فيضانات اليمن.. وضع مأساوي وتحذير من أمراض بكتيرية
لقي 9 أشخاص من أسرة واحدة مصرعهم إثر هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة شبوة، جنوبي البلاد.
وقالت مصادر إعلامية يمنية لـ"العين الإخبارية"، إن أسرة من 9 أشخاص بينهم نساء وأطفال كانوا على متن سيارة أمس الأحد، قبل أن تجرفهم السيول في مديرية بيحان، شمالي غربي المحافظة المطلة على بحر العرب.
وأكدت المصادر أنه تم العثور على 3 جثث فيما لايزال البحث جاريا عن بقية الجثث الأخرى.
في المحافظة ذاتها، تداول ناشطون مقطع فيديو لسائق تسبب بوفاة طفله بعدما غامر بقطع سيول عالية في وادي "خير" في مديرية بيحان.
وذكرت المصادر أنه تم إنقاذ اثنين من الغرق فيما لفظ الطفل أنفاسه غرقا وجرفت السيول المركبة التي كان يقودها.
وارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء موسم الأمطار الغزيرة وتدفق السيول إلى 16 قتيلا في حصيلة أولية، حيث سبق أن قتل 5 أشخاص في صنعاء في انهيار منزل طيني فيما جرفت السيول طفلا في محافظة تعز (جنوب) منذ منتصف مارس/ آذار الماضي.
في السياق، كشفت الأمم المتحدة عن تضرر أكثر من 9 آلاف أسرة من الفيضانات في أنحاء البلاد منذ النصف الأخير من شهر مارس/ آذار.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، في نشرة الإنذار المبكر من هطول أمطار كثيفة واستمرار الطقس العاصف بشدة الأسبوع المقبل في اليمن، ما قد يتسبب في فيضانات كبيرة ستؤثر على حياة الكثير في مختلف المناطق.
ومع بداية الصيف وعودة موسم الأمطار غمرت العواصف المطرية الشوارع في 11 محافظة يمنية هي صنعاء والمحويت وذمار وعمران وحجة وريمة وإب وصعدة وتعز وحضرموت ومأرب.
وأكدت الفاو تضرر 31 أسرة في منطقتي الحرازية العليا والسفلى بمديرية صاله بمحافظة تعز، إذ جرفت مياه السيول البنية التحتية الحيوية بشكل عام، كما تضررت أكثر من 9000 أسرة من الفيضانات في أنحاء البلاد منذ النصف الأخير من شهر مارس.
وقالت: "تؤكد التوقعات حتى منتصف أبريل، هطول أمطار غزيرة والتي تتسبب في فيضانات كبيرة، لذلك من المتوقع أن يستمر الطقس العاصف الذي عطل سبل العيش بعد أن ترك آلاف الأشخاص في جميع أنحاء البلاد معزولين وبدون مأوى أو مياه نظيفة وسيتأثر بذلك منظومة الصرف الصحي والبنية التحتية الأساسية".
وتوقعت أن تتأثر جميع المدن التي اجتاحتها الفيضانات تقريبًا بالأمطار الغزيرة التي ستعرض 22000 شخص لخطر الفيضانات في مستجمعات المياه في حوض وادي دنة التي تمتد عبر محافظتي صنعاء وذمار، و3000 في وادي بنا (إب ولحج)، و 2700 في وادي المسيلة (حضرموت)، و1700 في وادي مور (حجة)، و7000 في الأمانة و1500 في وادي تبن (لحج).
ودعت المنظمة المزارعين إلى "توخي الحذر لأن هطول الأمطار الغزيرة يعمل على جرف البذور مما يؤدي إلى سوء التوزيع ويؤثر في بعض الأحيان على الإنبات. لذلك لا ينصح بالزراعة أثناء هطول الأمطار الغزيرة أو بعدها مباشرة".
وحذرت المنظمة من أن تؤدي الأمراض البكتيرية مثل تفشي الكوليرا إلى بعض الخسائر، لا سيما في مخيمات النازحين داخلياً، فضلا عن عودة ظهور الجراد الصحراوي ودودة الحشد الخريفية.
وكانت الأمطار الموسمية أدت إلى تضرر أكثر من 13 ألفاً من سكان المخيمات في محافظة مأرب وفقا للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين التابعة للحكومة اليمنية.
ووجهت الحكومة اليمنية نداء لمزيد من المساعدات الأممية فيما دعا ناشطون منظمات دولية لتوفير الرعاية للأسر المتضررة، ومعالجة الأضرار الناتجة، وإصلاح مجاري السيول.