من وحي إشارات المرور.. قصة ظهور البطاقات الملونة في كرة القدم
كان إشهار البطاقات الملونة في ملاعب كرة القدم، من اللحظات المهمة والفارقة في تاريخ اللعبة التي تحولت بمرور الزمن لجزء أساسي منها.
ولم تكن البطاقات موجودة مع اللعبة منذ نشأتها الأولى أو حتى مع انطلاقة البطولات الكبرى مثل الدوريات المحلية في إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا، أو دوري أبطال أوروبا أو كأس العالم وغيرها.
ولاحقا، تم اللجوء لإشهار البطاقات الملونة، لتكون وسيلة لردع اللاعبين من جانب الحكام حال ارتكاب المخالفات ضد الخصم.
كيف ولدت البطاقات الملونة؟
دخلت البطاقات الملونة عالم كرة القدم في كأس العالم 1966 التي أقيمت في إنجلترا وتُوج باللقب آنذاك أصحاب الأرض.
وساد الارتباك وقتها في الملعب بسبب عامل اللغة وعدم توصل الحكام لطريقة للتفاهم بها مع لاعبي البلدان الأخرى.
وهنا تدخل كين أستون الحكم الدولي الأسبق وعضو لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وقتها، لإيجاد طريقة للتواصل لا تحتاج للغة أبدا.
وجاء اختيار اللونين الأصفر والأحمر من ألوان إشارات المرور، الأول يشير إلى الإنذار والتمهل، والثاني التوقف نهائيا أو "الطرد".
لماذا الأحمر والأصفر؟
تمثل البطاقة الأولى وهي الصفراء رسالة للاعب قام بارتكاب خطأ أو سوء سلوك، وتعتبر بمثابة تحذير من إمكانية تعرضه للطرد.
أما الطرد وهو البطاقة الحمراء، فيعني انتهاك خطير وقوي يؤدي للخروج من الملعب ولا مجال في هذه الحالة للتحذير.
متى تم استخدام البطاقات الملونة في كرة القدم لأول مرة؟
بعد اللغط الذي حدث في كأس العالم 1966 بسبب أزمة اللغة والتواصل بين الحكام واللاعبين، دخلت مسألة البطاقات حيز التنفيذ لاحقا بالفعل.
واستخدم الفيفا البطاقات الملونة للمرة الأولى في كأس العالم خلال نسخة المكسيك في العام 1970.
وساهمت البطاقات الملونة في إضفاء حالة من الالتزام والانضباط داخل الملعب، وهو ما سهّل للحكام إدارة المباريات وأجبر اللاعبين على الحذر.
تاريخ الطرد والبطاقات في الملاعب
قبل كأس العالم 1970 كانت هناك حالات طرد في المونديال منذ نسخة 1930، البطولة الأولى وحتى ظهور البطاقات الحمراء بشكل رسمي.
لكن تجدر الإشارة إلى أن الطريقة التي كان يتم بها الطرد، لم تكن إشهارات البطاقات الملونة ولكن من خلال الحديث الشفهي بين الحكام واللاعبين.
ولأن توصيل الرسائل من خلال الكلام وصل في مرحلة ما لأن أصبح مسألة صعبة بسبب عامل اللغة، ظهرت البطاقات.