بالصور.. "العين الإخبارية" ترصد الخطوط الأمامية لجبهة الأقروض اليمنية

"العين الإخبارية" رافقت قوات اللواء 35 مدرع بالجيش اليمني بعد فرض سيطرته على عدة مواقع استراتيجية بجبهة الأقروض بتعز
تشن مليشيا الحوثي، منذ نحو أسبوعين، هجمات يومية على عزلة "الأقروض"، التي باتت أحد المنافذ الإنسانية للمدينة منذ 4 سنوات، بغرض إطباق الحصار الكامل على المدنيين وزيادة معاناتهم.
سيناريو مليشيا الحوثي المدعومة من إيران يسعى لعزل التواصل الجغرافي بين جبهات تعز وخط إمدادها في عدن، وتكرار معارك نوفمبر/تشرين الأول 2015 عندما اجتاح الانقلابيون قرى الأقروض ومديرية المسراخ.
لكن الانقلاب الحوثي تقهقر بعد أشهر، عندما دفع التحالف العربي بقوة من الجيش اليمني، تمكنت من تغيير إيقاع المعارك بقلب المرتفعات الجنوبية الشرقية، وتلقت المليشيا الانقلابية آنذاك هزائم مذلة.
رافقت "العين الإخبارية" قوات اللواء 35 مدرع في الجيش اليمني، الذي تمكن من فرض سيطرته على عدة مواقع استراتيجية بجبهة الأقروض، والتي حاولت المليشيا التقدم في مواقع مختلفة منها قبل أن تفقدها في غضون ساعات.
قائد كتيبة التعزيز والإسناد باللواء 35 مدرع العقيد ناظم العقلاني قال إن مليشيا الحوثي تهاجم منذ أيام جبل "الرضعة" بمنطقة الأقروض، كما أغلقت المنفذ البري الجديد التي استحدثه اليمنيون بهدف الوصول إلى أسرهم في المناطق غير المحررة.
وأضاف، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، أنه منذ تحرير الأقروض مطلع عام 2016 تحولت المنطقة إلى منفذ وحيد يربط المديريات الوسط لتعز بالمديريات الشرقية والجنوبية، وذكر العقلاني أن الجيش قام بتأمين مناطق مهمة بما فيها جبل "الرضعة" ومنطقة "الشقاق"، ويواصل تطهير الألغام والعبوات في طريق الأقروض وقرى السكان، الذين يصل عددهم قرابة 60 ألف نسمة.
وأشار العقلاني إلى الإجرام الحوثي الذي لجأ إليه بعد انهيار صفوف مليشياته من قصف عشوائي لمنازل السكان بقذائف الهاون 160 المحرمة دوليا وصواريخ الكاتيوشا وزرع حقول من الألغام في الطرق المؤدية إلى مديرية "الدمنة"، كنوع من الضغط لوقف الانتصارات الميدانية لقوات اللواء 35 مدرع.
الحرب على جبهتين
وأكد الرائد وهيب اليوسفي، ركن التوجيه المعنوي باللواء 35 مدرع في الجيش اليمني، أن قوات اللواء تخوض حربا على جبهتين، الأولى في المعارك المباشرة في جبهات ريف تعز، آخرها جبهة "الأقروض"، وأخرى بدعم التحالف العربي لمكافحة شبكات التهريب.
وأوضح اليوسفي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيا الحوثي تعاني نقصا كبيرا في مخزون التسليح والاحتياط العسكري من الذخائر بفعل الضربات الجوية المحكمة للتحالف العربي، ومن أجل تعويض ذلك تستخدم شبكات واسعة ومعقدة من المهربين.
وأضاف المسؤول بالجيش اليمني أن المخطط الحوثي لا يقف عند شن هجمات انتحارية وزج عناصرها بمعارك محسومة فقط، ولكنه يتعدى إلى محاولة إرباك قوات اللواء 35 مدرع وقيادته، وتسهيل عمليات تهريب كميات كبيرة من السلاح والمتفجرات.
وخلال اليومين الماضيين ضبطت قوات اللواء 35 مدرع في ريف تعز شحنتي أسلحة، وصل حجم إحداهما إلى نحو 8 أطنان، ووفقا لرصد أجرته "العين الإخبارية" أن حجم ما تم ضبطه من السلاح المهرب وصل إلى أكثر من 20 طنا منذ مطلع العام الجاري، وشمل مواد أولية تحمل بصمات إيران خاصة بصنع العبوات الناسفة، فضلا عن 5 آلاف و600 لتر من حمض (Acid) في شاحنة تهريب أخرى.
وتنشط شبكات التهريب الحوثية بدعم إيران على امتداد الشريط الساحلي اليمني وتنتقل بين آلاف الصيادين، كما تنشط أخرى داخلية، وتلعب في مدينة تعز دورا رئيسيا في التنسيق لاختراق الجبهة الأمنية في المناطق المحررة، وتسهيل عبور شحنات السلاح والمتفجرات، وفق المصادر.