في أسبوعها العالمي.. حماية الرضاعة الطبيعية مسؤولية مشتركة
تحتفل المنظمات الدولية بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، وهي حملة سنوية يشنها تحالف دولي، لنشر الوعي بأهميتها وفوائدها للأم والطفل.
ومن الضروري معرفة أن الرضاعة الطبيعية للطفل ليست رفاهية بل هي واحدة من أكثر حقوق الطفل التي يجب أن يحصل عليها، إذ إن لبن الأم هو أفضل مصدر غذائي للرضيع.
توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) واليونيسيف بضرورة إرضاع الرضيع في غضون ساعة من الولادة، ويجب أن يستمر على الأقل خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل.
ومع ذلك، من الناحية المثالية يجب أن تستمر الرضاعة الطبيعية حتى سن الثانية لضمان نمو وتطور الطفل بشكل صحي.
تاريخ أسبوع الرضاعة الطبيعية وموضوع 2021
تحتفل المنظمات المعنية بأسبوع الرضاعة الطبيعية العالمي (WBW) من 1 إلى 7 أغسطس من كل عام، بهدف نشر الوعي حول أهميته وتشجيع النساء على الرضاعة الطبيعية من أجل النمو الشامل للطفل.
الحدث السنوي أسسه التحالف العالمي للعمل من أجل الرضاعة الطبيعية (WABA)؛ وهي تعمل على دعم وتمكين وتشجيع الأفراد في رحلات الرضاعة الطبيعية الخاصة بهم.
يعود تاريخ أسبوع الرضاعة الطبيعية إلى عام 1990 عندما أنشأت منظمة الصحة العالمية (WHO) وصندوق الطوارئ التابع للأمم المتحدة (UNICEF) مذكرة لتعزيز ودعم الرضاعة الطبيعية.
في عام 1991 تم تشكيل الرابطة العالمية للعمل من أجل الرضاعة الطبيعية لتنفيذ أهداف اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، وبداية من عام 1992 تم تخصيص أسبوع كامل في للترويج لهذه الحملة.
في وقت سابق، بدأت 70 دولة الاحتفال بالحدث المعني بالطفل والأم على السواء، وحاليا ارتفع هذا العدد إلى 170 دولة.
موضوع الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية عام 2021 هو "حماية الرضاعة الطبيعية: مسؤولية مشتركة".
وتقول (WABA) إنها اختارت هذا الموضوع كوسيلة لتسليط الضوء على "الروابط بين الرضاعة الطبيعية والبقاء على قيد الحياة، وصحة ورفاهية النساء والأطفال والدول".
على الرغم من أن الدعم على المستوى الفردي مهم جدًا، يجب اعتبار الرضاعة الطبيعية قضية صحية عامة تتطلب الاستثمار على جميع المستويات.
ومن المتوقع أن يوفر مفهوم "إعادة البناء بشكل أفضل" بعد جائحة كورونا المستجد فرصة لإنشاء سلسلة من الدعم للرضاعة الطبيعية تشمل الأنظمة الصحية وأماكن العمل والمجتمعات على جميع مستويات المجتمع، إذ تساعد في بناء بيئة مواتية للرضاعة الطبيعية والحماية من تأثير الصناعة.
أثبتت الأبحاث أن الاستثمار في الرضاعة الطبيعية يفيد المجتمع، ولأنها تستغرق وقتًا والتزامًا حتى تنجح، فإن الأمهات يحتجن الدعم من الأزواج والشركاء والأجداد والأصدقاء وأرباب العمل.
لذلك من المهم أن يلعب الأفراد والمجتمع جميعًا دورا في خلق بيئة صديقة للرضاعة الطبيعية، سواء كان ذلك أن تكون في المنزل أو في الأماكن العامة أو في مكان العمل، وإنشاء مجتمع داعم يمكن أن يساعد الأم في الوصول إلى أهدافها المتعلقة بالرضاعة الطبيعية.
أهمية أسبوع الرضاعة الطبيعية
أهداف المبادرة الدولية كثيرة من ضمنها الاعتراف بقدرة الرضاعة الطبيعية على خفض معدل وفيات الرضع، وحماية النساء من العديد من السرطانات، وتوفير التغذية المثالية لنمو صحي للرضع.
تعد الرضاعة الطبيعية أداة مهمة للمساعدة في تعزيز صحة الأطفال، باعتبار حليب الأم الأكثر تغذية وضرورية للرضيع لمدة 6 أشهر على الأقل، ويقيه من العديد من الالتهابات والأمراض ويقوي جهاز المناعة لديه، وأيضا ترتبط الرضاعة الطبيعية بتقليل مخاطر السمنة ومرض السكري لدى الأطفال، كما ثبت أنها تعزز النمو المعرفي ومعدل الذكاء لدى الصغار.
حليب الأم مليء بجميع العناصر الغذائية مثل الماء والدهون والكربوهيدرات والبروتينات والفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية والإنزيمات والخلايا البيضاء، وبالتالي لا يفيد الطفل فحسب، بل إن الرضاعة الطبيعية تقلل من مخاطر إصابة النساء بالأمراض المزمنة مثل الثدي السرطان وسرطان المبيض وداء السكري من النوع 2.
ووفقا لإحصائيات التحالف العالمي المعني بالقضية، فإن التوسع في الرضاعة الطبيعية يمكن أن يمنع نحو 20000 حالة وفاة بين الأمهات و823000 بين الأطفال سنويا، كما يسهم في منع نحو 302 مليار دولار خسائر اقتصادية كل عام.
أيضا فوائد الرضاعة الطبيعية تتخطى الأم والرضيع، إذ إن تمتع الأسر بصحة جيدة تعني أيضًا انخفاض تكاليف الرعاية الصحية وتقليل التغيب عن العمل.
وحددت منظمة الصحة العالمية ذلك بالقول إنه "مقابل كل دولار واحد يُستثمر في الرضاعة الطبيعية، فإنك تولد 35 دولارًا من العائدات الاقتصادية".
aXA6IDMuMTQ1LjEwNi43IA== جزيرة ام اند امز