"السهم الذهبي".. عملية عسكرية اخترقت قلب المشروع الحوثي
مثلت عملية السهم الذهبي بنجاحها القياسي ونتائجها الكبيرة إنجازا عسكريا فريدا على مستوى الحروب التي شهدتها السنوات الأخيرة في المنطقة.
وفي الذكرى السادسة للعملية التي انطلقت في 14 يوليو/تموز 2015، يتذكر أبناء وشباب اليمن البطولات التي سطرت بدمائهم تاريخا جديدا للمدينة والبلاد بأكملها.
الانطلاق بسرية
وانطلقت عملية السهم الذهبي بشكل سري ومباغت وبدون ضجيج إعلامي مسبق، مما جعلها تحقق نتائج ملموسة ومنع مليشيا الحوثي من السيطرة على باقي الجغرافيا اليمنية حسب الخبير العسكري الرائد وضاح العوبلي .
وفي تقييمه للمعركة يقول العوبلي في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن عملية السهم الذهبي جاءت في وقت كانت فيه المقاومات المحلية المتواضعة على وشك التلاشي لكن العملية مثلت العامل "المُلهم" للمقاومة التي التفت مع العملية العسكرية لتشكل معها زخماً عسكرياً هجومياً أربك العدو.
وأوضح العوبلي أن العمليات الجوية وكما هو معروف عسكريا لا تحسم وحدها معركة ما لم يرافقها ويتزامن معها عملا عسكريا بريا على الأرض، وهذا ما أكدته عملية السهم الذهبي التي انطلقت بتاريخ 14 يوليو/تموز 2015 أي بعد انطلاق عاصفة الحزم "جواً" بقرابة 4 أشهر.
وأكد العوبلي أن قرار انطلاق عملية -السهم الذهبي- بحد ذاته قرارا شجاعا، يليه النجاح المبهر للخطة العسكرية التي بدأت باستغلال المناطق والثغرات الحاكمة والتي تم تحديدها في الخطة من ميناء الزيت، ومن خور عميره، غربي عدن، في وقت كان التركيز الحوثي منصب نحو التواهي وكريتر "معاشيق" حيث قصر الرئاسة وكذلك خور مكسر.
وأشار العوبلي، خلال حديثه، إلى أن الخطة العسكرية منحت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية والمقاومة التحرك من خلف قوات الحوثي وفصلها ومحاصرتها في مطار عدن بخور مكسر، والمعلا وكريتر.
وأشاد الخبير العسكري وضاح العوبلي بالدور المشهود للمقاومة الجنوبية التي تشكلت من الطلاب والشباب وبعض قدامى العسكريين الجنوبيين في عدن، وقال "تمكنت بسلاحها الخفيف والمتواضع من إعاقة تقدم الحوثيين في البريقة ونحو ميناء الزيت، وهذا الدور أيضاً هو ما منح مساحة آمنة خارج سيطرة الحوثي في البريقة وحتى ميناء الزيت".
وتابع العوبلي: "منحت هذه المقاومة القوات الإماراتية مجالاً لإنزال القوات والعتاد والانتشار منها وفق الخطة، وكانت أول مهام هذه القوات هو فصل قوات الحوثي المتقدمة شرقي عدن عن مؤخرتها، لتبدأ أول عمليه فعلية لعاصفة الحزم".
وأوضح العوبلي أن عملية السهم الذهبي منحت الأمل للشعب اليمني وأعطتهم الدافع للمشاركة إلى جانب القوات الإماراتية لتطهير عدد من شوارع عدن من الحوثيين، لتتوجه العملية على الفور باتجاه لحج والعند وأبين، والضالع التي انهارت فيها صفوف الحوثيين وتحررت خلال أيام معدودة، وتكلل النجاح بتحرير المحافظات الأربع وتطهيرها كلياً.
وقال العوبلي إنه بمجرد وصول قوات السهم الذهبي إلى مشارف العند، تحركت قوات المقاومة الجنوبية في الضالع والحبيلين-وهذه المناطق بالذات ظلت تقاوم الحوثي منذ ما قبل عاصفة الحزم-وكانت محاصرة ما حال دون وصول الإمدادات، بفعل سيطرة الحوثي على مثلث العند-الذي تقدم إليه من تعز عبر معسكر لبوزه في المسيمير ومنه إلى المثلث-الذي يعتبر خط الإمداد الرئيسي للضالع.
وتابع العوبلي، "ولفتح هذا الخط نسقت إدارة معركة السهم الذهبي مع مقاومة الضالع والحبيلين وردفان للتوجه نحو سايلة بلة ومنها نحو قاعدة العند التي التحمت فيها بقوات السهم الذهبي القادمة من عدن وتم تحرير قاعدة العند وتنفست الضالع الصعداء، وتم فتح خط إمدادها، فتمكنت مقاومتها من دحر الحوثيين من مشارف سناح ولكمة لشعوب وقعطبة والعود ومريس ودمت.
وأوضح العوبلي، أن الحوثيين حينها كانوا قد تقهقروا إلى الرضمة شمالاً، أما على الاتجاه الغربي نحو مدينة إب فقد تقهقروا إلى "نجد الجماعي" أعلى نقيل الخشبة ومن اتجاه أبين تم تقهقرهم إلى عقبة ثرة باتجاه البيضاء.
وأكد الخبير العسكري أنه يحسب لعملية السهم الذهبي أنها أول وأكبر عملية عسكرية برية خاضها التحالف العربي بشكل مباشر، ولهذا كانت أبعادها القومية والأخوية واضحة وحاضرة اختلطت فيها دماء اليمنيين بدماء أشقائهم على أرض عدن، ناهيك عن ما مثلته من دافع معنوي ونضالي للمواطنين الذين تشكلوا ضمن هذه العملية وأصبحوا يمثلون رأس حربة الجبهات ضد الحوثيين وما زالوا إلى هذه اللحظة.
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA=
جزيرة ام اند امز