من عدن.. جهاز اليمن المركزي للإحصاء يعود للعمل رغم حرب الحوثي (خاص)
لا تمر مليشيات الحوثي من منطقة باليمن إلا ودمرت مؤسساتها ومرافقها، تماما كما نهبت مؤسسات الدولة بصنعاء ومناطق سيطرتها شمالا.
ولم تكن مؤسسات الدولة في العاصمة المؤقتة عدن بمنأى عن سياسية النهب والتدمير المؤسسي التي انتهجتها المليشيات الانقلابية خلال احتلالها المدينة 2015، وعلى رأس تلك المؤسسات كان الجهاز المركزي اليمني للإحصاء، الذي شُلّت قدراته نتيجة سعي المليشيات للسيطرة على قواعد البيانات وتخريب المعلومات التي يمتلكها الجهاز.
غير أن القائمين على الجهاز عملوا على إعادة إحيائه، من خلال تحديث أنظمته واستحداث خدمات إلكترونية عصرية، بمعاونة ودعم المنظمات الأممية ومكتب رئاسة الجمهورية، والمعنيين في المجلس الانتقالي الجنوبي، نظرا لما يشكله الجهاز المركزي من أهمية تنموية ومعلوماتية كبيرة للبلاد.
قاعدة بيانات بحلة جديدة
وفي هذا الصدد، تشير رئيسة الجهاز المركزي اليمني للإحصاء الدكتورة صفاء معطي إلى جهود استعادة عمل الجهاز كمؤسسة دولة قادرة على توفير قاعدة بيانات ونشرها.
ولفتت معطي، لـ"العين الإخبارية"، إلى أن دور الجهاز مهم في نشر قواعد البيانات، عبر موقعها الإلكتروني الذي تم تدشينه مؤخرا، بالإضافة إلى نشر أي بيانات رسمية وجعلها متاحة على هذا الموقع.
وأكدت رئيسة الجهاز أن استعادة دور هذا المرفق المهم حظيت باهتمام رئاسة الجمهورية التي واكبت دعم الجهاز في جميع المراحل، كما أن منظمة الـUNDP هي الأخرى لم تأل جهدا في تقديم دعمها الدائم للجهاز وبناء قدرات كوادره.
وكشفت الدكتورة صفاء معطي عن مشروع ”أتمتة” النظام الإحصائي الوطني لتحقيق ترابط إلكتروني بين مختلف مصادر البيانات، مع الاستمرار حاليا في رفع قاعدة البيانات التي لن تقتصر على الفترة الحالية، بل ستشمل المراحل السابقة، وكل ما توفر لدينا من بيانات من الماضي سيتم رفعها بشكل كامل".
ولم تنسَ معطي الإشارة إلى أهمية عمل الجهاز واستعادة عمله، في إتاحة البيانات الدقيقة للباحثين ومتخذي القرارات وراسمي الخطط للحصول على المعلومات، ليس فقط داخليا، بل إن المنظمات الدولية والعالم الخارجي سيكون مطلعا على محتويات الموقع الإلكتروني للجهاز؛ كونها الصفحة الرسمية للدولة حاليا في مجال البيانات الإحصائية".
التخطيط ورسم السياسات
من جانبها، تقول الدكتورة مريم الدوغاني، من مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية، إن الجهاز المركزي للإحصاء هو الجهة الرسمية الحكومية الوحيدة المعنية بجمع البيانات وتحليلها لرفعها لصانعي السياسات، لعمل خطط وطنية للتنمية والتعافي المبكر، واستخدامها في تغيير توجهات الدولة لتنمية جميع المناطق.
وأشارت، لـ"العين الإخبارية"، إلى أن هذا الدعم في استعادة دور الجهاز المركزي للإحصاء تم تحت إشراف قيادة مجلس القيادة الرئاسي، وعلى رأسهم رئيس المجلس رشاد العليمي، ومدير مكتبه يحيى الشعيبي.
وحيّت الدكتورة مريم الدوغاني الأعمال التي تقوم بها رئيسة الجهاز المركزي الدكتورة صفاء معطي، والتي أثبتت أن المرأة اليمنية تستطيع تحقيق إنجازات كبيرة في مجالات عملها.
صرح تنموي
فيما وصفت رئيسة لجنة الإغاثة والتنمية بالمجلس الانتقالي الجنوبي المحامية نيران سوقي الجهاز المركزي للإحصاء بأنه ”صرح تنموي”، وهو في حاجة ماسة إلى كل رقم يتم رصده أو تسجيله في هذا الجهاز.
ولفتت سوقي، لـ"العين الإخبارية"، إلى أن المركز أصبح له قيمة ووجود، داعيةً الجهات ذات العلاقة إلى منحه كل الاهتمام؛ لأن ما يقدمه من إحصائيات تستخدم للرقي بالمواطن وتحسين الخدمات والمشاريع التنموية.
من جهتها، قالت مدير عام التنمية المستدامة بالجهاز المركزي هناء مثنى إن عودة عمل الجهاز بمثابة إنجاز كبير، لعرض قاعدة البيانات المتوفرة، موضحة أن ما تحقق تم بجهود مضنية خلال فترة وجيزة لم تتجاوز عامين.
واعتبرت مثنى، لـ"العين الإخبارية"، أن هذا العمل يكتسب أهميته بعد فترة من الافتقار لقاعدة البيانات الإحصائية نتيجة الظروف السابقة والصعبة التي مرت بها بلادنا، في إشارة إلى حرب الحوثي.