرقة قوت الشعب الإيراني، وظهر ذلك جليا في الوعود الكاذبة التي أطلقها الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني حول تحسن الاقتصاد المحلي في إيران، إضافة إلى احتكار العديد من المؤسسات التابعة للملالي، مثل الحرس الثوري الإيراني، للعديد من القطاعات الحيوية في الاقتصاد الإيراني.
شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية قامت بعمل تقرير مفصل حول الانتهاكات التي تقوم بها السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين بشكل عام.
وركز التقرير على ممارسات الاعتقال التعسفي والعشوائي للمتظاهرين أو أي شخص يقف ضد رموز النظام في إيران، إضافة إلى الرقابة الممنهجة على جميع الإيرانيين بشكل ينتهك خصوصيتهم وحياتهم بشكل عام.
من جانبها أفادت شبكة "سي إن إن" نقلا عن محللها للشؤون الإيرانية أن الإيرانيين لا يخرجون للتظاهر إلا إذا كانت الأوضاع شديدة السوء، الأمر الذي انعكس في العديد من أوجه الحياة داخل إيران اقتصاديا واجتماعيا، وخصوصا مع احتكار ثروات البلاد بين المقربين في السلطة الإيرانية، الأمر الذي أدى لتفشي البطالة والفقر في العديد من المدن الإيرانية بما فيها العاصمة الإيرانية طهران.
بداية سقوط الملالي
أشارت العديد من التحليلات التي تناولت مظاهرات إيران إلى أن تلك المظاهرات قد تكون بداية النهاية للنظام الحالي في إيران، لافتة إلى احتمال زيادة وتيرة المظاهرات بسبب القمع الذي تمارسه السلطات الأمنية الإيرانية، إضافة إلى التجاهل التام لنداءات المتظاهرين بالتوقف عن خنق سكان إيران اقتصاديا.
موقع "ستراتفور" الأمريكي للدراسات الأمنية والاستراتيجية ذكر في تحليل له أن الأحداث في إيران جذبت إليها الأنظار لسببين، وهما: الرسالة المزمع إيصالها، وموقع الاحتجاجات التي حدثت في قلب إيران.
وأشار التحليل إلى أن ما يعزز من هذه الاحتجاجات هو عدم الرضا الشعبي عن الحكومة في طهران، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في البلاد، كما أن المحتجين انتقدوا الحكومة لتركيزها بشكل كبير على المشاكل خارج الوطن ومنها الحرب في سوريا بدلاً من التركيز على التحديات المهمة جداً التي تواجهها البلاد.
وأوضح أنه في حال اندلعت احتجاجات جديدة متعلقة بالموضوع نفسه، وانتشرت في أماكن جغرافية وسكانية أخرى في البلاد، مثلما حدث في عام 2009، فإن الأمر يمكن أن يتطور على نحو خطير.
مجلس العلاقات الدولية الأمريكي قال إن التطورات في إيران تعكس تطورا جذريا في طريقة تفكير الشعب الإيراني، حيث ثبت أن السكوت الشعبي على ممارسات الملالي كانت نتيجتها تدهور الأوضاع بشكل مأساوي عانى منه الشعب الإيراني على جميع المستويات، إضافة إلى أن تجاهل مطالب الشعب الإيراني من قبل نظام خامنئي وتهميش فئات عديدة منهم أدى لحالة من السخط الشعبي لن تهدأ دون تحول جذري في سياسات الحكومة الإيرانية الداخلية، الأمر الذي يستبعده المجلس.
وأضاف المجلس في تقرير له نُشر على موقعه الرسمي أن قطع وسائل الاتصال سيؤجج المظاهرات المناهضة لنظام طهران، الأمر الذي لم يتعلم منه السياسيون الإيرانيون في أحداث الاحتجاجات العربية عام 2011، والتي ساهمت في زيادة عدة المتظاهرين نتيجة لمنع وسائل الاتصال.
aXA6IDMuMTQ5LjIzMi44NyA= جزيرة ام اند امز