خطاب حالة الاتحاد.. كيف تتسلل إلى عقل الرئيس الأمريكي؟
بينما يضع الرئيس الأمريكي جو بايدن اللمسات الأخيرة على خطابه حالة الاتحاد، تقف خلية نحل وراء الكواليس لإعداد الرسالة السنوية.
ونظرا للأهمية الكبيرة التي يحملها هذا الخطاب، فقد تحمل جملة بين ثناياه الدعم لمشروع أحد نواب الكونغرس، وقد تسهم أخرى في إلغاء برنامج حكومي برمته، وفقا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
ويعرف كودي كينان هذا جيدًا، نظرا لتوليه مهمة كتابة خطابات الولاية الثانية لباراك أوباما، حيث كان الكاتب الرئيسي لأربع من خطابات حالة الاتحاد.
وفي عهد أوباما، كان كينان يبدأ العمل على الخطاب قبل شهر أو شهرين على الأقل، ويحبس نفسه داخل غرفة بلا نوافذ أسفل المكتب البيضاوي لساعات متتالية مع اقتراب الموعد.
يذكر كينان أن عددا من العاملين في مجلس الأمن القومي أهدوه جهازا لصنع القهوة في محاولة منهم لإضافة بند إلى الخطاب.
حتى أن بعض موظفي الجناح الغربي قاموا باستخدام المرحاض الأقرب إلى مكتبه لمناشدته إضافة بعض البنود إلى الخطاب.
ورغم كون كينان الكاتب الرئيسي للخطاب، لكنه دائما ما كان يساعده قرابة ستة أشخاص أو نحو ذلك من كتاب الخطابات في الفريق، ورئيس الموظفين، وبالطبع الرئيس نفسه.
ويقول تيري زوبلات، الذي ساعد في صياغة ما يقرب من 500 خطاب لأوباما بين عامي 2009 و2017: "كان كاتب الخطابات الحقيقي دائمًا باراك أوباما، سواء أكان خطاب حالة الاتحاد أو أي خطاب كبير آخر".
ويقول زوبلات "إحدى الأساطير بشأن كتابة الخطب هي أن كاتبي الخطابات يضعون الكلمات في فم الرئيس لكن العكس هو الصحيح، فكاتبو الخطابات يستمعون إلى الرئيس ويتعلمون منه كل يوم، ويحاولون قدر المستطاع تقديم مسودة تعبر عن صوته ورؤيته وقيمه".
ويضيف "هناك العديد من العناصر التي يجب معالجتها بحيث يبذل كل كاتب خطابات قصارى جهده لجمعها معًا في سرد متماسك مع موضوع مشترك يجمع كل تلك العناصر معًا، ولكن عادة ما يكون الأمر صعبًا للغاية عندما تتحدث عن كل شيء."
قبل الخطاب، كان أوباما يجلس مع كتابه الرئيسيين ويضع موضوعًا شاملاً للخطاب. وبعد ذلك يطلب من مختلف المسؤولين في الحكومة تقديم مدخلاتهم، مما يجعل الخطاب يرتكز على قائمة من الحقائق السياسية. ويقوم فريق الكتابة الأساسي بعد ذلك باستعراض تلك القائمة، مع منح الأولوية لعناصر معينة وإسقاط عناصر أخرى.
ويقول زوبلات: "ما يزيد من أهمية حالة الاتحاد هو شموله لقائمة من المبادرات والبرامج والسياسات ومحاولة تقديمه قصة ورؤية متماسكة ومقنعة للشعب الأمريكي".
ونادرًا ما كان المسؤولون في إدارة البيت الأبيض الأخيرة يعلقون على كتابة الخطب للرئيس دونالد ترامب. ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، كانت بروتوكولات كتابة الخطابات في عهد ترامب قريبة إلى حد ما من تقاليد عهد أوباما، حيث يتم تجميعها من مدخلات من مختلف المساعدين وتحريرها من قبل كاتب الخطابات الرئيسي ستيفن ميلر.
أما الرئيس بايدن فيجد كاتبو الخطابات صعوبة في كتابة الخطب له، إذ غالبًا ما يتلاعب بمسودات متعددة حتى اللحظة الأخيرة ويخرج في كثير من الأحيان عن النص.
وأشاد مسؤول في الإدارة العام الماضي، بكاتب خطاباته الرئيسي، فيناي ريدي، إذ وصف بأنه يجيد التعبير عما يريده الرئيس بايدن.
ومع اقتراب مواجهة مع الجمهوريين حول سقف الدين الفيدرالي وتحقيق وزارة العدل في تعامل بايدن مع المعلومات السرية والبدء المتوقع لحملة إعادة انتخابه، سيتعين عليهم تحقيق التوازن الصحيح في خطاب الرئيس.