صراع شركاء الانقلاب.. حلف المخلوع صالح والحوثيين يتصدع
صراعات واشتباكات مسلحة بين طرفي الانقلاب في اليمن، تنذر بانهيار التحالف في المستقبل المنظور.
في تطور كاشف لمستقبل تحالف الانقلابيين في اليمن، تصاعدت حدة الصراعات المسلحة بين أنصار المخلوع علي صالح والمتمردين الحوثيين شركاء الانقلاب، مما ينذر بانهياره في المستقبل المنظور.
مراسل "بوابة العين الإخبارية" بصنعاء نقل عن سكان محليين، قولهم إن معارك واشتباكات بمختلف الأسلحة بين مليشيا الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح، تجري الآن في أحياء وشوارع جنوب وجنوب غرب ووسط العاصمة صنعاء، في ظل توقف الحركة فيها تماما.
وأفاد سكان في الحي السياسي تحديداً بشارع عمان، بأنهم يعيشون حالة رعب مع اشتداد الاشتباكات وتبادل إطلاق النار بجميع الأسلحة بين حرس طارق صالح (نجل شقيق المخلوح) والحوثين، ويستغيثون لإنقاذهم من الموت.
وأكد شهود عيان لـ"بوابة العين" أن سيارة عسكرية تطلق نداءات عبر مكبرات الصوت للمواطنين تحذرهم من الخروج أو التحرك في الأحياء والشوارع.
كما أعلنت المنظمات الأممية والدولية التي توجد مقراتها في هذه المناطق لموظفيها بعدم الدوام، وإبقاء الموظفين الموجودين داخلها حتى إشعار آخر؛ لعدم قدرتهم على مغادرة أعمالهم كونهم محاصرين فيها.
من ناحية أخرى، أصدر ما يسمى بـ"المكتب السياسي" التابع لمليشيات الحوثيين بيانا، الخميس، حول أحداث جامع الصالح وتجدد الاشتباكات في العاصمة صنعاء مع شريكهم في الانقلاب، اتخذوا فيه منحنى تصعيدياً ضد حزب المخلوع صالح المؤتمر الشعبي العام.
وجاء في البيان أن ما بدر من بعض الجهات الحزبية، في إشارة إلى حزب صالح، من أعمال وصفها بـ"المخلة بالأمن والاستقرار"، وصلت إلى حد الاعتداء على أفراد الأمن في العاصمة صنعاء وسقوط قتلى وجرحى، يمثل مسلكا خاطئا وخطيرا.
ووصف البيان أن "ما حدث يعد جرأة على مناسبة هي أكبر من مجرد مهرجان سياسي"، في أول اعتراف ضمني من قبل المليشيات الحوثية بالانقلاب على شريكها المؤتمر الشعبي العام.
من ناحية أخرى، أكد مصدر في حزب صالح أن الحرب بدأت فعليا بينهم وبين مليشيا الحوثي بعد مواجهات الأمس.
وأشار المصدر إلى أن هناك تنسيقا مع قبائل طوق صنعاء للقضاء على مليشيا الحوثي، وإعادة ما تبقى منها إلى جحورها في كهوف مران بصعدة شمال اليمن.
وكانت مجموعات مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي أقدمت، عصر الخميس، على شن هجوم جديد على حراسة مبنى اللجنة الدائمة السابق التابع لحزب المؤتمر الشعبي العام في الحي السياسي بصنعاء.
وفي آخر المستجدات بصنعاء أفادت مصادر مطلعة بأن مسلحي الحوثي يحاصرون مقر اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام، وهناك انتشار كثيف لأطقم عسكرية تابعة للمليشيات في شارع إيران وشارع الجزائر وشارع الخمسين وشارع 14 أكتوبر وميدان السعبين وبيت بوس وشارع حدة جنوب ووسط العاصمة.
وتصاعدت وتيرة الخلافات بين طرفي الانقلاب في صنعاء على نحو يُنذر باتساع دائرة القتال الجاري بين الفريقين في ظل استعدادات وتحشيد عسكري إلى العاصمة، وتشير مصادر إلى ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات بين مليشيات الحوثي وصالح في صنعاء إلى 30 مسلحا معظمهم من الحوثيين.
في السياق ذاته، أكدت مصادر قريبة من حزب المؤتمر أن قيادات الحزب نشرت تعميما إلى أعضاء وكوادر وأنصار الحزب في صنعاء وكل المناطق التي مازالت تحت سيطرة الانقلابيين، دعت فيه إلى حمل السلاح والاستعداد لمواجهات ضد مليشيات الحوثيين.
المحلل والكاتب السياسي منير حسان قال لـ"بوابة العين الإخبارية": إن الأمور خرجت عن السيطرة هذه المرة، فقد اجتاح الحوثيون آخر مناطق الرئيس المخلوع باستهداف "مسجد الصالح" ومحاصرة منازل عائلته الواحد تلو الآخر.
ويؤكد حسان أن الصراع بلغ ذروته بين شركاء الانقلاب الذي لا يقيم اعتباراً للسكان والمدنيين في العاصمة صنعاء، وينذر بانكسار التحالف الذي كان تكتيكياً كما كانت تحالفات المخلوع طوال حكمه، وينذر أيضاً بانفجار جديد لا يمكن معه تجنب اتساع رقعة المعركة الدامية بين الطرفين.
من جانبه، أشار المحلل السياسي بليغ المخلافي، إلى أن عودة التوتر المسلح بين الحوثيين وأنصار المخلوع صالح يعد استكمالا لما حدث في أغسطس/آب الماضي، عندما فتح الحوثيون النار وقتلوا أبرز مساعدي علي عبدالله صالح، لكنه كالعادة يُصر على إذلال أنصاره بطريقة مَقيتة وأكثر تودداً للحوثيين.
المحلل السياسي وهيب النصاري قال في تصريح لـ"بوابة العين الإخبارية": إن شركاء الانقلاب يعانون من تعمق فقدان الثقة؛ إذ يعتقد كل طرف أنَّ الآخر يخونه ويتأهب للانقضاض عليه.
aXA6IDMuMTQ3LjYuMTc2IA== جزيرة ام اند امز