أزمة صحفي يمني رصد انتهاكات الحوثي داخل "عرس"
أدانت نقابة الصحفيين اليمنيين اعتقال الحوثيين الصحفي فهد الأرحبي في محافظة عمران وحمّلت قيادة المليشيا كامل المسؤولية عن حياته.
وقالت النقابة، في بيان، إنها تلقت بلاغاً من زملاء الصحفي فهد الأرحبي، بأن مليشيا الحوثي اعتقلته يوم الإثنين الموافق 12 يوليو/تموز، على خلفية تصويره اقتحام المليشيات حفل زفاف في محافظة عمران.
ولا يزال الصحفي الأرحبي منذ ذلك التاريخ يقبع داخل السجن المركزي في عمران دون أي مسوغ قانوني، كون صالات الأعراس والمناسبات هي أماكن عامة، يمكن تصوير المناسبات فيها، وليس هناك قانون يمنع ذلك.
وطالبت نقابة الصحفيين في بيانها، مليشيا الحوثي بسرعة إطلاق سراح الأرحبي، ومعاقبة المتسببين بالحادثة.
وأشارت النقابة إلى رفضها لسياسة القمع والتقييد للحريات العامة وحرية الرأي والتعبير.
وقال رئيس لجنة التدريب والتأهيل بنقابة الصحفيين اليمنيين، نبيل الأسيدي، إن اعتقال المليشيات الحوثية للصحفي الأرحبي جاء على خلفية نشره على "فيسبوك" صورا، لاقتحام عناصر حوثية قاعة أفراح واعتقال العريس والفنانين ومصادرة الآلات الموسيقية، والاعتداء على الضيوف، وإفساد العرس، بذريعة منع الأغاني في الأعراس.
ونشر الصحفي فهد الأرحبي صورا ومقاطع فيديو، توثق اقتحام قاعة العرس، من قبل عناصر مسلحة بقيادة القيادي الحوثي (محمد العزي)، المعين من قبل المليشيا قائدا لعمليات الأمن المركزي في عمران.
وأشار إلى أن قوة مدججة بالسلاح يتبعون قائد الأمن المركزي المعين حوثيا (أبو خالد النمري)، اقتحمت قاعة النغاشي للأفراح، الساعة العاشرة والنصف مساءً، واعتدوا على كل من في القاعة، واحتجزوا عشرة فنانين والعريس مختار السودي، وهشموا الآلات الموسيقية؛ بهدف ترهيب الفنانين ومنعهم من إحياء حفلات الأعراس.
وأضاف أن مليشيا الحوثي تقتحم قاعات الأعراس بشكل متكرر وتعتدي على الفنانين، وتأخذ الآلات الموسيقية بالقوة، وتعتقل مواطنين بشكل تعسفي وهمجي. كما وجه الأرحبي نقدا للمليشيا وقائدها، على هذه الانتهاكات التي تطول المواطنين، وتصادر أفراحهم وحرياتهم، والتي وصفها بالانتهاكات الفظيعة.
وترفض مليشيات الحوثي النقد أو الاعتراض على انتهاكاتها، وتسعى بكل الأساليب البشعة لقمع جميع الأصوات المعارضة لسلوكها الهمجي، دون أي مراعاة لحق الناس في حرية الرأي والتعبير.
وكان النصيب الأكبر من الانتهاكات والقمع الذي تمارسه المليشيا الحوثية قد وقع على الصحفيين، الذين ترى المليشيا فيهم خطراً يهدد بفضح أساليبها القمعية بحق المدنيين.
وصنفت تقارير منظمات حقوقية، دولية ومحلية، مليشيا الحوثي بالأكثر انتهاكا وقمعا للصحفيين، والحريات الصحفية، في مناطق سيطرتها.
ووثقت نقابة الصحفيين اليمنيين، الأسبوع الماضي، في تقرير لها الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون في اليمن خلال الأشهر الستة الماضية.
واحتلت مليشيا الحوثي الصدارة في عدد الانتهاكات، حيث وثق التقرير ارتكاب المليشيا انتهاكات بحق 20 حالة، إضافة إلى 6 حالات محاكمة ومساءلة لصحفيين ارتكبتها المليشيا، وأن هناك 9 صحفيين لا يزالون مخفيين في سجون المليشيا.
ودعت نقابة الصحفيين، في تقريرها، إلى توفير بيئة آمنة للصحفيين، والعمل الإعلامي، مطالبة كافة المنظمات الدولية المعنية بحرية الرأي والتعبير بالتضامن مع الصحافة والصحفيين اليمنيين وتكثيف الجهود لإنهاء حالة الحرب على الصحافة والصحفيين.