مأساة الإيزيديين.. 9 سنوات لم تضمد ندوب الاضطهاد
9 سنوات مرت على مأساة الإيزيديين بالعراق لكنها لم تفلح في تضميد ندوب غائرة خلفها داعش في نفوس أقلية تعرضت لأقسى أنواع الاضطهاد.
ذكرى جريمة بشعة تحل، الخميس، وتوثق لفاجعة ارتكبها داعش بحق الإيزيديين وغيرهم بسنجار العراق في مثل هذا اليوم من عام 2014.
- في ذكرى "فاجعة الإيزيديين".. محمد بن زايد يدعو لترسيخ التسامح بالعالم
- 9 سنوات والجرح غائر.. أنين الإيزيديين يطلب العدالة
والإيزيديون الذين اعتبرت الحكومة البريطانية قبل يومين أنهم ضحايا "ممارسات إبادة" على يد التنظيم الإرهابي أقلية إثنية ودينية ناطقة بالكردية كانت تتركز في جبل سنجار شمال غربي العراق.
ونفذ عناصر داعش أعمال عنف مروعة ضد هذه الأقلية فقتلوا المئات من رجالها وأطفالها، وخطفوا نساءها واتخذوهن سبايا واستعبدوهن جنسيا.
من هم الإيزيديون؟
نشأت العقيدة الأيزيدية في إيران قبل أكثر من 4 آلاف عام، وتعتبر دينا غير تبشيري ومغلقا، إذ لا يمكن لأحد من خارجها أن يعتنقها.
ويؤمن الإيزيديون بإله واحد يصلون له متخذين الشمس قبلتهم، إضافة إلى إيمانهم بسبعة ملائكة، أولهم وأهمهم الملك طاووس.
وتعتمد المجموعة على الزراعة، وتقيم غالبيتها في سنجار، فيما يعد أقدس الأماكن الدينية للإيزيديين معبد لالش الذي تعلوه قبة مخروطية حجرية إلى جانب مزارات عدة في وسط منطقة جبلية تضم ينابيع طبيعية بشمال غرب العراق، ويقصده المؤمنون الزوار حفاة.
ويتبع هؤلاء المجلس الروحاني الأعلى المؤلف من خمسة أعضاء ومقره قرب منطقة شيخان، وبينهم "أمير" الإيزيديين في العالم، إضافة إلى مرجعهم الديني بابا شيخ.
ويقسم الأيزيديون إلى ثلاث طبقات: الشيوخ والبير (الدعاة) والمريدون، ولا يمكن التزاوج بين طبقة وأخرى أو من خارج الطائفة، ويعتبر إيزيديا فقط من ولد لأبوين إيزيديين.
وبمرور الوقت، دمج الإيزيديون في معتقدهم عناصر من ديانات أخرى. فعلى سبيل المثال، تتم عمادة الأطفال في الماء المقدس للاحتفال بدخولهم إلى العقيدة على غرار المسيحيين، كما يمكن للرجال اتخاذ 4 زوجات كالمسلمين.
وتحرم معتقداتهم وممارساتهم تناول الخس وارتداء ملابس باللون الأزرق.
في أرقام
من بين نحو 1,5 مليون إيزيدي في العالم، كان 550 ألفا، أي العدد الأكبر، يعيشون في العراق قبل هجوم داعش في 2014.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، استنادا لإحصاءات المديرية العامة لشؤون الإيزيدية في وزارة أوقاف حكومة إقليم كردستان العراق، قُتل نحو 1280 إيزيديا، ويُتّم أكثر من 2300 طفل، وتعرض ما يقارب 70 مزارا للتدمير، خلال فترة سيطرة تنظيم داعش على مناطق واسعة في العراق بين 2014 و2017.
ووفق المصادر نفسها، خُطف 6400 إيزيدي، أُنقذ حوالى نصفهم أو تمكنوا من الفرار.
وبعد أعمال العنف تلك، هاجر ما يقارب مئة ألف إيزيدي من العراق إلى أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا وكندا، بحسب الأمم المتحدة.
ومن بين الذين لجأوا إلى ألمانيا، حائزة نوبل للسلام عام 2018 ناديا مراد التي اعتُقلت وتعرضت للاغتصاب وأُجبرت على الزواج من إرهابي قبل أن تتمكن من الفرار.
إبادة
في مايو/أيار 2021، قال فريق تحقيق تابع للأمم المتحدة إنه جمع "أدلة واضحة ومقنعة" على ارتكاب داعش إبادة جماعية ضد الإيزيديين.
وبعد 6 أشهر، أصبحت محكمة ألمانية الأولى في العالم التي تعتبر الجرائم المرتكبة بحق الأقلية إبادة جماعية.
وقبل يومين، أقرت الحكومة البريطانية رسميا بأن ممارسات داعش بحق الإيزيديين عام 2014 في العراق تشكل "إبادة جماعية".
وقبله، وتحديدا في يناير/كانون الثاني الماضي، أقر النواب الألمان مذكرة تصنّف ما ارتكبه تنظيم داعش في حق الإيزيديين في 2014 على أنه "إبادة جماعية"، عقب قرارات مماثلة في كل من أستراليا وبلجيكا وهولندا.