ياسمين عز ومنى العمدة.. روشتة إعلامية لـ"صوت" يألفه المشاهدون (خاص)
لم يتجاوز الجمهور المصري كلمات الإعلامية ياسمين عز وإطلالاتها الجريئة، حتى فاجأتهم منى العمدة بأسلوب خطاب "غير مسبوق".
ياسمين عز، دعت النساء للحديث برقة مع الرجال، مخترعة أسماء لأصوات مختلفة منها "الشتوي"، و"الصيفي"، أما منى العمدة فتحدثت بطريقة رأى كثير من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّها تحمل إيحاءات غير مقبولة.
الأولى تخضع للتحقيق في نقابة الإعلاميين المصرية، والثانية أوقفتها قناتها "النهار" عن العمل، دون تحديد موعد رجوعها.
"العين الإخبارية" تواصلت مع عدد من خبراء الإعلام للتعليق على هذه القضية، وتوضيح قواعد اختيار المذيعين والمذيعات قبل الظهور على الفضائيات.
المشكلة ليست الصوت
قالت الدكتورة سارة فوزي، المدرس بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة في مصر، إن المشكلة ليست الصوت، لأن الصوت مهما كانت نبرته يمكن تعديله ومعالجته بالتدريبات.
وأضافت لـ"العين الإخبارية"، أن المشكلة في (غياب الكاريزما والثقافة والقبول)، كما أن هناك مشاكل في مخارج الحروف لدى بعض المذيعين، موضحة أن بعضهم يتطور ويتحسن مع الوقت.
إيحاء واستعراض
وتوافقها الدكتورة شاهندة عاطف، مدرس الصحافة بكلية الإعلام جامعة بني سويف في مصر، مؤكدة أن الأزمة ليس لها علاقة بالصوت الهادئ أو الحاد، لأن هذا التنوع طبيعة بشرية.
وأكدت لـ"العين الإخبارية"، أن هناك معايير واضحة وكثيرة لاختبارات المذيعين والمذيعات في الراديو، من بينها الالتزام بطبقات صوت معينة وتمارين للتنفس والكلام للخروج بأفضل صوت.
بين منى العمدة وياسمين عز
تعلق شاهندة عاطف على حالة المذيعة منى العمدة، فتقول: "هذا ليس صوتًا هادئًا، هي للأسف تستخدم صوتها للإيحاء بحالة أنثوية معينة بعيدة كل البعد عن الجدية، وهذه الحالة تسميها الثقافة الإسلامية (الخضوع بالقول)".
وتضيف أن السبب الآخر لطبيعة صوت منى العمدة هو كثرة عمليات التجميل في الوجه ووجود كمية من الفيلير والبوتكس جعلها غير قادرة على الكلام بشكل طبيعي، مؤكدة أن ملابسها غير ملائمة تمامًا لتقديم برنامج بمحتوى جاد.
أما ياسمين عز، فتقول عنها: "هي مختلفة تمامًا عن منى فهي لا تخضع بالقول ولا تستخدم صوتها للإيحاء، لكنها تستخدم عقلها وألفاظها وكل قدراتها في الاستعراض لتصدير موجة تحريضية ضد النساء، والتفاخر بالهيمنة الذكورية بشكل يصعب على أي حاضرة متقدمة تقبله".
وعن الصوت الشتوي والصيفي، تقول شاهندة عاطف: "هذا مجرد تريند، فليس هناك أي كلام علمي عنه".
كيفية اختيار المذيعات
تقول سارة فوزي، إنه لا بد من عمل (تيست كاميرا) للمذيعات والمذيعين الجدد، واختبار معلومات عامة لمعرفة قدراتهم الثقافية.
ويرى الدكتور محمد وليد بركات، المدرس المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة في مصر، أن مهنة مقدم البرامج، كأي مهنة، لها شروط ومواصفات ينبغي أن تتوافر فيمن يمارسها، وهذا الشروط أولا موضوعية، تتعلق بالتأهيل العلمي والعملي، والثقافة العامة، والخبرة، والاجتهاد في التحضير للحلقة، والقدرة على توجيه الأسئلة للضيوف، وإدارة حوار مفيد للجمهور.
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "هناك شروط أيضا متعلقة بالشكل، وهو ما يتضمن مهارات الاتصال عموما، ومهارات الحديث الفعّال خصوصا، متضمنة مخارج الحروف السليمة، ونبرة الصوت المقبولة، والشكل المهندم بدون تكلف، سواء للرجل أو المرأة".
الاستدامة لا التريند
ويضيف بركات، أن الإعلام مهنة كالطبيب والمهندس لا يصح أن تتم ممارستها على أساس "الهواية" أو "الموهبة" وحدها، وإنما يجب على من يرى في نفسه رغبة في العمل بالإعلام، أن يبادر إلى تلقي جرعة مناسبة من التأهيل، عن طريق التعليم النظري والتدريب العملي، لكي يكون مستعدا لممارستها.
وأكد بركات أن النجاح الحقيقي في هذه المهنة هو: "التأثير الإيجابي في أفكار الجمهور وسلوكياته"، واستدامة هذا التأثير لفترة طويلة، وليس تصدر "التريند" بأفعال غريبة أو آراء شاذة، سرعان ما ينصرف عنها الجمهور، ويغيب صاحبها عن الذاكرة الجمعية، دون أن يترك بصمة طيبة في الحياة.