عمران.. المحافظة اليمنية الأكثر ألما في زمن الإرهاب الحوثي
ثاني المحافظات اليمنية التي تسقط في أيدي الحوثيين بعد صعدة، وأكثرها تعرضا للامتهان والتجنيد الإجباري.
تئن غالبية المحافظات الشمالية اليمنية تحت وطأة تصرفات مليشيا الحوثي الإرهابية، لكن محافظة عمران الواقعة شمالي العاصمة صنعاء، هي الأكثر تضررا من الانقلاب الذي حوّلها إلى حقل تجارب لممارسة الحكم والسلطة.
وكانت عمران، هي أولى المحافظات الشمالية، بعد صعدة، سقوطا بيد مسلحي الحوثي الذين وجدوا في مواطنيها وقودا لحربهم ضد شعب بأكمله، ومازالت حتى اليوم الأكثر ألماً جراء استمرار نزف أبنائها في جبهات القتال إلى جانب المليشيات.
- مقاتلات التحالف تدمر منصة صواريخ باليستية للانقلابيين في عمران
- غارات مكثفة للتحالف على مواقع للحوثيين في صنعاء وعمران وصعدة
وربما تعود مواجع عمران إلى تركة ثقيلة من الظلم الذي طالت هذه المحافظة على مدى سنوات طويلة كانت فيها تحت قبضة الأسر النافذة والمتحكمين بأمور أبنائها، لكنها اليوم أكثر وجعا وتعرضا للظلم .
ولايزال مصنع أسمنت عمران، ينفث دخانه في سماء المحافظة ليعود جاثما على أنفاس أبنائها، إلا أن عائدات هذه المصنع تصب بعيدا هناك في صعدة، حيث بات القرار يخرج من كهوف زعماء الانقلاب بمنطقة مرّان.
وقال أحد السكان المدينة، كان دليلا لي في جولة طويلة بالمدينة الصغيرة: "هذه الطريق تؤدي إلى صعدة.. ومن هنا قدم التتار الجدد ليحيلوا الحياة إلى جحيم لا يطاق، حيث صار في كل بيت مقاتل مع الجماعة الحوثية أو قتيل في صفوفها رضيت أو أبت، فليس لدينا أي خيار آخر".
حقل البون مهدد بالتصحر
تحتضن عمران، حقل "البون" الزراعي الشهير، لكن هذا الحقل بات يزرع في الحدود الدنيا وأجزاء واسعة منه مهددة بالتصحر فلم يعد لدى المزارعين هنا القدرة الزراعة، بعدما بلغ سعر برميل الديزل اللازم لتشغيل مضخات المياه واستخراج الماء للزراعة 70 ألف ريال بما يعادل 150 دولارا.
هذا الأمر جعل الكثير من المزارعين يلجأون للزراعة من أجل توفير الأكل على الأقل، وليس من أجل تزويد الأسواق بالمزروعات التي كانت تصل إلى كل أسواق اليمن.
خير "البون" لقائد العصابة والمشرفين
في مزرعة "البون" لإنتاج الحليب الطازج كانت الصدمة أكبر، فالمزرعة التي كانت تديرها المؤسسة الاقتصادية اليمنية، وتنتج الحليب الطازج، كانت تضم قبل سيطرة الحوثيين على المحافظة، 1000 رأس من الأبقار المنتجة للحليب.
باتت المزرعة اليوم تضم نحو 500 رأس فقط، وفي حالة يرثى لها من الجوع ما جعلها مهددة بالنفوق مثلها مثل مزرعة رصابة بمحافظة ذمار.
وقال مصدر محلي بمدينة عمران لـ"العين الاخبارية"، إن نحو 300 رأس من البقر والجاموس منتجة للحليب تم نقلها إلى مزرعة قائد المليشيا الحوثية عبدالملك الحوثي في صعدة، و200 رأس تم تقاسمها بين المشرفين والقادة الحوثيين الآخرين، وعلى رأسهم محمد علي الحوثي وأبو على الحاكم ومتحدث الجماعة، محمد عبدالسلام فليته، وغيرهم.
نهب أرصدة بنك عمران
الوضع العام في عمران لا يختلف عن مثيله في صنعاء أو أي مدينة تحت سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية الموالية لإيران، لكن سلطات أطقم المشرفين هنا وتجنيد الأطفال للقتال والاستيلاء على موازنات المؤسسات الحكومية هو الموقف السائد حاليا.
ويقول مسؤول في إحدى المؤسسات الحكومية لـ"العين الإخبارية": "لدينا رصيد تشغيلي يزيد على 35 مليون ريال في البنك، وفجأة ودون أي إنذار، نجد أن الرصيد صفر تماما.. هؤلاء (إشارة إلى الحوثيين) ليسوا أكثر من لصوص".
300 قتيل بعمران في يوم واحد
ما لا يعرفه كثيرون أن محافظة عمران وحدها استقبلت يوم الخامس من ديسمبر الماضي 300 قتيل من خيرة شبابها زجت بهم المليشيا الإرهابية في معركتها الأخيرة للتخلص من الرئيس السابق المغدور علي عبدالله صالح بدم بارد، حسب ما أكده أحد المشائخ في هذه المحافظة لـ"العين الإخبارية".
وأشار الزعيم القبلي إلى أنه حين حاول عدد من شباب المنطقة التراجع عن القتال في صفوفهم ضد الرئيس السابق في انتفاضة صنعاء، قامت المليشيا بتهديدهم تارة وإغرائهم تارة أخرى، وذلك بالسماح لهم بأخذ ما يستطيعون من غنائم من منازل صالح وأسرته.
وقال الزعيم القبلي: "فعلا عاد الكثيرون بملابس صالح ومتعلقاته الشخصية من ساعات وأقلام، وبعض من مسدساته الخاصة ومقتنياته الثمينة".
aXA6IDE4LjIxNi4yNTAuMTQzIA== جزيرة ام اند امز