الحزم.. عاصفة عربية حولت "أحلام الحوثي" في اليمن لكابوس
مليشيا الحوثي كانت تسعى لاجتياح جميع المدن اليمنية والمنافذ والسيطرة على منابع النفط في حضرموت.
حجزت عاصفة الحزم موقعها في قلوب اليمنيين كذكرى مجيدة أنقذتهم من أبشع مليشيا مسلحة عرفها هذا البلاد، وحالت دون وقوع اليمن في مستنقع الطائفية والمد الإيراني الذي كان قد بدأ يتشكل عقب اجتياح المليشيات الحوثية للعاصمة اليمنية صنعاء.
وطوت عملية عاصفة الحزم التي أطلقتها دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، الثلاثاء، عامها الرابع، مكللة بانتصارات أعادت اليمن إلى موقعه الطبيعي ضمن الحضن العربي، وعزلت مليشيا الحوثي لتصبح جماعة منبوذة وإرهابية من قبل كل دول العالم.
فمطلع عام 2015، عاش اليمنيون أياما مرة وعصيبة، فبعد أشهر من اجتياح مليشيا الحوثي لصنعاء، اكتمل أركان الانقلاب الحوثي بحل البرلمان والسيطرة على معسكرات الجيش الوطني والقوات الجوية من أجل اجتياح باقي المدن اليمنية وتقديمها على طبق من ذهب إلى إيران لتكون ملعبا جديدا لها في المنطقة العربية.
لكن هذا الحلم الإيراني - الحوثي تبدد بعد ساعات من انطلاق عاصفة الحزم، حيث ردت هذه المرارة لتخنق المليشيات الانقلابية التي تلقت ضربات مفاجئة من صقور سلاح الجو بقوات التحالف العربي.
وفي تلك الأثناء كانت المليشيات قد بدأت بتسيير دباباتها لاجتياح عدن جنوبا ومأرب شرقا، واستولت على مقدرات القوات الجوية والطيران الحربي اليمني لشن هجمات جوية على قصر معاشيق الرئاسي بالعاصمة المؤقتة عدن.
وآنذاك قال زعيمها الإرهابي عبدالملك الحوثي إن منابع النفط في حضرموت هي الهدف التالي، لكن كل تلك الأحلام تبخرت مع فجر الـ26 مارس/آذار ، عندما قامت مقاتلات التحالف العربي بشل جميع القدرات الجوية التي استولت عليها المليشيات، وأحالت الأحلام التوسيعة للانقلابيين إلى كوابيس مرعبة.
التصدي للإرهاب الحوثي وتقليل تكلفة الحرب
كانت مليشيا الحوثي تتجه إلى حكم اليمن بالحديد والنار، فخلافا للدبابات ومخازن الأسلحة الضخمة التي تم نهبها من الجيش اليمني، تلقى الانقلابيون خلال 6 أشهر ترسانة من الصواريخ الباليستية من إيران، تم إيصالها عبر موانئ الحديدة التي لم تكن مراقبة من سبتمبر/أيلول 2014 حتى 26 مارس/آذار 2015.
واستطاعت مقاتلات التحالف العربي إنقاذ ملايين اليمنيين من الإرهاب الحوثي باصطياد عشرات الدبابات على مداخل مدينة عدن ولحج والضالع وتعز.
وخلافا لتدمير مدفعية الحوثي، كانت منظومة "الباتريوت" التابعة للتحالف العربي التي تعد واحدة من بين منظومات الدفاع الجوي الأكثر تطوراً في العالم متمركزة في مدن عدن ومأرب والمخا والخوخة تتصدى يوما بعد آخر للصواريخ الباليستية الإيرانية، ويحول دون وصولها إلى المناطق المأهولة بالسكان.
وظهر عجز مليشيا الحوثي التي فشلت في استعادة أي قرية خسرتها منذ تحرير عدن في 2015، وبعد فشلها في منظومة الصواريخ الباليستية والتسللات الفاشلة، لجأ الانقلابيون إلى ابتكار وسيلة جديدة لإرهاب اليمنيين وذلك عبر الطيران المسيّر بدون طيار.
ونجحت منظومة التحالف العربي والجيش اليمني في اعتراض وتدمير عشرات الطائرات الانتحارية المحملة بالمتفجرات، والتي كانت قام خبراء إيرانيون بتطويرها وتجريب وسيلة إرهابية جديدة في المناطق المحررة.
ورغم المدى الطويل للنزاع اليمني فإن تكلفة الحرب، وفقا للأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، لم تتجاوز 10 آلاف قتيل في 4 سنوات.
ويقول مراقبون، إن التحالف العربي ساهم في الحيلولة دون وقوع مزيد من اليمنيين ضحايا للعدوان الحوثي، وذلك من خلال كبح الإرهاب الإيراني من جهة، ومعالجة جرحى الحرب من جهة أخرى.
ويشعر اليمنيون بالأسى للحال الذي يعيشه الناس في المناطق الخاضعة للانقلابيين، جراء القمع والإرهاب وانعدام الخدمات وانتشار الأوبئة القاتلة، ويؤكدون أن كل ما يشاهدونه في مناطق الانقلاب يجعلهم يدركون أهمية تدخل التحالف العربي.
وتجبر مليشيا الحوثي سكان صنعاء على الأفكار الطائفية في المساجد والمدارس والمؤسسات الحكومية من خلال ما تسمى "الدورات الثقيفية"، فضلا عن ابتزاز الناس من خلال فرض جرعات سعرية متلاحقة على أسعار الوقود والغاز المنزلي، خلافا للمناطق المحررة، جنوب وشرق اليمن.
aXA6IDMuMTQ1LjguMiA=
جزيرة ام اند امز