تحذير من المضادات الحيوية في الحمل والرضاعة: تدمر الخلايا المناعية
اكتشف العلماء أن التعرض المبكر للمضادات الحيوية في الرحم ومن خلال حليب الأم يعطل عمل بكتيريا الأمعاء المفيدة، ويدمر الخلايا المناعية.
ووجدت دراسة جديدة أجراها مجموعة من الباحثين في جامعة "روتجرز" الأمريكية أن تعرض الأجنة للمضادات الحيوية في الرحم، وكذلك تعرضهم لها فيما بعد من خلال حليب الأم أثناء الرضاعة يمكن أن يؤدي إلى خسارة لا رجعة فيها في الخلايا التائية الموجودة في القولون، وهي مكون شديد الأهمية في استجابة الجهاز المناعي تجاه مسببات الحساسية في وقت لاحق من الحياة، وذلك بحسب الوكالة الآسيوية الدولية للأنباء "إيه إن آي".
وقالت الوكالة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، الأحد، إنه من المعروف بالفعل أن استخدام المضادات الحيوية في وقت مبكر من الحياة يعطل عمل الميكروبات المعوية، وهي تريليونات الكائنات الحية الدقيقة المفيدة التي تعيش داخل الجسم وعلى سطح الجلد، والتي تلعب دوراً مهماً في نضج جهاز المناعة بشكل صحي والوقاية من الأمراض، مثل السمنة ومرض التهاب الأمعاء، ومع ذلك، فإن العلماء لم يكن لديهم الكثير من المعلومات عن كيفية تأثير اضطراب هذه الميكروبات المعوية، التي تنتج الأحماض الدهنية المنظمة للخلايا التائية المناعية، على هذه الخلايا في القولون.
ونظرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة mBio العلمية، والمستندة إلى تجارب على الفئران، في تعرض الأجنة والمواليد للمضادات الحيوية من خلال الأم في الأسابيع التي تسبق الولادة وبعدها مباشرةً، وهو الوقت الذي تتجمع فيه الميكروبات المعوية وتكون عرضة للاضطرابات، وذلك للتحقق من كيفية تأثير هذا الانخفاض في حجم البكتيريا المفيدة على تطور جهاز المناعة عند الأطفال حديثي الولادة.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه النتائج ظهرت فقط في القولون ولكنها لم تُلاحظ في الرئتين أو الجهاز الهضمي العلوي أو الطحال.
ونقلت الوكالة عن مدير مركز الطب والتكنولوجيا الحيوية المتقدمة في "روتجرز"، والباحث المشارك في الدراسة، مارتن بليسر، قوله: "من خلال دراسة تعرض حديثي الولادة للمضادات الحيوية عن طريق الأمهات المرضعات، فإننا وجدنا أن الأبناء يكتسبون ميكروبات أمهاتهم المتأثرة بالمضادات الحيوية".
وأضاف بليسر أن هذا الأمر يضر بقدرة المواليد على إنتاج مجموعة من الخلايا التائية في القولون، وهو الأمر الذي بدوره يؤدي إلى مشكلة طويلة المدى، حيث تستمر العواقب حتى مرحلة البلوغ، وذلك لأن هذا الأمر يؤثر على قدرة الجسم على إيقاف استجابات الحساسية.